صرخت المواطنة أم أيمن قنديل، في الخمسينيات من عمرها، بأعلى صوتها: "إلى أين المصير؟ إلى أين نذهب لنحتمي من صواريخهم ومدفعياتهم؟ إنهم يقتلوننا في خيامنا".
جاءت صرخات هذه المرأة وهي تغادر مدرسة كانت تؤوي نازحين في مخيم النصيرات "مركز الجاعوني للإيواء" وسط قطاع غزة، حاملة حفيدها بين يديها وتتبعها مجموعة من الأطفال والنساء هم باقي أفراد أسرتها.
وقالت لـ"الأيام": "لا أعرف إلى أين سنذهب، وهل سنجد مركز نزوح أم لا. هذه المدرسة تم قصفها مرة قبل عدة أسابيع وهذه المرة الثانية، وأوقع القصف عشرات الشهداء والجرحى".
وأضافت قنديل النازحة من مدينة غزة: "المفترض أن يكون هذا مركزاً لإيواء الناس الباحثين عن الأمان من صواريخ الاحتلال، وأن ننام بهدوء وأمن، لا أن يكون هدفاً دائماً لصواريخهم يشكل خطراً على سلامة وحياة أطفالنا"، مشيرة إلى أن إحدى بناتها نجت بأعجوبة جراء القصف الذي استهدف المدرسة فجر أول من أمس.
وأشارت مصادر محلية إلى أن طائرات الاحتلال استهدفت بوابة المدرسة المخصصة لإيواء آلاف النازحين بصاروخ، ما تسبب باستشهاد وجرح العشرات، مؤكدة أن القصف جاء للمرة الثانية في غضون أقل من ستة أسابيع.
وزعمت سلطات الاحتلال أن القصف، الذي اقتصر على توجيه عبوة تفجيرية صغيرة ودقيقة، استهدف مسلحين فلسطينيين، ولم يستهدف النازحين، علماً أن جميع المصابين والشهداء من النساء والأطفال.
لم تقتصر أهداف الاحتلال الموجهة نحو مراكز الإيواء على مدرسة "الجاعوني" فقط، خلال اليومين الماضيين، بل استهدفت طائرات الاحتلال مجمعاً للنازحين في بلدة عبسان الكبيرة جنوب شرقي قطاع غزة، مساء أول من أمس، ما تسبب باستشهاد 30 نازحاً وإصابة العشرات.
وذكر الشاب محمود السقا (28 عاماً) أن النازحين المقيمين في خيام قريبة من مدرسة "العودة" في بلدة عبسان، التي تؤوي آلاف النازحين، لم يتوقعوا أن يكونوا هدفاً لصواريخ الاحتلال.
ولفت إلى أنه عقب فراره من عبسان شرقاً إلى منطقة الميناء غرب خان يونس، قضى ليلته الماضية تحت وقع القصف والتخوف من قصف آخر بسبب إقامته في خيمة قريبة من مكان الاستهداف، مشيراً إلى أن الاحتلال لم يعد يستثني خيام النازحين ومراكز الإيواء عند إطلاق صواريخه وقذائفه.
من جهته، قال المسن نايف النجار: "في كل مكان قد تسقط هذه الصواريخ، في ساحات المعارك، وعلى أسطح المنازل والمدارس والمستشفيات والشوارع، ولا يوجد مكان آمن"، لافتاً إلى أن الاحتلال يواصل تهجيره للناس وإجبارهم على المغادرة والنزوح، ورغم ذلك لا يعطيهم الأمان في أي مكان.
ونزح المسن النجار برفقة أبنائه وأسرهم؛ عقب تضرر خيامهم جراء القصف، إلى مكان بدا لهم أنه آمن بالقرب من شاطئ بحر خان يونس.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف