يركّز جيش الاحتلال منذ اللحظة الأولى لعدوانه الجديد على بلدة جباليا النزلة ومخيمها، منذ أسبوعين، على تدمير وحرق مراكز الإيواء وتفريغها من النازحين.
ورصد المواطنون تدمير قوات الاحتلال أكثر من عشرة مراكز إيواء غالبيتها العظمى من المدارس التابعة لوكالة الغوث "الأونروا"، وذلك بعد اعتقال مئات النازحين فيها، وطرد الآلاف إلى منطقة غرب مدينة غزة.
وحسب تقديرات المواطنين وجهات غير رسمية، فإن أكثر من أربعين ألف مواطن كانوا قد نزحوا إلى هذه المآوي بعد أن فقدوا منازلهم وتقطعت بهم السبل منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول الماضي.
وأصبح هؤلاء دون مأوى بعد أن حرمتهم قوات الاحتلال، أيضاً، من اصطحاب أمتعتهم الشخصية عندما أخرجتهم منها حتى دون ملابسهم الشخصية.
واستهلت قوات الاحتلال عدوانها الواسع على جباليا بتدمير مجموعة من المدارس تتواجد في المنطقة الشرقية للبلدة والمخيم، ثم قامت بتدمير وتهجير النازحين من مدارس أخرى، ومركز صحي وصالة، وأحد النوادي وسط المخيم، قبل أن تقدم الليلة قبل الماضية على تفريغ تجمع لمراكز الإيواء من النازحين بالقرب من مركز شرطة المخيم، تضم ثلاث مدارس.
ومع تقدم قوات الاحتلال في المنطقة الشمالية للمخيم يخشى المواطنون أن تقوم بتفريغ عدد من المدارس الأخرى، وتحديداً تجمع مدارس أبو حسين التي تضم نحو عشرة آلاف نازح على الأقل.
وأجبر تقدم قوات الاحتلال باتجاه تجمع مدارس الفوقا وسط غرب المخيم مساء أول من أمس، آلاف النازحين على الفرار منها قبل أن تحاصرها قوات الاحتلال، وتوجهوا مشياً على الأقدام إلى المنطقة الغربية لمنطقة جباليا، قبل أن تستقر بهم الرحلة الشاقة إلى غرب مدينة غزة.
وأنهك التعب الأطفال والكبار والنساء، ولم يجدوا خياراً أمامهم بعد حلول الظلام وتوقف المواصلات، إلا افتراش الأراضي في منطقة التوام والدخول إلى المنازل المدمرة للمبيت فيها بظروف غاية في القسوة.
ولم يتبقَ في المخيم والبلدة إلا عدد محدود جداً من مراكز الإيواء غير المدمرة، وسط خشية في صفوف النازحين من وصول قوات الاحتلال إليها، وبالتالي تدميرها وترحيل النازحين ليواجهوا مصيرهم المجهول.
وبدأ النازحون في المدارس والمراكز غير المدمرة بالاستعداد للخروج منها، في ظل تصاعد وتيرة العدوان وتوسيعه.
ويواجه النازحون من هذه المراكز أوضاعاً إنسانية كارثية مع عدم وجود أماكن أخرى تؤويهم، عدا حرمانهم من الحد الأدنى من الخدمات الأخرى.
وتضم المراكز المدمرة نازحين من بلدات بيت حانون وجباليا النزلة وبيت لاهيا، ومخيم جباليا، وقرية أم النصر والمناطق الغربية لمحافظة شمال غزة التي تعرضت منازلها للتدمير الكامل والشامل.
وتتعرض جباليا النزلة ومخيمها لعدوان شرس أدى إلى تدمير مئات المنازل والمرافق التعليمية والصحية والتجارية والبنية التحتية عدا استشهاد مئات المواطنين وإصابة العشرات.
وشرعت قوات الاحتلال بإقامة مواقع عسكرية في المنطقة المرتفعة المطلة على بلدة جباليا والمخيم والمحيطة بالمستشفى الإندونيسي شمال حي تل الزعتر وفي منطقة الإدارة المدنية.
ويخشى سكان المنطقة أن تواصل قوات الاحتلال تمركزها وتواجدها في هذه المواقع، التي تعتبر من أكثر المناطق المرتفعة في منطقة شمال قطاع غزة.
وسيؤدي احتلال قوات الاحتلال هذه المنطقة وإقامة مواقع عسكرية دائمة فيها إلى استمرار الحصار على بلدة بيت حانون، وتفريغ سكانها بالكامل والسيطرة بشكل شبه كامل على مناطق واسعة من مخيم جباليا وحي تل الزعتر، والجزء الشرقي من بلدة جباليا وعزبة عبد ربه، ومدينة الشيخ زايد والمستشفى الإندونيسي ومستشفى العودة، وأهم مفترقات طريق صلاح الدين.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف