بعد ثلاثة أيام من البحث المتواصل، استطاع المواطن أحمد عرفان بصعوبة إيجاد مكان في مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة، ليقيم فيه خيمة بعد فراره من مدينة رفح في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على المدينة الجنوبية.
ودخل جيش الاحتلال في السابع من أيار الماضي إلى مدينة رفح، رغم التحذيرات الدولية بأن أي هجوم على المدينة التي كانت تتكدس بأكثر من 1.4 مليون نازح، سيزيد من سوء الأوضاع الإنسانية.
وقال عرفان والتعب بادٍ على وجهه: "قضيت أكثر من ثلاثة أيام وأنا أحاول البحث على مكان لأضع فيه خيمة لنعيش فيها أنا وزوجتي وأبنائي، بعد هروبنا من رفح بفعل القصف الإسرائيلي العنيف".
وبيّن عرفان (43 عاماً) وهو أب لأربعة أطفال، أنه أضطر في النهاية إلى وضع خيمته بالقرب من مكب نفايات في منطقة مواصي خان يونس، في ظل عدم وجود أماكن كافية في المنطقة بسبب تكدس النازحين.
وبنبرة حزينة، أضاف عرفان: "قال لنا الجيش اذهبوا إلى منطقة المواصي، هي منطقة فيها خدمات إنسانية، ولكن لا يوجد أي شيء إنساني هنا، لا توجد مياه صالحة للشرب، ونعيش بالقرب من مكب للنفايات سيعرضنا للأوبئة والأمراض الخطيرة".
وتابع "تخيلوا أن تعيشوا في ظل هذه الظروف، عليك أن تسير مسافة كيلو متر للحصول على المياه النظيفة، هذه مأساة بكل معنى الكلمة، فلا توجد أي مؤسسة هنا تقدم لنا خدمات أساسية، لا "الأونروا" ولا أي مؤسسة مجتمعية".
وتكدس عشرات آلاف النازحين في منطقة المواصي الساحلية على شاطئ بحر قطاع غزة، بعد الهجوم الإسرائيلي على مدينة رفح.
والمواصي المنطقة الإنسانية التي عادة ما يطالب الجيش سكان القطاع بالتوجه إليها كونها آمنة وتمتد من غرب رفح جنوب القطاع حتى مشارف النصيرات وسطه.
واضطرت منيرة السيد، التي فقدت زوجها في قصف إسرائيلي على مدينة النصيرات وسط قطاع غزة، إلى النوم بخيمة أقاربها في دير البلح بسبب عدم قدرتها على إيجاد أي مكان لوضع خيمة لها ولطفليها.
وقالت السيد (27 عاماً): "هذه المرة الثالثة التي أنزح فيها مع أبنائي بعد استشهاد زوجي في غارة إسرائيلية في مدينة النصيرات خلال نزوحنا الأول من غزة".
وأضافت والدموع في عينيها: "اضطررت إلى وضع أبنائي في خيمة تابعة لإحدى عماتهم، وأن أعيش أنا مع عائلة من أقاربي في خيمتهم في مدينة دير البلح بسبب عدم قدرتي على إقامة خيمة لي ولأولادي".
وأشارت وهي في طريقها للاطمئنان على أبنائها "كل يوم أضطر إلى قطع مسافة 500 متر للقاء أبنائي وقضاء بضع ساعات معهم ومن ثم أودعهم من أجل العودة إلى الخيمة التي أعيش فيها حالياً".
وذكرت أنها لم تكن تمتلك الأموال اللازمة لإنشاء خيمة بسبب تكاليفها العالية، ولم تتلقَ أي خيمة أو مساعدة مالية من أي مؤسسة دولية أو محلية.
وروى حسن إسماعيل معاناته بعد أن فر من رفح إلى مواصي خان يونس، واستطاع بعد عدة أيام وضع خيمة له على ميناء خان يونس بالقرب من شاطئ البحر، للحصول على مقومات الحياة الأساسية.
وقال: "منذ 15 يوماً تقريباً لم نتلقَ أي مساعدة من الأونروا على عكس ما كان الوضع عليه في مدينة رفح".
وأضاف وهو يحمل "جالون" مياه ويسير به بصعوبة بين الخيام: "انظروا إلى هذا التكدس، نضطر إلى جلب كل شيء بأنفسنا، ولا أحد يسأل عنا، حتى الأونروا لم تستطع تقديم خدماتها في المواصي بسبب أعداد الناس الكبيرة".
ويشكو إسماعيل وهو أب لثلاثة أطفال من بينهم طفل يبلغ من العمر 11 شهراً، من شح حليب الأطفال في الأسواق. وقال: "ابني الصغير رضيع ويعاني من سوء تغذية منذ عدة أشهر، وهو يحتاج إلى حليب أطفال بشكل دائم، وهناك شح في الأسواق".
وذكرت "الأونروا" أنها تواصل تقديم الخدمات الأساسية رغم التحديات المتزايدة والظروف التي لا توصف، مشيرة إلى أن منطقة خان يونس ووسط قطاع غزة تعد ملاذاً لحوالى 1.7 مليون شخص، وشددت على أن عملها الإنساني "يستمر في التقلص".
وأوضحت "الأونروا" أن الأسر الفلسطينية تعيش في "ظروف غير إنسانية مع ندرة المياه والغذاء والإمدادات"، مطالبة بضرورة إنهاء الحصار على الفور.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف