دون سابق إنذار وفي منتصف نهار أمس، قصفت قوات الاحتلال مربعاً سكنياً مأهولاً في حي النزلة وسط بلدة جباليا، شمال قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد وإصابة وفقدان عشرات المواطنين بينهم أطفال ونساء.
وحالت الظروف القاهرة التي يعاني منها جهاز الدفاع المدني والطواقم الطبية وإطلاق النار المتواصل من الطائرات المسيّرة دون تمكّن المواطنين من إنقاذ الأحياء والعالقين تحت الأنقاض.
فبعد عمليات كرّ وفرّ بين المواطنين والطائرات المسيّرة تمكّن المواطن معروف من إنقاذ الطفل أنس مالك (9 سنوات) بعد أن علق بين طبقات بناية من أربعة طوابق استشهد فيها شقيقه محمد (7 سنوات) وعمه محمد ومجموعة من أفراد أسرته.
وأصيب المواطنون في الحي بذعر شديد، خاصة مع قلة الحيلة في إنقاذ الجرحى والبحث عن المفقودين، وصعوبة دفن الشهداء وإجلائهم.
فقصف المربعات السكنية والمنازل المأهولة بالسكان أضحى من الطرق التي لجأ إليها جيش الاحتلال لتهجير من تبقى في بلدة جباليا ومخيمها لتفريغهما من السكان، بعد أن أجبر عشرات الآلاف على النزوح والهجرة على مدار الأسابيع الخمسة الماضية من عمر العملية العسكرية العميقة والواسعة التي ينفذها في المنطقة.
وإضافة إلى هذا الأسلوب الوحشي الذي حصد أرواح مئات المواطنين وأباد عائلات بأكملها كعائلات أبو نصر والغندور ومعروف والرنتيسي وشلايل وسلامة والمصري وغيرها من الأسر، لجأ جيش الاحتلال إلى طريقة أخرى لا تقل فظاعة تتمثل بإحراق المنازل ومن يسكن داخلها، حيث تم رصد إحراق عشرات المنازل بمنطقة أبو شرخ في قلب بلدة جباليا والفالوجا غرب المخيم وفي منطقة حمدان و"بلوك 2" داخل المخيم إضافة إلى مناطق أخرى في مشروع بيت لاهيا.
وأفاد شهود عيان بأن النيران حاصرت عشرات الأسر داخل منازلها لعدم قدرة المواطنين على تقديم أي مساعدة لهم بعد أن حيّدت قوات الاحتلال جميع طواقم الدفاع المدني وسيارات الإطفاء في محافظة شمال قطاع غزة.
وشوهد تلبد سماء جباليا بالدخان الأسود الناتج عن إحراق المنازل ومراكز الإيواء التي أخلتها قوات الاحتلال بالقوة من النازحين.
ويستخدم جيش الاحتلال منذ اليوم الأول لاجتياحه الكبير للمنطقة كل الطرق والأساليب القمعية المميتة لإجبار المواطنين على الرحيل والنزوح، بعد أن أجلى بالقوة العسكرية المدمرة جميع المواطنين المتواجدين في أكثر من عشرين مركز إيواء في المنطقة، تتراوح بين مدرسة وعيادة صحية أممية ومستشفى ونادٍ.
كما قام بإجلاء المواطنين عبر التهديد وإلقاء القنابل وإطلاق النار باتجاه المنازل في كل أرجاء بلدة ومخيم جباليا ومشروعي بيت لاهيا وتل الزعتر والمناطق الغربية في بيت لاهيا وجباليا.
وإضافة إلى هذه الأساليب عمدت قوات الاحتلال منذ اليوم الأول للاجتياح، إلى فرض حصار عسكري مشدد على جميع مداخل جباليا بشكل خاص ومحافظة الشمال بشكل عام، حيث منعت إدخال أي إمدادات غذائية أو مائية أو دوائية إلى المنطقة لغاية اليوم، متجاهلة كل النداءات الدولية والأممية، ما أدى إلى انتشار المجاعة وتدهور الأوضاع الصحية لمن تبقى من مواطنين في المنطقة.
ورغم كل هذه الأساليب والطرق العسكرية القاتلة إلا أن شريحة واسعة من المواطنين لا تزال متشبثة بالبقاء في منازلها وعدم مغادرتها.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف