- تصنيف المقال : شؤون فلسطينية
- تاريخ المقال : 2024-05-14
تواصل العدوان الإسرائيلي الواسع على قطاع غزة أمس، ولليوم 220 على التوالي، وصعدت قوات الاحتلال هجماتها البرية وغاراتها الجوية خاصة في مناطق شمال وجنوب القطاع، إذ جرى قصف منازل، وحصار مخيمات وأحياء سكنية، وتفجير مبانٍ، وقصف مدفعي واسع على مدار الساعة.
وعمق الاحتلال عدوانه البري على محافظة رفح، بعد تقدم الدبابات باتجاه أحياء البرازيل، السلام، التنور، وحي الجنينة، بحيث بات التوغل يزيد على 5 كيلو متر في عمق المحافظة، كما جرى إصدار أوامر إخلاء جديدة شملت المربعات "3،5"، وهي مناطق تقع شمال وغرب رفح.
كما تواصلت الاشتباكات والمواجهات المسلحة في جميع محاور التوغل، خاصة في محافظة رفح، حي الزيتون، شمال مخيم النصيرات، ومخيم جباليا.
وشهد يوم أمس سقوط 70 شهيداً بعضهم لم يصلوا المشافي، ونحو 100 مصاب، وتوسع الدمار في جميع أنحاء القطاع، بينما أعلنت وزارة الصحة حصيلة الساعات الأربع والعشرين الماضية "حتى ساعات ظهر أمس"، مؤكدة أن تلك الفترة شهدت ارتكاب قوات الاحتلال 7 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، راح ضحيتها 57 شهيداً و82 إصابة، غير أن المجازر الإسرائيلية تواصلت بعد نشر إحصائية وزارة الصحة، ما يفسر الفارق بين عدد الشهداء، وبين ما أعلنته الوزارة بغزة.
وأكد الوزارة بغزة، ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي الى 35.091 شهيد و78.827 إصابة منذ السابع من تشرين أول الماضي.
وأفرج الاحتلال عن 76 أسيراً، من مناطق شرق مدينة دير البلح، وجميعهم اعتقلوا من داخل القطاع في فترات سابقة، وجرى نقلهم إلى مستشفى شهداء الأقصى، حيث كان في السابق يتم الإفراج عن الأسرى من مناطق شرق رفح، التي تتعرض حالياً لاجتياح بري شامل.
مجازر واسعة
فقد استشهد سائق وأصيب موظفان اثنان تابعان للأمم المتحدة، بشظايا قذائف إسرائيلية خلال تواجدهم قرب معبر رفح البري.
وقال شهود عيان إن عشرات الطائرات الإسرائيلية المسيرة انتشرت في أجواء شرق ووسط محافظة رفح، وكانت تطلق النار والصواريخ تجاه كل شخص يتواجد في تلك المناطق، التي سبق وطلق الاحتلال من سكانها إخلائها.
وسقط 4 شهداء جراء استهداف طائرات الاحتلال مجموعة من المواطنين أمام منزل تعود ملكيته لعائلة "مصلح" في حي البرازيل بمحافظة رفح.
والشهداء هم: علي حسن العرجا، سميح محمود مصلح، منال صبحي مصلح "أبو العنين"، الطفلة ماريا سميح مصلح.
كما قصفت طائرات الاحتلال منزلاً شرق محافظة رفح، وعند وصول سيارات الإسعاف وطواقم الدفاع المدني بهدف إخلاء الشهداء والجرحى، جرى إطلاق النار من طائرات إسرائيلية مُسيرة تجاههم، ما أجبرهم على التراجع، فيما بقي الضحايا دون انتشال.
وأكد شهود عيان وجود عدد من الشهداء في شوارع حي البرازيل، خاصة قرب مسجد "أبو بكر الصديق"، دون أن تتمكن فرق الإنقاذ من الوصول إليهم لانتشالهم.
وتعرضت أحياء وسط وشرق وجنوب رفح، لقصف مدفعي عنيف لم يتوقف على مدار اليوم، ما تسبب بوقوع دمار كبير، واندلاع حرائق واسعة.
كما أكدت مصادر متطابقة، أن طائرات الاحتلال استهدفت أغلب البنايات المرتفعة التي يزيد ارتفاعها على ثلاث طبقات.
وفي ساعات المساء، اندلع حريق كبير في مباني جمعية الهلال الأحمر المركزية، في بلدة خربة العدس شمال محافظة رفح، بعد تعرضها لقصف مدفعي مكثف.
وانتشلت فرق الإنقاذ جثماني شهيدين من منطقة المغراقة، شمال مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة، كما انتشلت فرق الإنقاذ جثمان شهيدة طفلة، من تحت أنقاض منزل لعائلة "اللوح"، وسط القطاع، وذلك بعد يومين على قصف المنزل.
وأصيب عشرات المواطنين على فترات زمنية متلاحقة، جراء قصف مدفعي عنيف استهدف عمق مخيم جباليا شمال القطاع، حيث تساقطت القذائف على المنازل، والنازحين، وسط حالة من الخوف والهلع.
وانتشلت فرق الإنقاذ عدد من الشهداء والجرحى، جراء قصف منزل لعائلة "دلول"، في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة.
كما سقط شهداء وجرحى جراء سلسلة غارات جوية استهدفت منازل المواطنين في مناطق بلوك 2، وبلوك 4، في مخيم جباليا شمال القطاع، وعُرف من بين المنازل التي جرى قصفها في مخيم جباليا، منزل تعود ملكيته لعائلة "النيرب"، وآخر لعائلة "أبو لحية"، وثالث لعائلة "خليل"، ومنزل رابع لعائلة "عطا الله".
كما سقط شهداء وجرحى جراء قصف منزل المواطن زهير منصور، في شارع "المدارس"، بمخيم جباليا، وسط مناشدات بوصول فرق الإنقاذ لإخراج عالقين تحت الأنقاض.
واستشهد 3 مواطنين، وأصيب آخرون، جراء قصف منزل لعائلة "الصفدي"، في شارع "يافا"، قرب دوار الشرفا، شمال القطاع.
وأكد الدفاع المدني أنه انتشل خلال الساعات الماضية جثامين 20 شهيداً من داخل ومحيط مخيم جباليا، مع تصاعد القصف والغارات، وتأكيدات بوجود مزيد من جثامين الشهداء تحت الركام.
واستشهد المواطن عيسى حمودة، من سكان مخيم جباليا، إثر تعرضه للضرب المبرح بمطارق من حديد، من قبل جنود الاحتلال خلال اعتقاله.
وانتشلت فرق الإنقاذ عدداً من الشهداء تحت أنقاض المنزل الذي استشهد بداخله طلال أبو ظريفة، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، في حي الصبرة جنوب مدينة غزة، وجميعهم من عائلة حمامي.
وأعلنت إدارة مستشفى الهلال الإماراتي غرب رفح، وهو مستشفى مخصص لأمراض النساء والتوليد، أنها بادرت لتحويل بعض أقسامه لمستشفى ميداني لاستقبال الحالات المرضية والجرحى، عقب توقف الخدمة الطبية في المشافي والمراكز الصحية شرق رفح ووسطها.
فيما أكدت إدارة المستشفى الكويتي الذي بات يقع ضمن دائرة الإخلاء، الاستمرار في تقديم الخدمة الصحية، وطالب مديره الدكتور صهيب الهمص، بتوفير الحماية له، لأن توقفه أو إخلاءه سيزيد الوضع الصحي كارثية.
اشتباكات عنيفة
وشهدت كافة محاور التوغل في القطاع مواجهات مسلحة عنيفة، أمس، خاصة في حي الزيتون، بلدة ومخيم جباليا، وشرق ووسط رفح، وشمال مخيم النصيرات.
وكانت أعنف المواجهات في منطقة رفح، حيث أكد شهود عيان استهداف آليات عسكرية إسرائيلية في عدة مناطق داخل المحافظة، إذ سُمع دوي انفجارات كبيرة، تبعها قصف مدفعي وغارات عنيفة.
وقال شهود عيان إن مواجهات مسلحة ضارية اندلعت في أحياء البرازيل، السلام، الجنينة، و"شارع جورج"، إذ هاجم مقاومون آليات الاحتلال التي وصلت لتلك المناطق.
وأصدرت عدة فصائل من بينها "كتائب القسام"، الذراع العسكري لحركة "حماس"، وسرايا القدس"، الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، بلاغات عسكرية متتابعة، أعلنت من خلالها تبني استهداف آليات وجنود الاحتلال في مناطق جباليا، رفح، وحي الزيتون.
كما أطلق مقاومون قذائف صاروخية، وقذائف هاون، تجاه تجمعات للآليات المتوغلة في مناطق متفرقة من القطاع، خاصة معبر رفح، الذي تعرض لوابل من القذائف الصاروخية وقذائف الهاون، حيث تتمركز قوات الاحتلال بداخله، إضافة لاستهداف بلدات محاذية للقطاع بعدد من القذائف الصاروخية.