يتعرض سائقو الشاحنات التي تنقل المساعدات من داخل معبر بيت حانون "ايرز" الى محافظتي غزة والشمال، لعمليات تنكيل وضرب مبرح يومي على يد جنود الاحتلال الذين يسيطرون على المعبر.
وأفاد شهود عيان ومصادر مطلعة لـ"الأيام" بأن جنود الاحتلال يتعمدون خلال الأسبوع الأخير، التنكيل وإهانة السائقين والمساعدين لهم واعتقال البعض منهم، رغم حصولهم على التنسيقات اللازمة للعمل داخل المعبر.
وأوضح الشهود أن قوات الاحتلال تطلب من السائقين عند دخولهم المعبر خلع ملابسهم كاملة، ومن ثم الاعتداء عليهم بالضرب المبرح قبل إخضاعهم لعمليات استجواب وتحقيق نتج عنها اعتقال أربعة سائقين على الأقل.
وأثر هذا السلوك العدواني لجنود الاحتلال على عملية إدخال المساعدات المتكدسة داخل المعبر الى قلب محافظتي غزة والشمال، حيث يتعرض ساكنوها لمجاعة خطيرة أسفر عنها وفاة عشرات المواطنين وإصابة الآلاف بأمراض لها علاقة بسوء التغذية.
وتوقفت بشكل شبه كامل عمليات توزيع المساعدات من مخازن المؤسسات الدولية ووكالة الغوث "الأونروا"، ووزارة التنمية الاجتماعية بعد عمليات التشويش والتقليص الكبيرة على آلية إدخال المساعدات.
وسمحت سلطات الاحتلال، على مضض، بإدخال كميات محدودة جداً من المساعدات الغذائية الى محافظتي غزة والشمال، بعد نداءات وضغوط دولية هائلة لمنع حدوث كارثة، بعد أن وصلت المجاعة إلى ذروتها قبل عدة أسابيع.
وأوضحت المصادر ذاتها أن قوات الاحتلال تواصل اعتداءاتها وانتهاكاتها بحق السائقين والعمال، رغم احتجاج المؤسسات الداعمة التي عبرت في أكثر من مرة عن استيائها واستنكارها لهذه الاعتداءات.
وأكدت المصادر أن معظم سائقي الشاحنات أوقفوا العمل ورفضوا التوجه لنقل المساعدات من معبر بيت حانون "ايرز" احتجاجاً على ما يتعرضون له، وخوفاً من إقدام قوات الاحتلال على التعرض لهم، واقتصر عمل المعبر، أول من أمس، على إدخال عدد محدود جداً من شاحنات الخضراوات، حرصاً على عدم تلفها وضرورة استفادة المواطنين منها.
وبينت المصادر أن قوات الاحتلال قتلت منذ إنشاء ممر "نتساريم" العسكري الذي يفصل شمال القطاع عن جنوبه، مطلع تشرين الثاني الماضي، وأصابت العشرات من السائقين رغم حصولهم على التنسيقات اللازمة للعمل في نقل البضائع بين المنطقتين.
ولم تستبعد المصادر ذاتها إقدام قوات الاحتلال على تنفيذ عمليات إعدام للسائقين على غرار ما كانت ترتكبه على حاجز "نتساريم" جنوب مدينة غزة.
وحولت قوات الاحتلال عمليات إدخال المساعدات لمحافظتي غزة والشمال من موقع "زيكيم" العسكري شمال غربي قطاع غزة الى داخل معبر بيت حانون "ايرز" المغلق منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول الماضي.
وتتعمد قوات الاحتلال تأخير إدخال كميات كبيرة من المساعدات للإبقاء على المجاعة والنقص الحاد في المواد التموينية والغذائية الأساسية، كما تمنع إدخال اللحوم بكافة أنواعها والخضراوات والفواكه وغاز الطهي وكميات كافية من السكر والأرز وزيت الطهي وزيت الزيتون، كما تمنع بشكل تام إدخال الألبسة والأحذية والمشروبات والحليب والبيض والمحروقات بكل أنواعها.
ورغم إظهار قوات الاحتلال حرصها على إدخال المساعدات لسكان المحافظتين المحاصرتين، الا أنها تستخدم كل الطرق العسكرية لمنع تأمين وصول هذه المساعدات بشكل سليم الى مخازن المؤسسات الداعمة، وذلك من أجل سرقتها على غرار ما يجري في مناطق جنوب قطاع غزة.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف