لم تكمل الشهيدة اليتيمة الطفلة ليلى محمد أيمن الخطيب "عامان ونصف العام"، من قرية مثلث الشهداء جنوب جنين، تناول وجبة عشائها وهي تجلس في حضن والدتها، مساء أول من أمس، عندما أصابها جيش الاحتلال بعيار ناري قاتل في مؤخرة رأسها، فيما أصيبت والدتها وخالتها بالرصاص الذي كاد يودي بحياة ثمانية أطفال آخرين من عائلة الشهيدة.
"Sorry".. كانت هذه الكلمة الوحيدة من قبل الضابط الإسرائيلي المسؤول عن قوات الاحتلال عندما وقف عاجزا أمام غضب جد الشهيدة والذي كان يحمل حفيدته بين يديه ويصرخ بأعلى صوته على جنود الاحتلال ممن كادوا يرتكبون مجزرة بحق أفراد عائلته.
وقال جد الشهيدة الخطيب والتي توفي والدها قبل نحو عامين، إن قوات إسرائيلية خاصة من وحدات "المستعربين"، حاصرت منزلا مجاورا لمنزله، وكانت حفيدته في الطابق السفلي من المنزل إلى جانب أطفال من أقاربها، قبل أن يطلق قناصة الاحتلال النار تجاه المنزل بشكل مباشر.
وبينما كان الأطفال يتجمعون داخل إحدى غرف المنزل، اخترقت عدة رصاصات متفجرة أطلقها قناصة الاحتلال نوافذ المنزل، فأصابت إحداها الطفلة الخطيب في مؤخرة رأسها، فيما أصيبت والدتها بالرصاص في كتفها وخالتها بخاصرتها.
ومضى المواطن بسام درويش، جد الطفلة الشهيدة، إن ابنته أصيبت بصدمة كبيرة بعد إصابة طفلتها وإصابتها، فغابت عن الوعي، عندما شاهدت الدماء تغطي رأس طفلتها الوحيدة، مؤكدا أن جيش الاحتلال لم ينذر سكان المنزل بإخلائه.
وروى جد الشهيدة الطفلة الخطيب، لحظات إعدام جنود الاحتلال حفيدته أمام ناظريه، وبين أحضان العائلة.
وقال درويش، إنه فوجئ بإطلاق قوات الاحتلال النار بشكل كثيف نحو المنزل، ما أدى إلى إصابة حفيدته برصاصة في مؤخرة رأسها، أدت إلى استشهادها.
وتابع، "كنا نتعشى أنا وبناتي وزوجتي وحفيدتي ليلى، وتفاجأنا بصوت إطلاق الرصاص مباشرة علينا، نزلنا على الأرض للاحتماء، لكن سمعت صوت بناتي يصرخن بعد ما تصاوبت ليلى برصاصة في رأسها، ونزل الدم منها".
ومضى، "صرخت على الجنود إنكم قتلتوا البنت، ولكنهم اقتحموا المنزل وعاثوا فيه وكسروه، ورد علي الضابط المسؤول عن القوة بالقول (Sorry)، وما لحقت أسعف ليلى لأنها استشهدت مباشرة".
وأكد درويش، عدم وجود أي خطر على الجنود أو أي اشتباكات مسلحة في المكان، وأن ما جرى هو عملية إعدام بدم بارد لطفلة وحيدة أمها، توفي والدها قبل عامين وكان عمرها في حينه ستة شهور.
أما جدة الطفلة الشهيدة الخطيب، فتحدثت بحزن عميق عن استشهاد حفيدتها التي كانت تملأ فراغ المنزل بألعابها البريئة في منزل جدها.
وتابعت الجدة، إن ليلى لم تنتهِ من تناول وجبة العشاء الأخيرة وهي في حضن والدتها، عندما أصابها رصاص الاحتلال في رأسها بمقتل، وأصيبت الأم برصاصة في الكتف وخالة الشهيدة برصاصة في الخاصرة.
وفي تلك اللحظات، قالت الجدة، إنها كانت برفقة زوجها في الغرفة المجاورة، عندما كان المنزل هدفا لإطلاق نار كثيف من قبل قوات الاحتلال، فتوجها على الفور إلى الغرفة المجاورة، وكان الجميع منبطحين على الأرض يحاولون الاحتماء من الرصاص الذي كان يضرب في كل مكان بالمنزل، وكاد يتسبب بمجزرة بحق ثمانية أطفال من أحفادها كانوا يتجمعون داخل غرفة واحدة هربا من الرصاص.
وأضافت الجدة، إن القناص أطلق النار بشكل مباشر ما أدى إلى إصابة حفيدتها برأسها واستشهادها، إلى جانب إصابة كريمتيها بالرصاص.
وأوضح عم الطفلة الشهيدة، أن شقيقه الآخر حمل الطفلة لإسعافها، إلا أن قوات الاحتلال اعتقلته فورا وأخضعته للتحقيق الميداني، ومنعت طواقم الإسعاف من الاقتراب من المكان.
وقال المواطن محمد عصعوص، إن الطفلة الخطيب أصيبت داخل بيتها، وأصيبت المواطنة نانسي أكرم عصعوص (21 عاما)، في يدها وبشظايا الرصاص في رأسها، ما أدى إلى إجهاض جنينها.
وأشار عصعوص، إلى أن الطفلة الشهيدة يتيمة، حيث توفي والدها المهندس الشاب من بلدة عتيل في محافظة طولكرم، إثر إصابته بصعقة كهربائية أثناء عمله في أيلول العام 2022، ولم تكن تتجاوز من العمر عدة شهور، ما دفع والدتها تيماء بسام عصعوص للإقامة مع عائلتها في قريتها، برفقة طفلتها الوحيدة واليتيمة.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف