أُجبر المستشفى الأهلي العربي "المعمداني" شرق مدينة غزة، امس، على الإغلاق تحت تهديد جيش الاحتلال وإطلاق على محيطه، فيما ظل الكثير من المصابين ينزفون حتى الموت لغياب التدخل الطبي.
وقالت إدارة المستشفى في بيان: "الجيش الإسرائيلي أجبرنا على إغلاق المستشفى بعد تعرض محيطه لإطلاق نار كثيف من طائرات مسيرة إسرائيلية".
وأضافت إن "النازحين وجميع المرضى أجبروا على المغادرة (من المستشفى) ما يعرضهم لخطر جسيم".
وعلى مدار يومين نفذ جيش الاحتلال سلسلة غارات عنيفة جوية ومدفعية على محيط المستشفى المعمداني، ما جعل من المستحيل وصول الجرحى والمرضى إليه.
ومنذ بدء الحرب على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول الماضي، عمد جيش الاحتلال إلى استهداف مستشفيات غزة ومنظومتها الصحية، وأخرج معظم مستشفياتها عن الخدمة، ما عرّض حياة المرضى والجرحى للخطر، حسب بيانات فلسطينية وأممية.
وتعاني مدينة غزة من وضع صحي صعب للغاية، بعد خروج كافة المستشفيات العاملة عن الخدمة وخاصة مجمع الشفاء الطبي في مطلع نيسان، بعد انسحاب جيش الاحتلال منه، عقب عملية عسكرية استمرت أسبوعين، مخلفا دمارا هائلا وعددا كبيرا من الجثث.

وضع طبي مأساوي
ويعيش المواطنون في مدينة غزة وضعاً مأساويًا جراء النقص الكبير في الأدوية والمستلزمات الطبية والرعاية الصحية بعد خروج كافة المستشفيات والمراكز الطبية عن الخدمة بسبب الاستهداف الإسرائيلي، وفق شهود عيان.
ويضطر السكان حاليا إلى نقل الجرحى والمرضى بصعوبة إلى مستشفيات محافظة شمال القطاع خاصة في ظل شبه انعدام وسائل المواصلات نتيجة لعدم توفر الوقود.
وقال محمد صالحة، القائم بأعمال مدير مستشفى العودة شمال القطاع، إن "المستشفى يستقبل منذ (أمس) "الاثنين" عشرات الشهداء والجرحى بفعل العملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة غزة وبعد إخلاء المستشفى المعمداني".
وأضاف صالحة إن "المستشفى يعاني من تحديات عديدة، أهمها عدم وجود كميات كافية من الوقود لتشغيل مولدات الكهرباء الاحتياطية، ونقص المستلزمات الطبية والأدوية".
وبيّن أن منظمة الصحة العالمية تمكنت قبل نحو شهر، من توصيل كمية بسيطة من الوقود للمستشفى تكفي لمدة أسبوع واحد فقط، ولم تستلم أي كميات أخرى بعد ذلك.
وأشار إلى تأجيل إدارة المستشفى إجراء العمليات الجراحية والعمليات المجدولة بسبب حاجة المستشفى إلى الأدوية والمستلزمات الطبية وعدم تمكنها من تشغيل المولدات الكهربائية الكبيرة وعدم قدرتها على تشغيل المستشفى بالطاقة القصوى لتقديم الخدمات.
وأضاف "الآن نقوم بتشغيل المولد الكهربائي الصغير لشحن البطاريات حتى نتمكن من الاستمرار في تقديم الخدمات دون توقف، لكن المستشفى يعاني من نقص حاد في الوقود ولا يوجد كمية كافية.
وذكر أن "ما يتوفر من الوقود يكفي لتشغيل المستشفى لمدة يوم على أقصى تقدير وتشغيل المولدات الصغيرة ليوم آخر فقط".
وحذر صالحة من توقف عمل المستشفى في هذا الوقت الحساس بعد خروج المستشفى المعمداني عن الخدمة بالتزامن مع تنفيذ جيش الاحتلال عملية عسكرية في مدينة غزة.
ودعا منظمة الصحة العالمية ومنظمات الأمم المتحدة للإسراع بتزويد المستشفى بالوقود والمستلزمات الطبية والأدوية اللازمة لتقديم الخدمات للمصابين في ظل العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة.

الجرحى بالطرقات
وفي ظل تصعيد الجيش الإسرائيلي لقصفه الجوي وعملياته البرية بمناطق متفرقة من مدينة غزة لا تستطيع أطقم الإسعاف أو حتى السيارات المدنية الوصول إلى الجرحى لإنقاذهم.
وحسب شهود عيان، فإن العديد من الجرحى في حي تل الهوى والأطراف الجنوبية لحي الرمال ومنطقة الصناعة جنوب غرب مدينة غزة مكثوا لساعات طويلة في الطرقات قبل أن تتمكن سيارات الإسعاف من الوصول إليهم ونقلهم لمستشفيات شمال القطاع.
وذكر الشهود، أن عددا من الجرحى ظلوا ينزفون حتى فارقوا الحياة في منطقة الصناعة التي تتوغل فيها القوات الإسرائيلية منذ فجر الاثنين.
واشاروا إلى أن بعض العيادات الصغيرة في مدينة غزة بدأت تحاول استقبال الجرحى وتقديم الإسعافات الأولية لهم قبل نقلهم إلى مستشفيات محافظة الشمال.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف