استشهد أربعة شبان وأصيب 17 آخرون بجروح خلال مواجهات أمس، بينهم ثلاثة استشهدوا خلال عملية اقتحام واسعة شنتها قوات الاحتلال في مدينة جنين ومخيمها، وسط غطاء ناري وفرته مروحيتان قتاليتان، في أعقاب محاصرة مقاومين قوة خاصة "مستعربين" تسللت إلى المخيم، في وقت هدمت فيه قوات الاحتلال سبعة مساكن وشردت 50 مواطناً في بلدة الظاهرية جنوب الخليل، وأخطرت بهدم ثمانية منازل في بلدة إذنا غرب الخليل، ومنزل في قرية دوما جنوب نابلس، تزامن ذلك مع مواصلة المستوطنين اعتداءاتهم التي أقدموا في سياقها على اقتلاع نحو 220 شجرة زيتون في بلدة قصرة، جنوب نابلس، وإحراق مساحات واسعة من أراضي قرية بيت دجن الزراعية شرق نابلس.
فقد أعلن د. وسام بكر، مدير المستشفى الحكومي في جنين، استشهاد الشبان إبراهيم طاهر السعدي (21 عاماً)، وعيسى نافز جلاد (17 عاماً)، وعدي أيمن مرعي (24 عاماً)، وإصابة 15 مواطناً بجروح نقل ثمانية منهم إلى مستشفى "الرازي"، واثنان إلى مستشفى "ابن سينا" التخصصي، وخمسة إلى المستشفى الحكومي.
وروى شهود عيان لـ"الأيام"، أن قوات خاصة تسللت إلى المخيم وسرعان ما اكتشفها مقاومون وخاضوا معها اشتباكاً مسلحاً بعد أن حاصروها داخل منازل مطلة على المخيم.
وأفاد الشهود، بأن قوات كبيرة من جيش الاحتلال ترافقها جرافات ومروحيتان من نوع "أباتشي" هاجمت المخيم وتحديداً محيط الموقع الذي تحصن فيه المستعربون.
وأكدوا أن قوات الاحتلال قصفت منزلاً في شارع مطل على المخيم بقذائف "أنيرجا"، حيث ارتقى الشهيد مرعي بعد أن خاض اشتباكاً مسلحاً مع القوات الخاصة.
وأشاروا إلى أن قوات الاحتلال دمرت بسطات وعربات باعة متجولين وسط المدينة الذي تحول إلى مسرح للاشتباكات المسلحة وتعمدت إطلاق الرصاص على محول الكهرباء الرئيس في المخيم، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي، في وقت علق فيه مئات المواطنين داخل المحال التجارية.
وبينوا أن قوات الاحتلال حاصرت مستشفيات المدينة، في محاولة لمنع طواقم الإسعاف من نقل المصابين، وأطلقت الرصاص صوب مركبة إسعاف، وصحافيين، فيما وثق نشطاء مقطعاً يظهر إطلاق جنود الاحتلال النار على الشابين السعدي وجلاد دون أي مبرر.
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي في بيان بأن مقاتلي وحدة "دوفدفان" وفرقة "خروب" عملوا بتوجيه من جهاز الأمن العام "الشاباك" على إحباط أعمال وصفها بـ"الإرهابية" في عمق جنين، وأن قواته تبادلت إطلاق النار مع مسلحين وقتلت عدداً منهم، إضافة إلى وقوع إصابات بين قاذفي المتفجرات، فيما ألقت القوات القبض على مطلوب يشتبه بتورطه في نشاط مسلح محظور.
وأضاف، إن مروحية شاركت في العملية العسكرية وقامت بدورها بإطلاق النيران في محيط المنطقة لتوفير الدعم والحماية للجنود على الأرض.

وفي بلدة يعبد جنوب غرب جنين أعلنت وزارة الصحة، استشهاد الشاب محمد حافظ أبو بكر (24 عاماً)، متأثرا بإصابته البليغة برصاص قوات الاحتلال، الليلة قبل الماضية.
وأكد شهود عيان، العثور على جثمان الشهيد أبو بكر عند العاشرة صباحاً قرب مدرسة تابعة لوكالة الغوث الدولية، جراء إصابته برصاص الاحتلال.
وروى الصحافي رائد أبو بكر، أن قوات الاحتلال اقتحمت يعبد بعد منتصف الليلة قبل الماضية، وأطلقت النار بشكل عشوائي، ما أدى إلى اندلاع مواجهات.
وأضاف أبو بكر، إن آثار الشاب اختفت، وبحث عنه الأهالي طوال الليل، حتى عثروا عليه صباحاً ونقلوه إلى مركز صحة يعبد، حيث أكد الأطباء استشهاده جراء إصابته بالرصاص في ظهره، مشيراً إلى أن الشهيد تزوج قبل أقل من عام ولديه طفل وزوجته حامل.
في سياق متصل، أصيب مواطن برصاص الاحتلال في بلدة الرام، شمال القدس المحتلة.
وأفاد شهود عيان، بأن جنود الاحتلال المتمركزين في المعسكر المقام قرب البلدة أطلقوا النار تجاه شاب في منطقة الكسارات.
وأفادت جمعية الهلال الأحمر في بيان مقتضب أن طواقمها تسلمت شابا "32 عاما" قرب بلدة الرام مصابا بالرصاص الحي في رجله.
وعلى صعيد عمليات الهدم والإخطار المتواصلة، هدمت قوات الاحتلال سبعة مساكن في منطقة "واد الخليل" ببلدة الظاهرية جنوب الخليل ودمرت خلايا طاقة شمسية يعتمد عليها الأهالي لتوليد الكهرباء.
وقال المواطن سهيل مخارزة، إن عملية الهدم تسببت بتشريد نحو 50 مواطنا، وجاءت في إطار اعتداءات الاحتلال والمستوطنين المتواصلة على الأهالي لإجبارهم على الرحيل قسرا عن أراضيهم.
وفي بلدة إذنا غرب الخليل، أخطرت سلطات الاحتلال، بهدم ثمانية منازل.
وأكد عبد الرحمن طميزي، مسؤول العلاقات العامة والإعلام في البلدية أن المنازل أخطرت بالهدم بحجة البناء دون ترخيص.
وفي ضاحية شويكة شمال طولكرم، أخطرت سلطات الاحتلال، بوقف العمل في أراض زراعية تقع بمحاذاة جدار الفصل العنصري، والتي تقع في منطقة البلبيسي.
وقال صاحب الأرض علي أبو صالح، إن قوات الاحتلال ألصقت الإخطار على دفيئة في أرضه، وتضمن وقف العمل والبناء فيها، مشيراً إلى أن هذه الأراضي زراعية ولا توجد فيها أي إنشاءات أو أبنية، باستثناء غرفة زراعية إضافة إلى بعض الدفيئات.
وفي قرية دوما جنوب نابلس، أخطرت قوات الاحتلال، عائلة الأسير أحمد سامر دوابشة بهدم منزلها.
وأفادت مصادر محلية، بأن قوات الاحتلال اقتحمت القرية وسلمت عائلة الأسير دوابشة إخطارا بالهدم، وأعطتها مهلة 72 ساعة لإخلائه.
وعلى صعيد الاعتداءات الاستيطانية، اقتلع مستوطنون 220 شجرة زيتون وهدموا غرفة زراعية في بلدة قصرة جنوب نابلس.
وقال المواطن قصي أبو ريدة، إن مستوطنين اقتلعوا أكثر من 220 شجرة زيتون وهدموا غرفة زراعية في أرضه البالغة مساحتها 42 دونماً، والواقعة في الجهة الشرقية الشمالية من البلدة.
وأشار إلى أن المستوطنين شرعوا منذ نحو أسبوع بأعمال تجريف في المنطقة، ومنعوا المزارعين من الوصول لأراضيهم، مشيراً إلى أنه تكبد خسائر فادحة جراء الاعتداء، حيث كانت تنتج أرضه نحو 70 تنكة زيت سنوياً.
في قرية بيت دجن، شرق نابلس، أضرم مستوطنون، النيران في أراض زراعية.
وأكد شهود عيان أن مستوطنين هاجموا الأطراف الشرقية من البلدة وأشعلوا النيران في مساحات واسعة من الأراضي المزروعة بالزيتون والقمح والمحاصيل الزراعية.
وفي الأغوار الشمالية، هاجم مستوطنون، بسطات لبيع الخضار قرب مدخل قريتي بردلة وعين البيضا واستولوا على محتوياتها.
وقال شهود عيان: إن مستوطنين هاجموا بسطات الخضار وأجبروا أصحابها على المغادرة، واستولوا على محتوياتها.
وفي بلدة قصرة، جنوب نابلس، أصيب مواطنان في هجوم شنه مستوطنون.
وقال الناشط عبد العظيم وادي، إن مئات المستوطنين هاجموا الجهة الجنوبية من بلدة قصرة، بحماية جيش الاحتلال، وسط إطلاق كثيف للرصاص.
وأضاف أن المستوطنين هاجموا منازل في البلدة، وأحرقوا أجزاء من مزارع فيها، وأصابوا مواطنَين أحدهما بالرصاص، والآخر بحجر في رأسه.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف