- تصنيف المقال : شؤون فلسطينية
- تاريخ المقال : 2024-05-22
تواصل قوات الاحتلال أعمال التدمير والقتل وقصف المنازل فوق رؤوس ساكنيها بدون سابق إنذار فضلاً عن تدمير البنية التحتية في مخيم جباليا، فيما يتربص الموت في كل مكان من المخيم والمناطق التي تجاوره.
ومع تصعيد العدوان الإسرائيلي في مخيم جباليا قالت مصادر محلية ان مئات المنازل تم قصفها وأخرى سويت بالأرض، فيما لا تزال قوات الاحتلال تعمق مع اجتياحها وسط المخيم وتحاصر مستشفى العودة وتقوم بأعمال تجريف في محيطه.
ويحبس أفراد عائلة "النجار" أنفاسهم كلما سمعوا صوت الانفجارات والقصف في محيط منزلهم الواقع وسط مخيم جباليا.
ويختبئ خمسة من افراد العائلة في قبو المنزل المكون من ثلاث طبقات، بعد أن عجزوا عن ترك منزلهم بسبب تواصل القصف ولعدم وجود مكان بديل وآمن، بحسب بعض اقربائهم الذين عبروا عن تخوفهم من قيام الاحتلال بقصف المنزل فوق رؤوسهم.
وقال أحدهم في حديث لـ"الأيام" ان افراد العائلة وهم مسن واثنان من ابنائه وزوجتاهما لا يزالون ينتظرون الموت في حال استمر القصف الجوي وتدمير المنازل فوق رؤوس أصحابها في مخيم جباليا.
وتتعرض منطقتا 4 و5 وأحياء "تل الزعتر"، و"العلمي"، و"القصاصيب" ومناطق أخرى للقصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي في إطار العدوان المستمر على مخيم جباليا منذ عشرة أيام.
وأضاف "النجار" أن أقرباءه رفضوا مغادرة المنزل قُبيل اجتياح الدبابات الإسرائيلية، لكنهم صاروا بحاجة للفرار عقب التصعيد وشدة القصف، مشيراً إلى أنهم عجزوا عن ذلك ففضلوا المكوث في المنزل انتظاراً لقدرهم.
وأشار إلى انهم حاولوا في مرات سابقة ترك المنزل إلا ان توالي سقوط القذائف المدفعية بشكل عشوائي على أسطح المنازل المحيطة وفي الشوارع والطرق زاد من مخاوفهم ففضلوا الاحتماء في قبو المنزل بدون إمدادات غذائية،
واكد انه متخوف على حياتهم وسلامتهم لا سيما وانهم بقوا في المنزل بدون طعام وماء، لافتاً إلى انه قد يفقد التواصل معهم في أي وقت.
الهرب من بيت إلى آخر
وقال مواطنون من المخيم في أحاديث هاتفية لـ"الأيام"، انهم يهربون من بيت إلى بيت تفادياً للقصف الجوي والمدفعي وإطلاق النار.
قال "أبو أشرف" انه لا يبيت ليلتين في منزل واحد مفضلاً التنقل ما بين المناطق هرباً من القصف.
وأضاف، ان مثله الكثير من المواطنين بمن فيهم عائلات وأطفال، معتبراً أن ذلك هو السبيل الوحيد للتواجد في مكان آمن.
وقال مواطن آخر انه يبيت وعائلته في مستشفى الشهيد كمال عدوان لأن منزله قد تدمر بالكامل فيما تتعرض منطقة سكناه للقصف المتواصل، لافتاً إلى انه يحاول التنقل في منازل الاقرباء والمعارف الذين تركوا منازلهم ونزحوا إلى جنوب القطاع.
فقد الاتصال
من جانبه، قال الشاب فهد العصار في العشرين من عمره انه فقد التواصل مع أحد أشقائه عقب وقوع سلسلة مجازر في مخيم جباليا، معرباً عن تخوفه من أن يكون قد استشهد.
وأوضح انه نزح مع باقي أفراد الأسرة الى جنوب القطاع قبل عدة أشهر فيما بقي شقيقه الأكبر في منزلهم في المخيم، وكان على تواصل دائم معه، إلى أن فقد الاتصال معه عقب استهداف مركز إيواء.
وأضاف، إنه يتوقع ان شقيقه كان في المركز المستهدف وانه قد أصابه مكروه، معرباً عن قلقه الشديد إزاء ذلك.