عجز الشاب سائد عن تحديد مكان منزله في شارع الألباني شرق مخيم جباليا بعد أن أُزيل الحي الذي كان يسكنه قبل دخول الآليات الإسرائيلية بالكامل.
وكان الشاب العشريني وصل لمكان منزله لتفقده بعد رحلة نزوح دامت أربعة أشهر محاولاً إقامة خيمة صغيرة مصنوعة من القماش، وقال لـ"الأيام": دمر الاحتلال منزلي ومنازل الجيران بالكامل بل دمر المخيم بأكمله، ولم يعد أثر لأي منزل وتحول مخيم جباليا إلى أكوام عالية من الركام، مشيراً إلى أن الاحتلال لم يكتفِ بتدمير المنازل والمباني بل قام بإزاحة ركامها إلى مكان آخر عشرات الأمتار.
وأضاف سائد: حاولت تحديد مكان منزل أسرتنا بالمقاربة مع منازل بقيت مدمرة دون إزاحة الركام، لكني فشلت.
وكانت أسرة الشاب سائد نزحت من المنزل برفقة عشرات الأسر من الجيران في الأيام الأولى من شهر تشرين الثاني من العام الماضي، حين قررت سلطات الاحتلال تصعيد عدوانها على شمال القطاع في إطار ما سمته "خطة الجنرالات".
وأوضح سائد، الذي أنهكه التعب والجوع بحسب ما قال، أنه واصل البحث عن مكان منزله منذ صباح يوم الأحد الماضي دون أن ينجح في ذلك، لكنه قرر أن يقيم خيمة قماشية في مساحة خالية اعتبرها الأكثر احتمالاً بالقرب من منزله الزائل.
ولم يكن سائد وحده في مشوار تحديد مكان سكنه بل شاركه عدد آخر من الجيران وسكان الأحياء المجاورة، حسبما قال، فالمواطن أبو فادي استدل على مكان منزله من عمود ضخم للكهرباء كانت قوات الاحتلال دمرته خلال العدوان وحاول إقامة خيمة صغيرة لتكون محل إقامته وحيداً دون أسرته، إلا أن أحد المواطنين شكك في صحة توقعه، وقال لـ"الأيام" إن أسرته كانت نزحت إلى الجنوب بينما بقي هو في شمال القطاع، ومر على قيامه بالبحث عن أنقاض منزله عدة أيام دون أن يستدل على أي من أثره.
وأضاف أبو فادي (35 عاماً): صرت أبحث بين أكوام الركام على أي من الأثاث المدمر والمتناثر وأحياناً أبحث عن ركام ملون بلون دهان منزلي الذي كنت أسكنه كي أحاول تحديد ركامه وبالتالي أُقدر أقرب مكان إليه.
وسرد مواطنون آخرون قصصاً عن قيام الآليات الإسرائيلية بتدمير الشوارع بحيث لم يعد مفهوماً مكان الشارع ومعالمه وأماكن إقامة المنازل خصوصاً في المناطق الضيقة وبين الأزقة التي تشمل بيوتاً مقامة بشكل عشوائي أصلاً.
الشاب بسام، في الثلاثين من عمره قال: المخيم لم يعد كما قبل، بل لم يعد أصلاً لا قبل ولا بعد، فأغلبية مناطقه أزيلت من المكان والبقية تحولت لأكوام ركام.
وأضاف: غالبية سكان المخيم كانوا غادروه بفعل المجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال، وعندما عادوا إليه استهجنوا حجم الدمار وبكوا بحرقة عند ركام منازلهم.
وأعرب عن توقعه بعدم تمكن أصحاب هذه المنازل عن معرفتها أو تحديد أماكنها وسط هذه الأكوام من الركام والتي تناثر بعضها حول منازل غير مستهدفة بالقصف ما تسبب بتدميرها أيضاً.
ومن المنتظر أن يعود عشرات الآلاف من المواطنين النازحين في جنوب القطاع إلى المخيم، مطلع الأسبوع القادم وحينها سيتفاقم حجم المأساة حين لا يجد هؤلاء ما يأوون إليه.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف