يرفض المواطن نعيم رضوان (38 عاماً) العودة إلى مكان نزوحه السابق في محيط منطقة "حمد" شمال غربي خان يونس، جنوب قطاع غزة، رغم انسحاب قوات الاحتلال منذ عدة أيام.
ويواصل نزوحه برفقة أفراد أسرته السبعة تحت أحجار كبيرة ملقاة على جانب الرصيف قبالة شاطئ البحر أو ما يعرف بـ"لسان الميناء" غرب خان يونس، رغم قيام الاحتلال بالإعلان عن أن منطقة "حمد" صارت من بين المناطق الإنسانية والآمنة.
وقال رضوان، الذي كان قد نزح من خيمته تحت نيران القذائف عندما اجتاحت الدبابات المنطقة قبل أسبوعين، ما تسبب بإصابة أحد أبنائه، إنه لا يصدق ما يعلنه الاحتلال بأن منطقتهم أصبحت آمنة وإنسانية، بعدما شاهد الموت بعينيه.
وأشار إلى أنه ترك الخيمة وترك كافة محتوياتها وهرب لينجو بأطفاله من موت محقق تحت نيران القذائف وأعيرة طائرة "كواد كابتر"، لافتاً إلى أنه يفضل المكوث في العراء بالقرب من شاطئ البحر على العودة إلى تلك المنطقة التي عاش فيها أسوأ لحظات حياته.
ولا يتوقف الأمر عند المواطن رضوان، فهناك الكثير من جيرانه لم يعودوا إلى مكان نزوحهم في محيط "حمد" التي تحولت إلى منطقة خراب ودمار، حسب الشاب أيمن فرحات (30 عاماً) الذي كان قد نزح من شمال غزة منذ بداية العدوان.
وبيّن أنه ترك مكان نزوحه في خيمة كانت مقامة في برج من أبراج حمد الذي تم تدميره، وبالتالي تدمرت خيمته لكنه لن يعيد إقامة خيمة جديدة في المكان ذاته لخوفه من استمرار العدوان على تلك المنطقة.
وأضاف فرحات: "لم نعتد أن يعلن الاحتلال عن مناطق اجتاحها قبل ذلك بأنها أصبحت مناطق آمنة، ولا أصدق أكاذيب الاحتلال الذي قد يعيد اجتياح المنطقة في أي وقت، لا سيما أنه فعل ذلك مرتين في السابق".
وتبدو منطقة "حمد" الواقعة إلى الشمال الغربي لمحافظة خان يونس، خالية من النازحين، باستثناء القليل من أصحاب الشقق السكنية فيها، حيث تبدو حركة النازحين من خارجها نادرة بسبب أن المنطقة مدمرة بالكامل، وتفتقر إلى خدمات المياه.
ويتكرر الأمر ذاته في مناطق شرق دير البلح، وسط القطاع، حيث تمتنع بعض العائلات عن العودة والنزوح في مناطق سكنها، بعدما دمرتها قوات الاحتلال خلال الأسبوع الماضي.
وقال المواطن فضل أبو خشان (46 عاماً) إن الاحتلال دمّر منزله الواقع على طريق صلاح الدين، لكنه لم يعد إليه للسكن وفضل النزوح وسط دير البلح.
وأوضح أن منزله الذي كان مكوناً من عدة طوابق، كان يؤوي أربع عائلات نازحة من مدينة غزة، مشيراً إلى أنه وهذه العائلات لم يعودوا إلى المكان بسبب التخوفات من عودة الاحتلال مرة أخرى، خاصة أن الدبابات ليست ببعيدة عن المكان.
وأعرب نازحون آخرون عن مخاوفهم من قيام الاحتلال بتكرار مرات الاجتياح والعدوان، معتبرين أن الاحتلال يدمر ويقتل في المرات التالية أكثر مما قد دمره في السابق.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف