- تصنيف المقال : شؤون فلسطينية
- تاريخ المقال : 2024-08-16
لا تزال الطفلتان الشقيقتان ديما وريما عقل، تعيشان صدمة استشهاد 6 من أفراد عائلتهما، جراء إصابتهم بحروق من الدرجة الثالثة بقصف إسرائيلي استهدف منزلهم في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
لم تنجُ ديما وريما (12 و15 عاماً) تماماً من القصف الإسرائيلي الذي استهدف منزلهما في 12 تموز الماضي، إذ أصيبتا أيضاً بحروق وجروح وكسور شديدة، تتلقيان على إثرها العلاج داخل قسم الحروق بمستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح.
وفي ذلك اليوم، الذي تصفه الشقيقتان بـ"الصعب"، سقط صاروخ إسرائيلي على منزل عائلة عقل، ما أدى إلى إصابة 9 من أفرادها بحروق بالغة قالت مصادر طبية، إنها من الدرجة الثالثة تراوحت نسبتها بين 65% و80%.
وجراء نقص العلاج اللازم، فقدت العائلة 6 من أفرادها بشكل تدريجي خلال 10 أيام، بينما تكافح الشقيقتان للبقاء على قيد الحياة وسط ظروف صحية قاسية ومأساوية.
دون سابق إنذار، استهدف جيش الاحتلال منزل عقل في تلك الليلة، ما تسبب بتحطيم حياة الناجين في لحظة واحدة، كما قالت الطفلة ديما.
وأضافت، "بينما كنت أتوضأ للصلاة في تلك الليلة، سمعت صوت صاروخ قادم"، دون أن تعرف الطفلة أنه يستهدف منزلها.
لم تمضِ ثوانٍ معدودة، حتى وجدت الطفلة نفسها تحت ركام منزلها، تتنفس بصعوبة بالغة، ولا تقوى على الحركة أو الصراخ لطلب النجدة.
وأضافت وهي مستلقية على سرير المستشفى تتلقى العلاج، "في أجزاء من الثانية، كنت أقف على قدمي وفجأة أصبحت ملقاة على الأرض تحت الركام، لا أستطيع التنفس أو الصراخ أو الحركة ولا أستطيع سماع أي شيء، وكنت أشعر بألم شديد جداً، بينما كنت أنتظر المساعدة".
بعد محاولات مضنية، نجحت الطفلة أخيراً بإزاحة بعض الركام عن وجهها وأخذ نفس عميق وطويل لتعويض نقص الأكسجين في هذا المكان المظلم.
وتابعت، "كان المكان مليئاً بالدمار والركام، الجو مخيف جداً، لا وجود لأي أحد وحالة السكون تشعر أي شخص بالخوف والقلق".
في لحظة، تحدت الطفلة ديما حالة الخوف والألم وقررت الصراخ لطلب النجدة كي تنجو بحياتها.
وبعد ساعات من الألم والمعاناة، وبمعدات بسيطة ومتواضعة، تمكنت فرق الدفاع المدني من إنقاذها ونقلها إلى المستشفى حيث وجدت نفسها ملقاة على الأرض لعدم توفر أسرّة للمرضى إذ كانت تعاني من حروق عميقة وكسور خطيرة، كما قالت.
خلال رحلة العلاج الممتدة، واجهت الطفلة عقل تحدياً كبيراً جراء نقص الأدوية والمستهلكات الطبية، لا سيما تلك المُخصصة لعلاج الحروق.
كما حال هذا النقص دون إجراء العمليات الجراحية اللازمة لها مثل "زراعة طبقات من الجلد في اليد، وتثبيت العظام (المتهشمة) بأسياخ بلاتين".
ورغم الآلام التي كانت تشعر بها الطفلة إلا أنها داومت على السؤال عن حال أفراد عائلتها الذين أصيبوا بحروق تجاوزت 65% من أجسادهم، فيما لم تتمكن من التعرف عليهم في اللحظات الأولى من الإصابة نظراً لشدة الحروق.
وقالت، "كنت أتخيّل في الكثير من الأوقات أن يقصف منزلنا كباقي المنازل المدنية في قطاع غزة، وأن نتعرض للإصابة بكسور وجروح، لكن لم أتخيل أن نصاب بهذه الحروق الشديدة".
وختمت قولها وهي تبكي بحرقة: "لم أتعرف على عائلتي حينما تم انتشالنا من تحت الأنقاض، وتساءلت هل هذه (شقيقتي) ريما؟ وهل هذا أبي؟ وهذه أمي؟.. لم يكن لهم ملامح آنذاك لامتلاء وجوههم بالحروق، فيما لم يكن صوتهم مسموعا أبدا فقط كانت أصوات الوجع هي الحاضرة".
أما شقيقتها الصغرى "ريما"، فقد كانت تسجد خلال صلاة العشاء في لحظة سقوط الصاروخ على منزلهم وتحويله لكومة من الركام فوق رؤوسهم.
وقالت، "بعد اللحظات الأولى من الفوضى والألم، حاولت الوصول إلى منزل عمي، للحصول على المساعدة، لكن الألم والمعاناة كانا أكبر من قدرتي على التحمل، فتم نقلي إلى المستشفى، حيث بدأت رحلة مؤلمة من العلاج ومحاولة الشفاء".
وأضافت بصوت حزين، "نُقلت آنذاك لمستشفى العودة وبقيت على الأرض فترة من الزمن وكانوا يقومون بتهوية جسدي بسبب الحروق الشديدة، ومن ثم تم نقلي إلى غرفة لإجراء فحوصات، ليتم تحويلي لاحقا لمستشفى شهداء الأقصى حيث قضيت الفترة الأولى هناك على الأرض بسبب ازدحامها بالمصابين".
وعن أصعب اللحظات، تروي الطفلة "ريما" أنها تمثلت في رؤية والدتها "المصابة بحروق شديدة"، حيث انهارت باكية على الفور فيما بدأت بالصراخ والمناداة على باقي أفراد أسرتها.
اليوم، تعيش الطفلتان ظروفاً صعبة للغاية، تتمنيان السفر لتلقي العلاج اللازم، الأمر الذي يحول دون تحقيقه إغلاق معبر رفح الحدودي منذ سيطرة جيش الاحتلال عليه خلال عمليته التي بدأها بمدينة رفح في 6 أيار الماضي.
وعبّرت الطفلتان عن أحلام بسيطة غيبتها آلة الحرب الإسرائيلية مثل "الحياة الهادئة والآمنة وتناول الطعام الذي تشتهيانه، واللعب والدراسة والذهاب للبحر ومدينة الألعاب"، بينما يبقى الحلم ذو الأولوية بالنسبة لهما هو "تلقي العلاج المناسب".
لم تنجُ ديما وريما (12 و15 عاماً) تماماً من القصف الإسرائيلي الذي استهدف منزلهما في 12 تموز الماضي، إذ أصيبتا أيضاً بحروق وجروح وكسور شديدة، تتلقيان على إثرها العلاج داخل قسم الحروق بمستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح.
وفي ذلك اليوم، الذي تصفه الشقيقتان بـ"الصعب"، سقط صاروخ إسرائيلي على منزل عائلة عقل، ما أدى إلى إصابة 9 من أفرادها بحروق بالغة قالت مصادر طبية، إنها من الدرجة الثالثة تراوحت نسبتها بين 65% و80%.
وجراء نقص العلاج اللازم، فقدت العائلة 6 من أفرادها بشكل تدريجي خلال 10 أيام، بينما تكافح الشقيقتان للبقاء على قيد الحياة وسط ظروف صحية قاسية ومأساوية.
دون سابق إنذار، استهدف جيش الاحتلال منزل عقل في تلك الليلة، ما تسبب بتحطيم حياة الناجين في لحظة واحدة، كما قالت الطفلة ديما.
وأضافت، "بينما كنت أتوضأ للصلاة في تلك الليلة، سمعت صوت صاروخ قادم"، دون أن تعرف الطفلة أنه يستهدف منزلها.
لم تمضِ ثوانٍ معدودة، حتى وجدت الطفلة نفسها تحت ركام منزلها، تتنفس بصعوبة بالغة، ولا تقوى على الحركة أو الصراخ لطلب النجدة.
وأضافت وهي مستلقية على سرير المستشفى تتلقى العلاج، "في أجزاء من الثانية، كنت أقف على قدمي وفجأة أصبحت ملقاة على الأرض تحت الركام، لا أستطيع التنفس أو الصراخ أو الحركة ولا أستطيع سماع أي شيء، وكنت أشعر بألم شديد جداً، بينما كنت أنتظر المساعدة".
بعد محاولات مضنية، نجحت الطفلة أخيراً بإزاحة بعض الركام عن وجهها وأخذ نفس عميق وطويل لتعويض نقص الأكسجين في هذا المكان المظلم.
وتابعت، "كان المكان مليئاً بالدمار والركام، الجو مخيف جداً، لا وجود لأي أحد وحالة السكون تشعر أي شخص بالخوف والقلق".
في لحظة، تحدت الطفلة ديما حالة الخوف والألم وقررت الصراخ لطلب النجدة كي تنجو بحياتها.
وبعد ساعات من الألم والمعاناة، وبمعدات بسيطة ومتواضعة، تمكنت فرق الدفاع المدني من إنقاذها ونقلها إلى المستشفى حيث وجدت نفسها ملقاة على الأرض لعدم توفر أسرّة للمرضى إذ كانت تعاني من حروق عميقة وكسور خطيرة، كما قالت.
خلال رحلة العلاج الممتدة، واجهت الطفلة عقل تحدياً كبيراً جراء نقص الأدوية والمستهلكات الطبية، لا سيما تلك المُخصصة لعلاج الحروق.
كما حال هذا النقص دون إجراء العمليات الجراحية اللازمة لها مثل "زراعة طبقات من الجلد في اليد، وتثبيت العظام (المتهشمة) بأسياخ بلاتين".
ورغم الآلام التي كانت تشعر بها الطفلة إلا أنها داومت على السؤال عن حال أفراد عائلتها الذين أصيبوا بحروق تجاوزت 65% من أجسادهم، فيما لم تتمكن من التعرف عليهم في اللحظات الأولى من الإصابة نظراً لشدة الحروق.
وقالت، "كنت أتخيّل في الكثير من الأوقات أن يقصف منزلنا كباقي المنازل المدنية في قطاع غزة، وأن نتعرض للإصابة بكسور وجروح، لكن لم أتخيل أن نصاب بهذه الحروق الشديدة".
وختمت قولها وهي تبكي بحرقة: "لم أتعرف على عائلتي حينما تم انتشالنا من تحت الأنقاض، وتساءلت هل هذه (شقيقتي) ريما؟ وهل هذا أبي؟ وهذه أمي؟.. لم يكن لهم ملامح آنذاك لامتلاء وجوههم بالحروق، فيما لم يكن صوتهم مسموعا أبدا فقط كانت أصوات الوجع هي الحاضرة".
أما شقيقتها الصغرى "ريما"، فقد كانت تسجد خلال صلاة العشاء في لحظة سقوط الصاروخ على منزلهم وتحويله لكومة من الركام فوق رؤوسهم.
وقالت، "بعد اللحظات الأولى من الفوضى والألم، حاولت الوصول إلى منزل عمي، للحصول على المساعدة، لكن الألم والمعاناة كانا أكبر من قدرتي على التحمل، فتم نقلي إلى المستشفى، حيث بدأت رحلة مؤلمة من العلاج ومحاولة الشفاء".
وأضافت بصوت حزين، "نُقلت آنذاك لمستشفى العودة وبقيت على الأرض فترة من الزمن وكانوا يقومون بتهوية جسدي بسبب الحروق الشديدة، ومن ثم تم نقلي إلى غرفة لإجراء فحوصات، ليتم تحويلي لاحقا لمستشفى شهداء الأقصى حيث قضيت الفترة الأولى هناك على الأرض بسبب ازدحامها بالمصابين".
وعن أصعب اللحظات، تروي الطفلة "ريما" أنها تمثلت في رؤية والدتها "المصابة بحروق شديدة"، حيث انهارت باكية على الفور فيما بدأت بالصراخ والمناداة على باقي أفراد أسرتها.
اليوم، تعيش الطفلتان ظروفاً صعبة للغاية، تتمنيان السفر لتلقي العلاج اللازم، الأمر الذي يحول دون تحقيقه إغلاق معبر رفح الحدودي منذ سيطرة جيش الاحتلال عليه خلال عمليته التي بدأها بمدينة رفح في 6 أيار الماضي.
وعبّرت الطفلتان عن أحلام بسيطة غيبتها آلة الحرب الإسرائيلية مثل "الحياة الهادئة والآمنة وتناول الطعام الذي تشتهيانه، واللعب والدراسة والذهاب للبحر ومدينة الألعاب"، بينما يبقى الحلم ذو الأولوية بالنسبة لهما هو "تلقي العلاج المناسب".