كانوا من بين المفقودين وبعد اكتشاف جثامينهم التحقت أسماؤهم بسجلات الشهداء"، هكذا لخصت المصادر الطبية في مجمع ناصر الطبي بخان يونس، جنوب قطاع غزة، قصة اكتشاف مجزرة كانت قوات الاحتلال ارتكبتها قبل عدة أشهر في منطقة "الصناعة" غرب مدينة خان يونس.
وأشارت إلى أنه تم اكتشاف نحو 21 جثماناً مدفونة في رمال المواصي، وبعد إبلاغ عائلاتهم عنهم تم تسجيل من عرفت هويته كشهيد وسحب اسمه من سجلات المفقودين.
وأفادت المصادر الطبية بأن مواطنين غالبيتهم نازحون لاحظوا وجود روائح لجثامين في المكان الأمر الذي قاد إلى أعمال حفر بسيطة، ومن ثم اكتشاف وجود جثامين أو بالأحرى رفات لشهداء كانوا مسجلين كمفقودين.
وأوضحت أنه تم انتشال أربعة جثامين تعود لمواطنين من عائلات: الكفارنة من بيت حانون، والمدهون، والدردساوي، والافرنجي من مدينة غزة.
يشار إلى أن المنطقة كانت تعج بآلاف الأسر النازحة قبل أن تنفذ قوات الاحتلال توغلها البري عليهم، ما تسبب باستشهاد وجرح المئات والإبلاغ عن العشرات من المفقودين.
وقال براء المدهون أحد أقرباء هؤلاء الشهداء لـ"الأيام" إن الكثير من العائلات فقدت أحد أفرادها أو أكثر أثناء العدوان المفاجئ الذي نفذته قوات الاحتلال عليهم، بينما كانوا ينزحون في خيام مقامة بالقرب من مبنى الصناعة التابع لوكالة الغوث "الأونروا".
ولفت إلى أنهم فروا من المكان تحت وقع القصف الجوي والمدفعي وإطلاق النار، فيما استطاعوا إخلاء ونقل الشهداء الذين قضوا أثناء الهجوم، موضحاً أن بعض العائلات فقدت بعض أفرادها ولم يعرفوا ما إذا كانوا على قيد الحياة أو استشهدوا ومكان استشهادهم.
واكتظ مجمع ناصر الطبي في خان يونس بمئات المواطنين الذين وصلوا لاستلام جثامين شهدائهم خلال الأيام القليلة الماضية.
وحسب المصادر الطبية والإسعافية فإن المعلومات قادت أيضاً إلى وجود نحو 17 جثماناً لشهداء ما زالوا مجهولي الهوية، موضحة أنه يتم انتشال هذه الجثامين ونقلها إلى المستشفى لتمكين ذويها من التعرف عليهم ومواراتهم الثرى.
وعبّر المواطنون عن حزنهم وتأثرهم لوضع رفات هؤلاء الشهداء التي لم تكن سوى هياكل عظمية، لكنه تم التعرف على بعضها من خلال ما يظهر من لون الملابس أو علامات بارزة في أجساد أو عظام هؤلاء الشهداء، في انتظار التيقن لعلامات أخرى تدل على هويات أصحابها.
ورجحت الجهات الطبية وجود أماكن أخرى قد يكون الاحتلال دفن فيها جثامين شهداء قضوا أثناء ذلك الهجوم الذي وقع في شهر شباط الماضي، مؤكدة أن قوائم المفقودين مكتظة بالأسماء، والبلاغات عن المفقودين لا تتوقف منذ بداية العدوان.
يذكر أن المصادر الطبية قامت أكثر من مرة بالإبلاغ عن مجازر ارتكبتها قوات الاحتلال بحق المدنيين، حيث قامت خلالها إما بدفنهم او تركهم على جنبات الطرق وبين الأزقة أو تحت ركام المباني والمنازل المقصوفة، في كل مرة تقوم بالتوغل والقصف على المناطق السكنية قبل الانسحاب منها.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف