ينتظر الشاب المعاق باسم الفحام بفارغ الصبر انتهاء الحرب لتركيب طرف صناعي يضمن له العودة إلى ممارسة جزء من حياته المعتادة قبل إصابته بعدة رصاصات أطلقها جنود الاحتلال عليه، أدت إلى بتر قدمه على الفور.
ومنذ إصابته الخطيرة في نهاية شهر آذار الماضي، يعاني الفحام، في مطلع الثلاثينيات من عمره، من مشاكل صحية لم تنتهِ في قدمه لعدم توفر الأدوية والرعاية الصحية الملحة والضرورية.
وقال الفحام لـ"الأيام" إنه حتى الآن ورغم مرور نحو أربعة أشهر على إصابته، لم يتلق أي تأهيل لقدمه لضمان شفائها بالكامل، وتهيئتها لتركيب طرف صناعي بعد انتهاء الحرب.
وأوضح أن أشقاءه يساعدونه في إنجاز كل المعاملات والوثائق المطلوبة للسفر للخارج، للعلاج في مستشفيات ذات إمكانيات عالية لتركيب طرف صناعي لإعادة الأمل له ولأسرته، التي تنتظر اللحظة التي تراه يعتمد على نفسه في الحركة دون مساعدة أحد أو الأدوات المساعدة.
ولفت الفحام إلى أنه يضطر إلى شراء ما تيسّر من أنواع أدوية اللازمة للتغلب على الآلام الحادة والالتهابات التي لا تزال تضرب ما تبقى من قدمه.
والحال نفسه ينطبق على الأربعيني إياس السعدي، الذي فقد قدمه بعد إصابته بشظايا صاروخ أطلقته قوات الاحتلال في منتصف شهر كانون الأول الماضي في مدخل سوق بلدة جباليا، شمال قطاع غزة، حيث ينتظر هو الآخر انتهاء الحرب لتركيب طرف صناعي، خاصة أنه حصل على التحويلات الطبية اللازمة لتركيبه في أحد المستشفيات الخارجية.
واشتكى السعدي من انعدام الرعاية الصحية والتأهيلية له ولنظرائه ذوي الإعاقة، ما تسبب في تفاقم معاناتهم.
وأوضح أن معاناته لا تتوقف على عجزه عن الحركة بل، أيضاً، في المشاكل الصحية التي صاحبت الإصابة، وبينها الأوجاع والالتهابات المزمنة في نفس الطرف المصاب، فضلاً عن أمراض عصبية أخرى.
وأشار السعدي إلى أنه لا يجد أمامه إلا الذهاب لعيادة حكومية وحيدة تعمل بطاقة متواضعة جداً في محافظة شمال غزة، من أجل الحصول على بعض الأدوية في حال توفرها.
ويتوافد على العيادة التي تقع في بلدة جباليا، آلاف المرضى والمعاقين لطلب الحصول على الأدوات المساعدة والأدوية التي قلما تتوفر.
ويقضي الفحام والسعدي، اللذان يقيمان في نفس المربع السكاني، معظم أوقاتهما متنقلين بين داخل المنزل وأمام بوابته لعدم وجود خيار آخر أمامهما، كما يقول الفحام الذي يخشى الابتعاد عن المنزل بسبب سوء الأوضاع الأمنية والقصف الإسرائيلي المتواصل والعشوائي على المنطقة.
وبيّن أنه يريد الحفاظ على قدمه السليمة حتى لا يتم بترها مرة أخرى، كما حصل مع جاره الشاب محمد إسحاق السيد، الذي فقد قدميه خلال وجوده بالقرب من أحد المساجد التي تعرضت للقصف مطلع العام الجاري.
وأكد أن الخروج من المنزل بالنسبة لذوي الإعاقة يعتبر مغامرة تنطوي على مخاطرة شديدة يجب الابتعاد عنها.
أما السيد، الذي يرقد على كرسي متحرك أمام منزله، فينتظر هو الآخر خروجه من قطاع غزة، بعد حصوله على كل الأوراق والوثائق والتحويلة الطبية اللازمة.
وقال السيد إنه دون انتهاء الحرب لا يمكن أن تتحسن أحواله الصحية ولا يمكنه العودة للمشي ولو بالحد الأدنى، مشيراً إلى أنه سئم من الكرسي المتحرك والجلوس أمام مركز الإيواء الذي يوجد داخله.
وأضاف: منذ إصابتي قبل ثمانية أشهر تقريباً لم أخرج من محيط مركز الإيواء بسبب الخوف من التعرض لمكروه.
وذكر أن الكثير من نظرائه المعاقين تعرضوا لإصابات قاتلة بعد إصابتهم الأولى، وذلك خلال وجودهم في الطرقات أو توجههم إلى مناطق تجارية.
واعتبر السيد أن الحل لإنهاء معاناتهم هو وقف العدوان وفتح المعابر أمامهم للعلاج في مستشفيات متخصصة بتركيب الأطراف الصناعية.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف