بعد أن نجح في تجويع سكان منطقة شمال غزة، عبر عدوانه وحصاره المشدد المستمر منذ ثمانية أشهر، نجح جيش الاحتلال في قطع الأوكسجين عن المستشفيات والمرضى، بعد أن أوشكت آخر محطة لتوليد الأوكسجين في المنطقة على التوقف عن العمل بسبب نفاد الوقود.
ففي أحدث جرائم الاحتلال بحق سكان منطقة شمال غزة، التي تضم محافظتي غزة والشمال، يرفض الاحتلال حتى اللحظة إدخال الوقود اللازم والضروري جداً لاستمرار تشغيل محطة توليد الأوكسجين في المنطقة، بعد أن دمّر نحو 19 محطة خلال عدوانه على المستشفيات والمرافق الصحية طوال فترة عدوانه المتواصلة على القطاع منذ السابع من تشرين الأول الماضي، وفي مقدمتها المحطة الرئيسية في مجمع الشفاء الطبي، وفي عيادة الشيخ رضوان وفي مستشفيات كمال عدوان ومحمد الدرة.
وستضاعف جريمة الاحتلال الجديدة من أعداد الوفيات في صفوف المرضى، بعد أن نالت منهم المجاعة المميتة التي تضرب المنطقة منذ فترة طويلة.
وتعتمد بعض المستشفيات العاملة بطاقة ضعيفة جداً والمراكز الصحية في المنطقة، على ما تنتجه المحطة من كميات قليلة من الاوكسجين في تغطية احتياجات المرضى والعمليات الجراحية وغيرها.
وقالت وزارة الصحة في غزة إنه وفي حال توقفت المحطة بشكل كامل عن العمل خلال الساعات القادمة فإن خطر الموت الفوري يهدد مئات المرضى الذين يعانون من نقص الأوكسجين والأمراض التنفسية الأخرى.
وناشد مسؤولون في وزارة الصحة العالم التدخل العاجل للضغط على الاحتلال لإدخال الوقود بشكل فوري لضمان استمرار عمل المحطة.
أما على صعيد المجاعة المميتة، فقد تعمقت حدة أزمة نقص المواد الغذائية والتموينية في منطقة شمال غزة، في ظل الحصار المشدد الذي تفرضه قوات الاحتلال على المنطقة منذ بدء العدوان، ومنعها المتواصل إدخال أية كميات من المواد الغذائية للمنطقة باستثناء الطحين وأصناف محددة جداً من المعلبات الغذائية.
ويمنع الاحتلال إدخال اللحوم بكل أنواعها والألبان بكل مشتقاتها والخضراوات والفواكه والبيض والسكر والأرز والحلويات والمشروبات الغازية والعصائر، ومعظم أنواع الأدوية والمهام الطبية، إضافة إلى المحروقات وغاز الطهي.
ويقتصر طعام المواطنين على الخبز والبازيلاء والفاصولياء المعلبة، وهو طعام غير صحي بالمطلق في حال الاعتماد عليه فقط لفترة طويلة، كما حذر عدد من الأطباء خلال حديث لـ"الأيام".
وقال الطبيب محمود حمد إن الطعام المتوفر الآن في منطقة شمال غزة غير صحي على الإطلاق، وقد يتسبب في أضرار صحية خطيرة جداً على صحة الجميع، لافتقاده الحد الأدنى من العناصر الغذائية المطلوبة للجسم.
وأوضح حمد أن عدم تناول المواطنين للبروتينات والخضراوات من شأنه أن يتسبب في أمراض لها علاقة بسوء التغذية، وهو ما تم رصده في الكثير من المراكز الصحية المتواجدة في المنطقة.
وعوضاً عن الخضراوات المفقودة اتجه مواطنون إلى قطف أوراق التوت البري لطهيه مع كميات قليلة من الأرز كبديل عن ورق العنب.
وهذه المرة الأولى في تاريخ الشعب الفلسطيني الذي يأكل أوراق التوت البري كما ذكر عدد من المواطنين المسنين.
ومع استخدام هذه الأوراق في الطعام استغل المواطنون ذلك واتجهوا لبيعه في الأسواق بأسعار وصلت إلى نحو 15 شيكلاً للكيلو الواحد بعد أن كان يستخدم كسماد للأشجار.
وعلل المواطن ناصر الشيخ أحمد طهيه أوراق التوت بعدم توفر الخضراوات، وحرصه على إطعام أفراد أسرته أي نوع من الخضراوات بغض النظر عن طبيعتها.
وأشار الشيخ أحمد إلى أنه لن يترك أي نوع من الأشجار يمكن طهيه الا وسيستخدمه، على أمل أن تحتوي على جزء من العناصر الغذائية المتوفرة في الخضراوات المفقودة من أجل صحته وصحة أفراد أسرته المحرومين من الخضراوات منذ فترة طويلة.
واضطر المواطنون في الشتاء الماضي، وفي ذروة الموجة الأولى من المجاعة المميتة في المنطقة، الى تناول أنواع غريبة من الأعشاب بسبب نفاد جميع أنواع الطعام، وفي مقدمة هذا الأعشاب البرية الخبيزة والقريص وأنواع أخرى تشبه السلق وغيرها من الأعشاب.
وتعمد سلطات الاحتلال إلى اقتصار إدخال المساعدات على شاحنات الطحين، رغم توفره بكثرة فقط فيما تمنع إدخال الطرود الغذائية والمساعدات التي تحتوي على قيمة غذائية عالية، كما أكد أكثر من عامل في مجال الإغاثة.
وذكرت هذه المصادر التي فضلت عدم ذكر اسمها، أن مئات الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية القيمة ومن ضمنها الخضراوات والفواكه المجففة واللحوم المعلبة، تنتظر سماح قوات الاحتلال لها بالدخول الى القطاع خاصة منطقة شمال غزة، منذ فترة طويلة.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف