يأخذ أهالي مخيم جنين التهديدات التي أطلقها وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتس، أمس، بالتعامل مع مخيم جنين بذات الطريقة التي تتعامل بها إسرائيل مع قطاع غزة، على محمل الجد، في ظل الاقتحامات والاجتياحات المتكررة التي يتعرض لها المخيم.
واعتبرت حركة فتح تصريحات كاتس، إعلاناً سافراً لمخططات حكومة الاحتلال، والتي تمثلت بتصريحات ذات مضامين تطهير عرقي لمسؤولي الاحتلال ووزرائه، وآخرهم منظّر الإبادة الجماعية المتطرف (كاتس).
وأضافت "فتح" في بيان صدر عن مفوضية الإعلام والثقافة والتعبئة الفكرية، إن هذه التصريحات الفاشية تكشف الطابع الإبادي لحرب الاحتلال على الشعب الفلسطيني منذ السابع من تشرين الأول الماضي، والتي استخدمت فيها كافة صنوف الإرهاب والقتل والتنكيل والمجازر والتجويع والحرمان من أبسط مقومات الحياة، مدللة على ذلك بتصريحات وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش، والتي اعتبر فيها تجويع مليوني فلسطيني في قطاع غزة أمراً عادلاً وأخلاقياً.
ومن وجهة نظر، أهالي مخيم جنين، فإن جيش الاحتلال يمهد على أرض الواقع لتنفيذ تلك التهديدات والتي تزامنت مع تهديدات أخرى أطلقها قادة جيش الاحتلال باستخدام الآليات المدرعة والثقيلة في اقتحاماته الدائمة لمخيمات شمال الضفة وتحديداً جنين وطولكرم.
يقول "أبو حسام" وهو يقف بجوار منزله الذي تعرض جداره الرئيس وأجزاء منه للهدم من قبل جرافات الاحتلال، خلال اقتحام المخيم قبل أيام: "لم يعد لدينا أي شيء نخسره، سوى أرواحنا".
ويضيف والذي تجاوز من العمر 53 عاماً: "لم يتركوا هنا لنا شيئاً نخاف عليه، فقتلوا وجرحوا وأسروا مئات الشبان، وبيوتنا مدمرة، والشوارع تم تجريفها، والسيارات والمنازل قصفوها، وحتى مبنى عيادة وكالة الغوث الصحية لم يسلم من اعتداءاتهم".
وتابع "أبو حسام": أينما تنظر، لم تعد هناك شوارع معبدة داخل المخيم، بعد أن تعمدت قوات الاحتلال تجريفها، وفي كل مرة يقطعون عنا الكهرباء والماء، ويحرمون المرضى من تلقي العلاج، والتلاميذ من الوصول إلى مدارسهم، وكأنهم يريدون أن ينغصوا علينا كل سبل العيش.
وأردف متسائلاً: "ماذا تبقى في المخيم لم يدمروه، فقد دمروا الشوارع والحارات والبيوت، حتى في أيام العيد جاؤوا وجرفوا كل شيء، ونحن تعودنا على الدمار".
وقال مواطن آخر: "الاحتلال أساساً يقتحم المخيم مرة أو مرتين في الأسبوع، ويدمر ويخرب ويجرف الشوارع باستمرار، ولم يترك شيئاً على حاله، وهو لا يحتاج سببا لدخول المخيم وقلبه رأساً على عقب".
ومضى "سبق وأن استخدمت قوات الاحتلال الدبابات والمجنزرات في اقتحاماتها للمدينة والمخيم بعد اجتياح نيسان العام 2002 لسنوات طويلة، وقصفت بصواريخ الطائرات والمروحيات وقذائف الدبابات المخيم، ولم تدخر وسيلة إلا واستخدمتها في سبيل تركيعنا، وكل ذلك فشل واصطدم بصخرة صمود الأهالي".

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف