عمّق توسيع قوات الاحتلال المنطقة الأمنية والعسكرية في شمال غزة من معاناة المواطنين وأزمة المجاعة المتفاقمة وأدى إلى حرمانهم من مصادر غذاء وعمل مهمة.
وكانت قوات الاحتلال أعلنت، أول من امس، عن توسيع المنطقة الأمنية والعسكرية الممنوع على المواطنين دخولها في شمال غربي محافظة شمال قطاع غزة لتصل إلى عمق خمسة كيلومترات من الحدود الشمالية للقطاع مع إسرائيل.
واضطر آلاف المواطنين ممن عادوا ليسكنوا هذه المنطقة منذ عدة أشهر لإخلائها على الفور بعد أن أنذرتهم قوات الاحتلال وأمطرت المنطقة بعشرات قذائف الدبابات والمدفعية.
ولا تزال عشرات الأسر تنزح من المنطقة بظروف غاية في القسوة بسبب بعدها عن المركز السكاني ووعورة الطرق وعدم ملاءمتها لسير المركبات.
وبتوسيع هذه المنطقة فإن معاناة المواطنين ستزداد بشكل كبير جداً بسبب عدم قدرة قطاع واسع من المزارعين والصيادين الوصول لأماكن عملهم.
وتشتهر المنطقة بالزراعة وتشكل السلة الغذائية المتواضعة لسكان محافظتي غزة والشمال خلال العدوان بعد تدمير قوات الاحتلال للأراضي الزراعية في منطقة الشيخ عجلين وحي الزيتون والشريط الزراعي الشرقي.
واضطر الصيادون إلى إجلاء قواربهم وشباكهم ونقلها إلى قبالة مخيم الشاطئ على بعد كيلومتر كما يقول الصياد بلال عبد الله والذي انشغل فور نشر قوات الاحتلال لخارطة مناطق الإخلاء بنقل شباكه ومعدات الصيد في ظروف غاية في القسوة.
وقال لـ"الأيام"، انه من الصعب والخطير جداً البقاء في مكانه قبالة شاطئ بيت لاهيا بسبب عمليات القصف وإطلاق النار المركزة التي نفذتها زوارق الاحتلال على حرم الشاطئ خلال الساعات الماضية.
وتبع عشرات الصيادين الآخرين عبد الله ونقلوا ما يمكن نقله من شباك ومعدات صيد إلى عمق مدينة غزة خوفاً من استهدافهم لاحقاً.
وقال الصياد إبراهيم السلطان، إن جميع الصيادين في المنطقة ومن قبلهم سكان حي السلاطين حيث يسكن اضطروا إلى إخلاء المنطقة فوراً بعد إنذار قوات الاحتلال لهم بالإخلاء الفوري.
وأوضح السلطان أن المنطقة الأمنية الجديدة لا تحتمل المزيد من الدمار بعد أن تعرضت لدمار هائل منذ اليوم الأول للعدوان حيث كانت من أولى المناطق التي احتلتها قوات الاحتلال وقامت بتدميرها، بعد أن هجرت اكثر من 95% من سكانها إلى محافظات الجنوب والوسط.
وأوضح السلطان أن عددا قليلا جداً من السكان عادوا للسكن فيها وخصوصاً في أحياء السلاطين والعطاطرة والسيفا ولكن لم يرق ذلك لجيش الاحتلال الذي أعاد تهجيرهم مرة أخرى لمراكز النزوح المكتظة بالنازحين وغير الملائمة للحياة الآدمية.
من جانبه، بين المواطن هاني العطار أن عدداً من الأسر عادت مؤخراً وتمكنت من زراعة بعض المحاصيل الزراعية ولكنها خسرتها بشكل كامل بعد إخلائها للمنطقة قسراً بعد التهديد الإسرائيلي الجديد.
وأكد العطار لـ"الأيام"، أن إخلاء المنطقة من ساكنيها والعاملين فيها سيفاقم من أزمة النقص الحاد في الخضراوات والمحاصيل الزراعية والتي نشط البعض في زراعتها منذ عدة شهور.
ولفت إلى أن قرب هذه الأحياء من الحدود الإسرائيلية وخضوعها الدائم للمراقبة العسكرية البرية والجوية والبحرية لقوات الاحتلال دفعا المواطنين لإخلائها فوراً بعد أن بدأت قوات الاحتلال بقصفها بشكل متواصل.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف