- تصنيف المقال : شؤون عربية ودولية
- تاريخ المقال : 2024-09-18
قُتل 11 شخصا بينهم طفلة وعنصران من "حزب الله" في لبنان وأصيب نحو أربعة آلاف بجروح، امس، في انفجارات متزامنة لأجهزة تلقي الإشعارات "بيجر" حمَّل الحزب إسرائيل "المسؤولية الكاملة" عنها.
ومساء أمس، أعلن وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض، في أحدث حصيلة للتفجيرات ارتقاء 11 شخصا و4000 جريح، 400 منهم بحالة حرجة؛ جرّاء تفجير أجهزة الاتصال "بيجر".
وقال "حزب الله" في بيان، "بعد التدقيق في كل الوقائع والمعطيات الراهنة والمعلومات المتوافرة حول الاعتداء الآثم ... فإنّنا نحمّل العدو الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان الإجرامي ... هذا العدو الغادر والمجرم سينال بالتأكيد قصاصه العادل".
وندد وزير الإعلام اللبناني زياد المكاري بتفجير أجهزة الاتصال ووصفه بأنه "عدوان إسرائيلي". ويستخدم "حزب الله" وآخرون في لبنان هذه الأجهزة في التواصل. وقال "حزب الله"، إن إسرائيل ستنال "عقابها العادل" على التفجيرات.
ووقعت الانفجارات وسط احتدام العنف بين إسرائيل و"حزب الله" اللذين يخوضان أعمالا قتالية عبر الحدود في أسوأ تصعيد في سنوات، وذلك منذ اندلاع الحرب في غزة في تشرين الأول الماضي/ أكتوبر.
وأحجم الجيش الإسرائيلي عن التعليق على استفسارات عن الانفجارات.
وقال مسؤول من "حزب الله" طالبا عدم ذكره بالاسم، إن انفجار الأجهزة هو "أكبر اختراق أمني" تعرضت له الجماعة خلال حرب ضد إسرائيل مستمرة منذ قرابة العام.
وأكد "حزب الله" في بيان سابق مقتل اثنين من مقاتليه على الأقل في التفجيرات وقال، إن هناك تحقيقا جاريا في أسبابها.
وقال مصدران مطلعان على عمليات "حزب الله" لرويترز، إن مقاتلي الجماعة اللبنانية يستخدمون أجهزة الاتصال المحمولة "البيجر" كوسيلة منخفضة التكنولوجيا لمحاولة تجنب تعقب إسرائيل لمواقعهم.
وانفجرت أجهزة "البيجر" في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية في بيروت وسهل البقاع.
وقال مصدران أمنيان، إن كثيرا من المصابين، وبينهم مقاتلون من "حزب الله"، أبناء مسؤولين كبار في الجماعة اللبنانية.
وذكر المصدران أن أحد المقاتليْن القتيليْن نجل علي عمار العضو من "حزب الله" في البرلمان اللبناني.
وقال حسين خليل المسؤول الكبير في "حزب الله" مقدما تعازيه في نجل عمار، "هذا ليس استهدافا أمنيا لشخص أو شخصين أو ثلاثة، هذا استهداف وطن بأكمله، هذه مجزرة تشبه بكل أوصافها المجازر التي تحصل في غزة، نوع من الإبادة الجماعية".
ونقلت قناة الجديد اللبنانية عن عمار قوله، إن ما حدث عدوان إسرائيلي. وأضاف، "سنتعامل مع العدو باللغة التي يفهمها".
ولم تعلق الحكومة الإسرائيلية على التفجيرات.
صراخ من الألم
رأى صحافي من رويترز سيارات إسعاف تسير بسرعة في شوارع الضاحية الجنوبية وسط انتشار حالة من الهلع. وقال مصدر أمني، إن هناك أجهزة انفجرت أيضا في جنوب لبنان.
رأى أحد صحافيي رويترز في مستشفى جبل لبنان دراجات نارية مسرعة إلى غرفة الطوارئ التي كان فيها أشخاص ينزفون من أيديهم ويصرخون متألمين.
وقال حسن وزني مدير مستشفى النبطية الحكومي لرويترز، إن نحو 40 مصابا يتلقون الرعاية في المستشفى. وتتضمن الإصابات جروحا في الوجه والأعين والأطراف.
وتحدث صحافي رويترز عن تجمع أعداد من الأشخاص عند مداخل المباني لتفقد معارفهم الذين ربما أصيبوا.
وبثت قنوات إقليمية مقطع فيديو صورته كاميرا مراقبة وأظهر ما بدا أنه انفجار جهاز صغير محمول موضوع بجوار موظفة التعاملات المالية مع الزبائن في متجر بقالة خلال تلقيها النقود من أحد الأشخاص. وفي مقطع فيديو آخر، بدا أن انفجارا أطاح بشخص يقف عند عربة لبيع الفواكه في سوق.