- تصنيف المقال : شؤون فلسطينية
- تاريخ المقال : 2024-08-02
يصرخ الطفل أمير حبيب الهبيل في المستشفى المعمداني في غزة متألماً من حروق، نتيجة إصابته في قصف إسرائيلي على حيّ الشجاعية، وهو واحد من آلاف المصابين بحروق التي باتت تتعذّر معالجتها في القطاع المحاصر.
ويرقد أمير الهبيل (5 أعوام) في سريره بعيداً عن والدته المصابة بدورها والراقدة في غرفة أخرى بالمستشفى، والتي تقول: "لا أستطيع الجلوس على السرير أو الجلوس بجانب أمير" الذي يجلس قربه خاله.
وقال أمير وهو يذرف الدموع: "والدي استشهد"، ثم يصرخ مجدداً بينما يحاول إزالة أنبوب طبي عنه.
وقال طبيب الطوارئ في الدكتور أمجد عليوة: "تصلنا بشكل يومي حالات حروق من الدرجة الثانية والثالثة نتيجة القصف الصاروخي ونتيجة استعمال أسلحة محرّمة دولياً من جيش الاحتلال".
وأضاف: "معظم الحالات التي تأتينا هي لأطفال ونساء، وليس لدينا أي إمكانية للتعامل معها، ولا توجد عندنا مادة السلفاديرم اللازمة لتضميد الحروق، كما ليس لدينا شاش وفازلين غير لاصق خاص بالحروق، فنقوم باستعمال مراهم تُشترى من المستودعات والصيدليات الخاصة وشاش غير معقم..".
وشدّد على "الحاجة الماسة لدعم طبي ولوجستي وأدوية لكي نتعامل مع هذه الحالات وإنقاذ المصابين".
في الأسابيع الأخيرة، تحدّثت مؤسسات طبية عن ارتفاع في حالات الحروق بقطاع غزة في ظلّ العدوان الإسرائيلي منذ عشرة أشهر.
في القدس، قالت جولي فوكو (34 عاماً)، وهي منسّقة طبية في منظمة "أطباء بلا حدود" متخصّصة بمجال الحروق في الحروب "تعمل بعض فرقنا بمستشفى ناصر في مدينة خان يونس جنوب القطاع، وتدعم بعض فرقنا ما نسمّيه وحدة علاج صدمات حروق الإصابات".
وأوضحت "استقبلنا منذ شهرين أكثر من 69 إصابة بحروق. (...) كنّا في البداية نجهّز 25 سريراً، والآن يصل عدد الأسرّة إلى 70 تقريباً، والأقسام ممتلئة".
وذكرت أن بين هؤلاء المصابين "عشرة حروق أصابت أكثر من 20% من منطقة الجسم"، مؤكدة أن ثلاثة من كلّ أربعة مصابين بحروق هم أطفال، و40% منهم من النساء.
ولفتت إلى "أن علاج الحروق يتطلّب مستوى عالياً من الإشراف والوقاية والنظافة، والشفاء من الحروق عملية طويلة من حيث الاستقرار والتدخّل الجراحي وتتطلّب أسابيع وشهوراً من الرعاية".
وحسب فوكو فإن "الظروف في قطاع غزة سيئة للغاية"، مشيرة إلى "أن 90% من السكّان نزحوا، ويعيشون في وضع معقّد للغاية".
ونوهت إلى التعقيدات الإضافية في العلاج المتمثّلة بـ"الفرص القليلة جداً بالحصول على المياه النظيفة، وصعوبة الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية، وهذا هو الجزء الأكثر تحدياً".
وتضرّرت مرافق الرعاية الصحية في قطاع غزة والطرق وبات الوصول إلى المستشفيات صعباً للغاية.
وقالت فوكو: "نواجه نقصاً في المعدّات الطبية والإمدادات والأدوية الأساسية. هذا تحدّ يومي في كلّ مكان وفي كل منشأة صحية".
وذكر مدير إدارة الإمداد والتجهيز في الدفاع المدني بقطاع غزة محمد المغير "يستخدم الاحتلال في الفترة الأخيرة أسلحة جديدة حادة تتسبّب في زيادة الاشتعال وفي حروق. أجزاء من هذه الأسلحة تصل درجات الحرارة التي تخرج منها في نقطة الانفجار 7000 درجة مئوية وهي قادرة على صهر الأجساد وإخفاء جثث".
وأشار المغير إلى "أن عمليات الاستهداف الآن تطال مناطق فيها خيم من النايلون تحتوي على أشياء بدائية مثل الخشب والبلاستيك وكل ذلك يؤثر بشكل مباشر على سرعة وزيادة الاشتعال".
وشدّد على "تأثير هذه الحروق المباشر على حياة الأشخاص.. تصيب طبقات الجلد وتحرق طبقات من العصب وهناك أشخاص يصبحون معاقين نتيجة ذلك، غير أولئك الذين يفقدون أطرافاً". ويصف الوضع بالصعب جداً والمأساوي.
وأكدّت منظمة الصحة العالمية في مؤتمر صحافي مؤخراً، أن من بين 36 مستشفى في قطاع غزة، هناك 15 فقط تعمل بشكل جزئي، وأن أكثر من ألف ضربة استهدفت المنشآت الطبية في القطاع منذ تشرين الأول الماضي.
ويلخّص مدير المستشفيات بقطاع غزة محمد زقوت الوضع قائلاً: "يوجد فقط مستشفى ناصر الطبي في المناطق الجنوبية، وفيه 12 غرفة عمليات جميعها مكتظة. في غرف العناية المركّزة 16 سريراً مشغولاً وقد أضفنا إليها قدرة سريرية تصل إلى 24 سريراً امتلأت أيضاً".
وقال: "نحاول أن نوزّع بعض الحالات على مستشفيات ميدانية، لكن مجازر الاحتلال بحق المدنيين العزل تتكرّر بشكل يومي وعلى مدار الساعة، ولا أحد يتدخّل في العالم".
ولا يخرج سوى عدد محدود جداً من الجرحى من قطاع غزة، لا سيما منذ إغلاق معبر رفح الحدودي مع مصر في أيار الماضي، بعد سيطرة قوات الاحتلال على الجانب المصري منه. كما توقّفت الإمدادات الطبية التي كانت تدخل من المعبر. ويقول زقوت "كأننا في سجن".
وبينت فوكو "لا توجد حالياً إمكانية لإجراء جراحات ترميمية. إنه أمر محدود جداً في قطاع غزة"، مشيرة إلى السعي من أجل إيجاد خيارات ممكنة.
ويرقد أمير الهبيل (5 أعوام) في سريره بعيداً عن والدته المصابة بدورها والراقدة في غرفة أخرى بالمستشفى، والتي تقول: "لا أستطيع الجلوس على السرير أو الجلوس بجانب أمير" الذي يجلس قربه خاله.
وقال أمير وهو يذرف الدموع: "والدي استشهد"، ثم يصرخ مجدداً بينما يحاول إزالة أنبوب طبي عنه.
وقال طبيب الطوارئ في الدكتور أمجد عليوة: "تصلنا بشكل يومي حالات حروق من الدرجة الثانية والثالثة نتيجة القصف الصاروخي ونتيجة استعمال أسلحة محرّمة دولياً من جيش الاحتلال".
وأضاف: "معظم الحالات التي تأتينا هي لأطفال ونساء، وليس لدينا أي إمكانية للتعامل معها، ولا توجد عندنا مادة السلفاديرم اللازمة لتضميد الحروق، كما ليس لدينا شاش وفازلين غير لاصق خاص بالحروق، فنقوم باستعمال مراهم تُشترى من المستودعات والصيدليات الخاصة وشاش غير معقم..".
وشدّد على "الحاجة الماسة لدعم طبي ولوجستي وأدوية لكي نتعامل مع هذه الحالات وإنقاذ المصابين".
في الأسابيع الأخيرة، تحدّثت مؤسسات طبية عن ارتفاع في حالات الحروق بقطاع غزة في ظلّ العدوان الإسرائيلي منذ عشرة أشهر.
في القدس، قالت جولي فوكو (34 عاماً)، وهي منسّقة طبية في منظمة "أطباء بلا حدود" متخصّصة بمجال الحروق في الحروب "تعمل بعض فرقنا بمستشفى ناصر في مدينة خان يونس جنوب القطاع، وتدعم بعض فرقنا ما نسمّيه وحدة علاج صدمات حروق الإصابات".
وأوضحت "استقبلنا منذ شهرين أكثر من 69 إصابة بحروق. (...) كنّا في البداية نجهّز 25 سريراً، والآن يصل عدد الأسرّة إلى 70 تقريباً، والأقسام ممتلئة".
وذكرت أن بين هؤلاء المصابين "عشرة حروق أصابت أكثر من 20% من منطقة الجسم"، مؤكدة أن ثلاثة من كلّ أربعة مصابين بحروق هم أطفال، و40% منهم من النساء.
ولفتت إلى "أن علاج الحروق يتطلّب مستوى عالياً من الإشراف والوقاية والنظافة، والشفاء من الحروق عملية طويلة من حيث الاستقرار والتدخّل الجراحي وتتطلّب أسابيع وشهوراً من الرعاية".
وحسب فوكو فإن "الظروف في قطاع غزة سيئة للغاية"، مشيرة إلى "أن 90% من السكّان نزحوا، ويعيشون في وضع معقّد للغاية".
ونوهت إلى التعقيدات الإضافية في العلاج المتمثّلة بـ"الفرص القليلة جداً بالحصول على المياه النظيفة، وصعوبة الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية، وهذا هو الجزء الأكثر تحدياً".
وتضرّرت مرافق الرعاية الصحية في قطاع غزة والطرق وبات الوصول إلى المستشفيات صعباً للغاية.
وقالت فوكو: "نواجه نقصاً في المعدّات الطبية والإمدادات والأدوية الأساسية. هذا تحدّ يومي في كلّ مكان وفي كل منشأة صحية".
وذكر مدير إدارة الإمداد والتجهيز في الدفاع المدني بقطاع غزة محمد المغير "يستخدم الاحتلال في الفترة الأخيرة أسلحة جديدة حادة تتسبّب في زيادة الاشتعال وفي حروق. أجزاء من هذه الأسلحة تصل درجات الحرارة التي تخرج منها في نقطة الانفجار 7000 درجة مئوية وهي قادرة على صهر الأجساد وإخفاء جثث".
وأشار المغير إلى "أن عمليات الاستهداف الآن تطال مناطق فيها خيم من النايلون تحتوي على أشياء بدائية مثل الخشب والبلاستيك وكل ذلك يؤثر بشكل مباشر على سرعة وزيادة الاشتعال".
وشدّد على "تأثير هذه الحروق المباشر على حياة الأشخاص.. تصيب طبقات الجلد وتحرق طبقات من العصب وهناك أشخاص يصبحون معاقين نتيجة ذلك، غير أولئك الذين يفقدون أطرافاً". ويصف الوضع بالصعب جداً والمأساوي.
وأكدّت منظمة الصحة العالمية في مؤتمر صحافي مؤخراً، أن من بين 36 مستشفى في قطاع غزة، هناك 15 فقط تعمل بشكل جزئي، وأن أكثر من ألف ضربة استهدفت المنشآت الطبية في القطاع منذ تشرين الأول الماضي.
ويلخّص مدير المستشفيات بقطاع غزة محمد زقوت الوضع قائلاً: "يوجد فقط مستشفى ناصر الطبي في المناطق الجنوبية، وفيه 12 غرفة عمليات جميعها مكتظة. في غرف العناية المركّزة 16 سريراً مشغولاً وقد أضفنا إليها قدرة سريرية تصل إلى 24 سريراً امتلأت أيضاً".
وقال: "نحاول أن نوزّع بعض الحالات على مستشفيات ميدانية، لكن مجازر الاحتلال بحق المدنيين العزل تتكرّر بشكل يومي وعلى مدار الساعة، ولا أحد يتدخّل في العالم".
ولا يخرج سوى عدد محدود جداً من الجرحى من قطاع غزة، لا سيما منذ إغلاق معبر رفح الحدودي مع مصر في أيار الماضي، بعد سيطرة قوات الاحتلال على الجانب المصري منه. كما توقّفت الإمدادات الطبية التي كانت تدخل من المعبر. ويقول زقوت "كأننا في سجن".
وبينت فوكو "لا توجد حالياً إمكانية لإجراء جراحات ترميمية. إنه أمر محدود جداً في قطاع غزة"، مشيرة إلى السعي من أجل إيجاد خيارات ممكنة.