في منتصف ليلة الثلاثاء الماضي، حوّلت غارة جوية إسرائيلية مباغتة على منزل عائلة أبو زاهر أجساد عدد من أفراد العائلة إلى أشلاء تناثرت فوق أسطح الجيران، فيما قذفت بعشرات المصابين إلى الشوارع وأسطح البنايات المجاورة.
وفي تفاصيل المجزرة المروعة، فقد استفاق سكان شرق حي الشيخ رضوان، شمال مدينة غزة، عند منتصف ليلة الثلاثاء الماضي، على صوت انفجار عنيف هز المنطقة، تبيّن فيما بعد أنه ناتج عن غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزلاً مكوناً من ثماني شقق سكنية، تسكنها أكثر من عشر أسر تعود لعائلة أبو زاهر الممتدة، بصاروخين.
وأدت الغارة إلى استشهاد أسرة كاملة مكونة من ستة أفراد هم: محمد أبو زاهر (30 عاماً) وزوجته وفاء (26 عاماً)، وجنينها وأبناؤهما محمد (6 أعوام) وليان (5 أعوام) ورقية (8 أعوام)، إضافة إلى إصابة 25 مواطناً من نفس العائلة ومعظمهم من الأطفال عرف منهم، عبد الله (10 أعوام)، وأكرم (7 أعوام)، وسيلا (8 أعوام)، وغنى (5 أعوام)، ومحمود (12 عاماً)، وباسمة (8 أعوام)، وعبود (10 أعوام)، وأمير (7 أعوام)، وسما (11 عاماً)، وعدد آخر من كبار السن.
وقال المواطن زياد أبو زاهر أحد أعمدة العائلة الذي نجا بأعجوبة من الموت، إن قوة الانفجار قذفت بالمصابين الخمسة والعشرين إلى أسطح البنايات المجاورة والشارع، مبيناً أنهم ومن هول الصدمة والظلام الدامس لم يتمكنوا من العثور على معظم المصابين أو التعرف على أماكن تواجدهم إلا بعد أكثر من ساعتين، بعد وصول طواقم الإسعاف وبعض الجيران الذي تمكنوا من إضاءة المنطقة والمساعدة في عملية البحث.
وأضاف أبو زاهر، في الخمسينيات من عمره، إنه وجد حفيدته سما في الحادية عشرة من عمرها وقد تعلقت على جدار بناية مجاورة وهي فاقدة الوعي، وتعاني من إصابات خطيرة، فيما تم العثور على الطفل أكرم وقد سقط على سقف زينكو مجاور.
فيما وصف شقيقه زاهر أبو زاهر، في الستينيات من عمره، حالات معظم المصابين بالخطيرة جداً.
وبيّن أبو زاهر أن أكثر من ثمانية من أحفاده أصيبوا خلال الغارة التي دمرت نصف البناية المكونة من أربعة طوابق، كل طابق يتكون من شقتين سكنيتين.
وأوضح أن طائرات "كواد كابتر" الإسرائيلية حالت دون تمكن أكبر عدد ممكن من المواطنين وسيارات الإسعاف من الوصول إلى المكان للمساعدة في إجلاء الجرحى والمصابين، وتقديم العلاج اللازم لهم، بسبب إطلاقها النار بكثافة في محيط المنطقة، ومحاصرتها لأكثر من ساعتين.
وأشار أبو زاهر لـ"الأيام" إلى أن جميع سكان البناية كانوا نياماً، وقد استفاق القليل منهم في المستشفيات بعد تعرضهم لإصابات متوسطة أو طفيفة، كالطفل أكرم الذي تم علاجه وإعادته للمنزل بعد خمس ساعات، فيما لا تزال الغالبية العظمى من المرضى في غيبوبة وغياب تام عن الوعي بسبب خطورة الإصابات، وحاجتهم الماسة لإجراء عمليات جراحية مستعجلة.
وعبر أبو زاهر عن خشيته من وفاة الكثير من المصابين لعدم قدرة المستشفى الوحيد الذي يعمل الآن في شمال غزة، وهو مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا، على إجراء العمليات بسبب الضغط الشديد، وارتفاع أعداد المصابين الذين يصلون له بسبب الاجتياح الإسرائيلي لبلدة جباليا ومخيمها، المجاورين لحي الشيخ رضوان.
وألحقت الغارة الجوية دماراً واسعاً في المنطقة حيث أحصت "الأيام" تضرر أكثر من عشر بنايات مجاورة بشكل متفاوت.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف