أجبرت قوات الاحتلال، أمس، مئات العائلات على إخلاء مساكنها في مخيم جنين، وبدأت بعزله عن محيطه، بالتزامن مع تجريفها الشوارع المؤدية إلى المستشفيات والمراكز الطبية وسط عمليات إطلاق نار وتحليق مكثف لطائرات الاستطلاع، في وقت أوقعت فيه المزيد من الإصابات في صفوف المواطنين، في اليوم الثاني من عدوانها على مدينة جنين ومخيمها.
وأكدت جمعية الهلال الأحمر، إصابة أربعة مواطنين، أمس، بجروح، بينهم مواطن وصفت إصابته بالحرجة.
وقال محمد جرار، رئيس بلدية جنين: إن قوات الاحتلال أجبرت مئات العائلات على النزوح من المخيم، عبر ممر وحيد يؤدي إلى دوار "العودة" في المخيم، ومن ثم إلى منطقة وادي برقين، وسط تهديدات بإطلاق الرصاص على كل من يخالف تعليمات الجنود.
وأظهرت مقاطع مصورة نشرها نشطاءٌ أطفالاً ومسنين وهم يخرجون من المخيم، بينما وثقت مقاطع أخرى عشرات المعتقلين وهم ينقلون إلى جهة مجهولة بعد أن أجبرهم جنود الاحتلال على ارتداء ملابس بيضاء وزرقاء اللون.
وقال جرار: إن البلدية تواصلت مع بلديات برقين وكفر دان وعرابة لإرسال مركبات لنقل العائلات وتأمينها، بعد منع قوات الاحتلال طواقم بلدية جنين من الحركة.
وأشار، إلى أن نحو 600 مواطن علقوا داخل مستشفى جنين الحكومي مع بدء العدوان، قبل أن يسمح لهم جنود الاحتلال صباحاً بالمغادرة بعد إغلاق مداخل المستشفى بالسواتر الترابية.
من جهته، قال المواطن عبد الله محمود، إن جنود الاحتلال طالبوا أهالي المخيم الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و50 عاماً بالتجمع على شكل مجموعات، بينما أجبروا من تزيد أعمارهم على 50 عاماً إلى جانب الأطفال والنساء على مغادرة المخيم باتجاه منطقة وادي برقين، وسط تهديدات بإطلاق النار على كل من يخالف التعليمات.
وأكد محمود لـ"الأيام" أن صاروخاً أطلقته طائرة إسرائيلية مسيرة سقط على بعد أمتار قليلة منه داخل المخيم، فأصيب مواطنون بالشظايا، أما هو فنجا من موت كان محققاً.
وأكد، أن الأوضاع داخل المخيم مرعبة، حيث تتأهب عشرات الجرافات الضخمة لتنفيذ أكبر عملية اجتياح للمخيم، وسط تهديدات بمسح مربعات سكنية من على وجه الأرض.
بينما أكد شهود عيان أن قوات الاحتلال استولت على عدد من المنازل في المخيم وحولتها إلى ثكنات عسكرية.
من جهته، قال مدير مستشفى جنين الحكومي الدكتور وسام بكر، إن قوات الاحتلال جرفت الشارع الرئيس أمام مدخل المستشفى وأغلقت مداخله بالسواتر الترابية، محذراً من تداعيات هذا الإغلاق على استقبال المرضى.
بينما أكد مدير مستشفى "الرازي" الدكتور فواز حماد، أن المستشفى يواجه صعوبات كبيرة في استقبال الحالات المرضية والمصابين في ظل تعمد جرافات الاحتلال تدمير الطرق المحيطة به.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف