تواصل "الأيام" نقل مشاهد جديدة من العدوان الإسرائيلي المُتواصل على القطاع في يومه الـ 466 على التوالي، وترصد أبرز القصص التي توثق المعاناة، وتظهر مآسي المواطنين، خاصة في مخيمات النزوح.
ومن أبرز المشاهد الجديدة التي رصدتها "الأيام"، مشهد يوثق حالة الترقب والقلق التي يعيشها النازحون، وهم يتابعون تفاصيل مباحثات التهدئة، ومشهد آخر بعنوان "برد الخيام قاتل صامت للأطفال"، ومشهد ثالث جاء تحت عنوان "النصيرات.. الموت يلاحق السكان في كل زقاق".

نازحون يعيشون حالة من الترقب والقلق
يعيش النازحون في مخيمات غرب مدينة خان يونس، ومناطق وسط القطاع، حالة من الترقب والقلق، مع توارد أنباء حدوث تقدم في مفاوضات التهدئة وصفقة التبادل، وكلهم أمل أن تنتهي هذه المفاوضات بإعلان وقف إطلاق النار، الذي يسهم في عودتهم لأحيائهم، ومنازلهم التي هُجروا عنها قسراً في الأشهر الماضية.
ويُتابع النازحون كل الأخبار والتفاصيل التي تصل من قطر ومصر، وحتى الترجمات التي يتم نشرها نقلا عن وسائل إعلام عبرية، وسط إجماع في الآراء بأن الأمر يبدو هذه المرة مختلفاً عن الجولات السابقة، وثمة تفاؤل بأن يتم إنجاز الصفقة هذه المرة، وأن يُعلن عن وقف إطلاق النار في أقرب وقت ممكن.
وقال المواطن إبراهيم الزاملي، إنه يقضي ساعات كل يوم وهو يتابع الأخبار، سواء عبر الصفحات الإخبارية على مواقع التواصل الاجتماعي، أو من خلال قنوات إخبارية عبر الراديو، وكل الأخبار تتحدث عن تقدم في الصفقة، وأن الإعلان عنها ربما يكون وشيكاً، لكن رغم ذلك لا يزال يخشى العقبة الأكبر، وهو رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي اعتاد على عرقلة الصفقة في كل مرة، وبسبب سياسة المماطلة التي انتهجها، وبسببها تواصلت الحرب كل هذه المدة الطويلة.
وأكد أنه يتوق لليوم الذي يسمع فيه خبر إعلان الهدنة المُرتقبة، وأن تكون بمثابة وقف نهائي وتام للحرب، وأن يتمكن وغيره من النازحين من العودة الى المناطق التي نزحوا عنها، وأن يعود لبيته شرق رفح، وينعم بحياة الأمان والاستقرار من جديد.
في حين يقول المواطن علاء المصري، من سكان مدينة غزة، إنه يعيش حياة النزوح والتهجير منذ أكثر من 13 شهراً، وفي كل يوم يحلم بالعودة لبيته، وبات يعتقد أن هذا الحلم أصبح قريباً، مع وصول المفاوضات لمرحلة متقدمة، لم تصلها من قبل.
وأكد المصري أنه يتابع الأخبار، وكلها تُعطي مؤشرات إيجابية على قرب تحقيق الصفقة، لكن رغم ذلك فإن الأمر لا يبدو وردياً، فتركيبة حكومة الاحتلال الحالية، قد تُفشل الصفقة في اللحظات الأخيرة، وعليه وغيره من المواطنين والنازحين أن يكونوا مستعدين لخيبات الأمل، التي قد يتلقونها، فهو كما ينتظر خبر الإعلان عن التهدئة، يتوقع أيضاً سماع خبر فشل المفاوضات، وعودة الأمور لنقطة الصفر.
وأكد أنه يحزن على وضع الناس، وهم يترقبون الأخبار، ويُهللون ويصفرون حين يسمعون أية أخبار إيجابية عن المفاوضات، آملا ألا يُخيب رجاء وأمل الناس.

برد الخيام قاتل صامت للأطفال
لا يزال برد الخيام يُشكل الخطر الأكبر على الأطفال، خاصة الرُضع وحديثي الولادة، ويتهدد حياتهم، لا سيما خلال وبعد المُنخفضات الجوية، حيث تتدنى درجات الحرارة بصورة كبيرة، خاصة خلال ساعات الليل.
وتسبب البرد القارس، والرياح الشرقية والشمالية شديدة البرودة، في ارتفاع عدد الوفيات بين الأطفال إلى 9، جميعهم تجمدوا داخل خيام عائلاتهم، بسبب البرد الشديد، وقلة الفراش والأغطية.
ويسعى أولياء الأمور لحماية أطفالهم، وضمان استمرار تدفئتهم، وراحوا يبحثون عن المزيد من الملابس، والأغطية، وفعل كل ما يمكن، حتى لا يُصاب أبناؤهم بمكروه.
وأكد المواطن يوسف عبد الهادي، أن همه الأول والأكبر بات حماية طفله الرضيع من الصقيع، ومن أجل ذلك أحكم إغلاق الخيمة، واشترى المزيد من الشوادر والنايلون، وجلب المزيد من الأغطية، كما اشترى ملابس له، وكماليات للتدفئة، مثل الجوارب، وقفازات اليدين، وغطاء للرأس.
وأكد أن والدته تقوم بلفه قبل النوم، وتغطيه، وينام إلى جانبها، حتى تطمئن عليه، وفي الأيام المشمسة، يعرضونه لأشعة الشمس في النهار.
وأشار عبد الهادي إلى أن الوضع صعب، ودرجات الحرارة تتدنى بشكل غير مسبوق، ومهما جرى إحكام إغلاق الخيمة تبقى باردة، والمشكلة التي اكتشفها مؤخراً، أن الخيمة في وقت مبكر من الفجر يصيبها ظاهرة التعرق، بسبب اختلاف درجات الحرارة داخلها عن خارجها، فيتكاثف بخار الماء على سطح الخيمة من الداخل، وتصبح مبللة، ومع أي حركة للخيمة، بسبب الرياح، أو الانفجارات التي لا تتوقف، ينزل الماء على شكل قطرات على وجوههم، وهذه مشكلة إضافية يعانون منها.
في حين أكد المواطن عمر جودة أنه قام بتجهيز مكان مُخصص لطفله داخل الخيمة، وفرش أرضيته بالأغطية الناعمة والدافئة، وأحاطه بقطع من الخشب المغطى بالقماش، بما يشبه السرير الدافئ، ويضع حوله في الليل قارورات من المياه الساخن، وتُواصل والدته تفقده خلال ساعات الليل، والأهم من ذلك يُنفذ تعليمات الأطباء والمختصين، للحفاظ على حرارة جسم الطفل، بدهن الأطراف بمادة "فازلين"، والحفاظ على إرضاعه بمواعيد، والباسه غطاء للرأس.

النصيرات.. الموت يلاحق السكان في كل زقاق
لا يزال مخيم النصيرات وسط القطاع، خاصة منطقة "المخيم الجديد"، ومحيط تبة "النويري"، تتعرض لعدوان إسرائيلي لا يتوقف، بمشاركة قوات برية، وطائرات مُسيرة، وأشكال أخرى من القتل.
وشهدت الفترة الماضية زحف الاحتلال باتجاه مناطق شمال المخيم، بعد سلسلة من التوغلات، وعمليات الهدم والتجريف المُستمرة، وتبع ذلك نصب أبراج آلية "رافعة"، مُزودة ببنادق قنص فائقة التطور، يتم التحكم فيها عن بعد، إذ تتسبب هذه البنادق بقتل وإصابة العديد من المواطنين بشكل يومي داخل المخيم، إذ يتساقط الضحايا فجأة ودون سابق إنذار، أو حتى سماع أصوات دوي إطلاق نار.
بينما باتت قذائف المدفعية واحدة من أساليب القتل اليومية داخل المخيم، إذ تنهمر بشكل مفاجئ وسط وشمال المخيم، مُتسببة بقتل وإصابة المواطنين في منازلهم، وفي الشوارع والأسواق.
بينما يُواصل الاحتلال الاعتماد على سلاح المُسيرات، كواحدة من أدوات القتل الأكثر فتكاً، فالمُسيرات بنوعيها حاملة الصواريخ، والمُزودة برشاشات، تواصل ملاحقة المواطنين داخل المخيم، وقتلهم، خاصة في محيط "تبة النويري"، والمخيم الجديد، وحتى وسط المخيم.
ووفق مواطنين من سكان المخيم، فإن الاحتلال وضع مخيمهم في دائرة الاستهداف المستمرة، ويومياً يواصل قصف المنازل، وإطلاق النار تجاه المواطنين، وفي بعض الأيام تقع مجازر مروعة.
وقال المواطن أحمد النحال، ويعيش في المخيم منذ مدة، إن الوضع هناك كارثي، والموت بات يلاحق الناس في كل مكان، فالشخص يكون في الشارع أو السوق، وفجأة يسقط صريعاً، إما برصاص قناص أطلق النار تجاهه من بعيد، أو برصاص مُسيرة، كانت تحوم في الأجواء، وأطلقت النار فجأة تجاه المواطنين ولم يلحظها أحد.
وأشار النحال إلى أن جميع قاطني مخيم النصيرات حياتهم مُهددة في أية لحظة، وبعضهم ماتوا في المنازل، وآخرون قضوا خلال خروجهم للأسواق، موضحاً أن مخيم النصيرات يتعرض للاحتلال غير المباشر، من الإطباق الجوي، ونيران المدفعية، ورصاص القناصة، لكن رغم ذلك يرفض الكثيرون ترك المخيم، لاعتبارات عديدة، أهمها عدم وجود أماكن مناسبة لإيوائهم، حال نزحوا.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف