استشهد 11 شاباً وطفل من مدينة ومخيم جنين وبلدة عقابا شمال طوباس وطوباس المدينة، ومخيم الدهيشة جنوب شرق بيت لحم،الأغوار الشمالية، أمس، برصاص قوات الاحتلال ووحدات "المستعربين" وصواريخ الطائرات المسيرة، في وقت خلفت فيه آلة الحرب الإسرائيلية دمارا هائلا في الشوارع ومرافق البنية التحتية خلال اجتياحها الواسع النطاق لمدينة جنين ومخيمها استمر لأكثر من 20 ساعة.
ففي ساعات مساء أمس، اغتال جيش الاحتلال، شاباً في الأغوار الشمالية.
وقال الجيش في بيان إنه "قضى على فلسطيني حاول تنفيذ عملية إطلاق نار في منطقة الأغوار".
ولم تُعرف هوية الشهيد الفلسطيني ولم ترد أي معلومات عن جهات فلسطينية حول ملابسات الحادث.
وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بأن الاحتلال منع طاقمها من الاقتراب من الشاب وإسعافه ونقله إلى المستشفى، مشيرةً إلى أن قوات الاحتلال اعتدت على طاقمها واستولت على وسائل الاتصال الخاصة به.
وانتشرت قوات الاحتلال في سهل عاطوف وبين مزارع المواطنين، علما أن آليات الاحتلال تتمركز في أغلب الأيام عند بوابة عاطوف.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال داهمت منازل المواطنين في عاطوف، وفتشتها، كما دنست مسجد القرية بزعم البحث عن تسجيلات لكاميرات المراقبة.
وادعى جيش الاحتلال أن قواته بادرت إلى نشاط عملياتي لاغتيال الفلسطيني بزعم أنه خطط لتنفيذ عملية إطلاق نار قرب مستوطنة "بكعوت" قرب طوباس في الأغوار الشمالية.
وجاء في بيان صدر عن جيش الاحتلال أن "قوة من وحدة 636 قامت بتصفية مسلح كان يحاول تنفيذ هجوم إطلاق نار بالقرب من مستوطنة بكعوت في منطقة الأغوار".
وأضاف "لم يُصب أي من قواتنا بأذى".
وفي جنين، قال مدير مستشفى الشهيد خليل سليمان الحكومي الدكتور وسام بكر لـ"الأيام"، إن جثامين اربعة شهداء من الحي الشرقي في جنين وصلت إلى المستشفى، جراء استهداف مركبة ودراجة نارية بصاروخين أطلقتهما طائرة إسرائيلية مسيرة.
وأضاف بكر، إنه تم إيصال جثامين الشهداء إلى المستشفى الحكومي بصعوبة بعد أن منعت قوات الاحتلال طواقم الإسعاف من الوصول إلى موقعي القصف.
وتابع: وصلت جثامين أربعة شهداء هم أحمد حسام الدين كامل السعدي "18 عاما"، وأيهم حسن جبر زكارنة، وخطاب مجد بدوية، وعمر علي محمود أبو عبيد من مدينة جنين، إضافة إلى ستة مصابين بالشظايا والرصاص، تم نقل أحدهم إلى مستشفى رفيديا الحكومي في نابلس لتلقي العلاج، جراء خطورة إصابته"، أعلن في وقت لاحق عن استشهاده وهو سيف علي أبو عبيد شقيق الشهيد عمر.
وأكد شاهد عيان إن قوات الاحتلال منعت طواقم الإسعاف من الوصول إلى جثامين الشهداء والمصابين ممن كانوا ينزفون على الأرض، ما اضطر طواقم الإسعاف إلى إحداث بعض الثقوب في جدران المنازل حتى تمكنت من الوصول إلى الجثامين والمصابين.
وتزامنت عملية القصف، مع اجتياح واسع النطاق شنته قوات كبيرة من جيش الاحتلال معززة بعشرات الآليات العسكرية وعدد من الجرافات والبلدوزرات في مدينة ومخيم جنين، واستمر لأكثر من 20 ساعة متواصلة، وسط تحليق لطائرات الاستطلاع والمسيرات الانتحارية في الأجواء، واشتباكات مسلحة مع المقاومين ممن استهدفوا القوات والآليات المقتحمة بصليات كثيفة من الرصاص والعبوات الناسفة محلية الصنع.
وأفادت مصادر أمنية ومحلية، بأن قوات الاحتلال خلفت أضرارا مادية جسيمة في مرافق البنية التحتية وممتلكات المواطنين، خاصة في شارع جنين-حيفا، ومدخل المدينة الغربي بالقرب من صيدلية الظاهر، ودوار الأحمدين، وشارع الناصرة، وداخل أسواق جنين، وحيي الجابريات وخلة الصوحة، ودوار الحمامة والمخيم، حيث أقدمت الجرافات على تجريف عدد من الشوارع وبسطات الخضار والفواكه وتدمير عشرات المركبات.
وفي مخيم جنين، خلفت جرافات الاحتلال دمارا كبيرا في الشوارع ومرافق البنية التحتية ومنازل المواطنين، واستهدفت محولات الكهرباء، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق واسعة من المدينة والمخيم، وسط اندلاع اشتباكات مسلحة في عدة أحياء.
ودمرت جرافات الاحتلال عدة منازل في شارع مهيوب وحي الحواشين والساحة الرئيسة في المخيم، ومنعت طواقم الإسعاف والدفاع المدني من إخلاء المنازل التي تعرضت للاعتداء.
وأعلن جيش الاحتلال، عن إصابة ثلاثة من جنوده خلال العملية العسكرية التي شنها في مدينة ومخيم جنين.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال، إن جنديا أصيب خلال الاشتباكات المسلحة التي شهدتها جنين بجروح متوسطة، فيما أصيب جنديان آخران بجروح طفيفة جراء انقلاب آلية عسكرية خلال العملية.
وفي قرية كفر قود غرب جنين، أعلنت وزارة الصحة في بيان، أن الهيئة العامة للشؤون المدنية أبلغتها باستشهاد الشابين وليد جمال محمد حسين أبو الكامل "33 عاما"، وخضر حسين خضر أبو قطنة "33 عاما"، وإصابة ثلاثة آخرين بجروح خطيرة، وجميعهم من مخيم جنين، برصاص الاحتلال في القرية.
وأكد شهود عيان، أن قوات خاصة من وحدات "المستعربين"، تسللت إلى قرية كفر قود حيث حاصرت منزلا يقع في أطراف القرية يعود لعائلة الشهيد أبو الكامل، حيث كان الشهيد يتواجد برفقة شقيقه الأكبر جهاد أمين سر حركة فتح في مخيم جنين وثلاثة شبان آخرين.
ووفق الشهود، فإن القوات الخاصة فتحت النار على الشبان وهم داخل المنزل المحاصر قبل أن تبدأ قوات كبيرة من جيش الاحتلال معززة بالآليات العسكرية باقتحام القرية وسط تحليق لطائرات مروحية واستطلاع على ارتفاع منخفض في أجواء القرية.
لكن مسعفين من الهلال الأحمر سمحت لهم قوات الاحتلال بعد أكثر من ساعتين بالوصول إلى المنزل، بدورهم أكدوا استشهاد ثلاثة شبان (وليس اثنين) وإصابة اثنين آخرين داخله.
وما زال الشهيد الثالث مجهول الهوية.
وقال مصدر في جمعية الهلال الأحمر، إن قوات الاحتلال سمحت لطواقمها بالوصول إلى المنزل المحاصر، وأبلغتها أن بإمكانها نقل شهداء ومصابين، ولكنها عادت ورفضت تسليمهم وأجبرت طواقم الإسعاف على مغادرة المكان.
وفي محافظة طوباس والأغوار الشمالية، استشهد الشاب عميد ياسين غنام "19 عاما" من بلدة عقابا، والطفل بلال عز الدين صوافطة "14 عاما" من مدينة طوباس، برصاص قوات الاحتلال، خلال اقتحامها البلدة وإطلاقها الرصاص الحي على المتواجدين في محيط المستشفى الحكومي التركي بالمدينة، ليرتفع عدد الشهداء إلى أربعة والمصابين إلى سبعة في اقل من 24 ساعة.
وكانت وزارة الصحة، أعلنت قبل انتصاف الليلة قبل الماضية، استشهاد الشابين نور محمد ياسين الياسين "19 عاما"، وأيسر قاسم أبو عرة "37 عاما"، برصاص قوات الاحتلال خلال محاصرتها منزلا في بلدة عقابا.
وأفادت جمعية الهلال الأحمر بأن طواقمها تعاملت مع سبع إصابات بالرصاص الحي، وجرى نقلهم إلى المستشفى الحكومي وصفت جراح ثلاثة منهم بأنها خطيرة بالرأس والصدر والظهر.
وقال مدير نادي الأسير في طوباس كمال بني عودة، إن قوات الاحتلال اعتقلت المواطن ياسين راسم ياسين غنام، بعد إصابته داخل أحد المنازل التي حاصرتها تلك القوات، ونقلته إلى جهة مجهولة.
وكانت قوات الاحتلال اقتحمت بلدة عقابا وحاصرت أحد المنازل، ما أدى إلى اندلاع مواجهات مع الشبان، أطلق خلالها جنود الاحتلال الرصاص الحي، ما أدى إلى إصابة أربعة شبان.
وأفادت مصادر محلية، بأن قوات إسرائيلية خاصة من وحدات "المستعربين"، تسللت إلى البلدة قبل انتصاف الليلة قبل الماضية، قبل أن تبدأ قوات كبيرة من جيش الاحتلال باقتحامها، وحاصرت أحد المنازل.
وفي محافظة بيت لحم، استشهد الشاب محمد رزق إبراهيم هماش "28 عاما"، من مخيم الدهيشة، برصاص الاحتلال، عند حاجز "الأنفاق" شمال غرب بيت جالا غرب بيت لحم، بزعم تنفيذه عملية طعن قرب الحاجز أصيبت خلالها مجندة.
وأغلقت قوات الاحتلال، المدخل الجنوبي لبلدة الخضر "النشاش" بالبوابة الحديدية ومنعت حركة التنقل ما بين محافظتي الخليل وبيت لحم.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف