تسببت عودة قوات الاحتلال لاجتياح حي تل الهوى جنوب مدينة غزة، وسيطرتها على المفاصل الرئيسة والمقر العام لوكالة الغوث "الأونروا"، مساء أول من أمس، بعد ساعات فقط من انسحابها منه، في زيادة معاناة المواطنين الجوعى، لعدم تمكن المؤسسات الأجنبية والأممية والمحلية من الوصول إلى مخازن المساعدات والمواد التموينية الموجودة داخل مقر "الأونروا".
وحسب مصادر محلية ومؤسساتية فإن آلاف الأطنان من المساعدات الغذائية، وعشرات آلاف طرود المواد التموينية موجودة داخل مخازن "الأونروا"، كانت تنتظر نقلها إلى مراكز ونقاط التوزيع التابعة لوزارة التنمية الاجتماعية ووكالة الغوث ومؤسسات أخرى، لتوزيعها على الجوعى، لو لم يجتح جيش الاحتلال المنطقة.
وتخشى المصادر ذاتها خلال أحاديث منفصلة مع "الأيام" من إقدام قوات الاحتلال على حرق ما تبقى من مساعدات غذائية في المكان، بعد أن حرقت جزءاً منها قبل انسحابها، فجر أول من أمس.
وقالت المصادر ذاتها، إن قوات الاحتلال تتعمد استهداف مخازن المواد الغذائية والتموينية وحرقها وتدمير بركساتها، عند اجتياحها المنطقة التي توجد بها.
وبعد تدمير قوات الاحتلال معظم المخازن والبركسات والمنطقة الصناعية بمحافظتي غزة والشمال، تعتمد المؤسسات الإغاثية العاملة في منطقة شمال غزة على مخازن "الأونروا" في تخزين المساعدات، ومن ثم توزيعها على نقاط ميدانية.
وأصبح المقر العام لـ"الأونروا"، رغم أنه محمي حسب القوانين الدولية، هدفاً دائماً لجيش الاحتلال، سواء بالقصف الجوي أو الاجتياح البري.
وسرعان ما يتحول هذا المبنى، المكون من أكثر من مبنى ضخم ومخازن وكلية تقنية، إلى مركز لعمليات جيش الاحتلال عند اجتياح حيي تل الهوى والرمال، حيث يقع بالقرب من الشارع الفاصل بين الحيين.
وألحق جيش الاحتلال دماراً واسعاً بمعظم مباني المجمع الأممي، فيما تم حرق أجزاء واسعة من مبانٍ أخرى حولها النازحون من المناطق المختلفة في مدينة غزة، إلى مأوى لهم بعد أن دمّر الاحتلال منازلهم خلال العدوان المتواصل منذ أكثر من تسعة أشهر.
وبسبب السيطرة المتواصلة لقوات الاحتلال على المقر، بدا واضحاً النقص الهائل في المواد التموينية والمساعدات التي تقدمها المؤسسات في نقاط التوزيع المختلفة بمنطقة شمال القطاع، التي تضم محافظتي غزة والشمال، ما أدى إلى ارتفاع آخر في الأسعار.
وأغلقت مؤسسات وجمعيات خيرية نقاط توزيع كثيرة بعد أن نفدت المساعدات، وعدم قدرتها على الوصول لنقل كميات جديدة من المساعدات المتكدسة في مقر "الأونروا"، كما أوقفت هذه المؤسسات عملها مؤقتاً بانتظار انسحاب جيش الاحتلال من المكان.
وقال محمود عليان أحد العاملين في مؤسسة إغاثية محلية، إن المواطنين في منطقة شمال غزة يتعرضون لمجاعة مميتة، ونقص حاد في المواد الغذائية، وبالتالي لا يتحملون حجب المساعدات عنهم، مبيناً أن كميات هائلة من المساعدات كان من المفترض أن يتم إخراجها من مخازن وكالة الغوث لو لم يجتَحْها جيش الاحتلال.
وأكد عليان أن الاحتلال يتعمد السيطرة على الموارد الغذائية لحرمان سكان المنطقة منها، وبالتالي إجبارهم على النزوح إلى المحافظات الجنوبية.
وبالتوازي مع اجتياحها لمنطقة جنوب مدينة غزة، خفضت قوات الاحتلال بشكل كبير جداً كمية المساعدات التي تدخل قطاع غزة عبر موقع "زيكيم" العسكري شمال القطاع.
فمن أصل نحو أربعين سيارة كانت تدخل بشكل متقطع للمنطقة، قلص الاحتلال العدد إلى نحو عشر سيارات فقط، غالبيتها محملة بالدقيق والأغذية المعلبة.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف