استشهد، أمس، شاب ومواطنتان، إحداهما حامل في شهرها الثامن متأثرةً بجروحها في مخيم نور شمس، في وقت واصل فيه جيش الاحتلال إجبار مئات المواطنين على النزوح عن منازلهم في مخيمات الفارعة ونور شمس وطولكرم، وسط عمليات هدم وتجريف، وحملات تمشيط واعتقال واسعة، بينما كشف صحافيون تمكنوا من التسلل إلى مخيم جنين أن غالبية بيوته قد سويت بالأرض.
ففي ساعات مساء أمس، استشهد الشاب إياس عدلي فخري الأخرس (20 عاماً) في مخيم نور شمس برصاص قوات الاحتلال.
وأمس، أعلنت وزارة الصحة عن استشهاد المواطنة رهف فؤاد عبد الله الأشقر (21 عاماً)، جراء استهدافها برصاص الاحتلال، في مخيم نور شمس، علاوة على استشهاد المواطنة سندس جمال محمد شلبي (23 عاماً)، الحامل في شهرها الثامن، متأثرة بجروح أصيبت بها في اليوم الأول من العدوان على المخيم نفسه.

وأفاد شهود عيان بأن الأشقر أصيبت برصاص الاحتلال في مخيم نور شمس، ما أدى إلى استشهادها على الفور، كما أصيب والدها بعيار ناري في القدم.
بينما أوضحت مصادر محلية أن جنود الاحتلال كانوا قد استهدفوا في اليوم الأول من العدوان مركبة كانت تستقلها المواطنة شلبي وزوجها في منطقة جبل الصالحين في المخيم، أثناء محاولتهما مغادرة منزلهما واللجوء إلى مكان آمن، ما أدى إلى إصابتهما بجروح خطيرة، إلى أن أُعلن عن استشهاد شلبي متأثرة بجروحها، أمس، فيما لا يزال زوجها يتلقى العلاج في المستشفى نظراً لخطورة إصابته.
في الإطار، ذكرت جمعية الهلال الأحمر أن طواقمها تمكنت من نقل ثلاثة مصابين برصاص الاحتلال من مخيم نور شمس، أحدهم طفل يبلغ من العمر 14 عاماً.
فقد دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى مخيم نور شمس الذي فرضت عليه حصاراً مشدداً وأغلقت جميع مداخله الرئيسة والفرعية، ونشرت المئات من الجنود المشاة في أزقته، وواصلت شن عمليات دهم وتفتيش واسعة طالت عشرات المنازل.
وأجبرت عشرات العائلات على النزوح من منازلها، وحولتها إلى ثكنات عسكرية، وتحديداً في حارات "جبل النصر"، و"الصالحين"، و"المنشية"، قبل أن تستهدف بالرصاص وقنابل الصوت النازحين وسط دوي انفجارات قوية.
وشنت حملة اعتقالات طالت عشرات الشبان بعد دهم وتفتيش منازلهم في حارة "المدارس" تحديداً، فيما أخضعت آخرين لتحقيق ميداني، واستخدمت عدداً منهم كدروع بشرية.
وجرفت قوات الاحتلال العديد من شوارع المخيم، ودمرت مزيداً من البُنى التحتية بما في ذلك خطوط مياه في حارة جبل النصر، فيما استهدفت محال تجارية ومنازل وأحرقت منزلاً على الشارع الرئيس في المخيم.
وفي مخيم طولكرم، دفعت قوات الاحتلال بأعداد كبيرة من الجنود المشاة إلى أزقة المخيم الذي دمرت وأحرقت وجرفت عدداً من منازله وأجبرت مئات العائلات على إخلاء مساكنها والنزوح من المخيم.
وشنت حملات دهم وتفتيش طالت منازل المخيم التي أصبحت في معظمها خالية من السكان، بعد أن أجبر الاحتلال أصحابها ومعظم عائلات المخيم على النزوح منه قسراً.
وانتشرت قوات المشاة على امتداد شارع نابلس المحاذي لمداخل المخيم وسط أعمال تمشيط وتفتيش في الأراضي الزراعية وبين المنازل والمنشآت، في الوقت الذي استولت فيه على مبنى سكني في المنطقة وحولته إلى ثكنة عسكرية.
وفي مدينة طولكرم، شددت قوات الاحتلال من إجراءاتها على الحي الشرقي، ودهمت العشرات من المنازل وتحديداً في حارات دياب والمسلخ والمقاطعة، وفتشتها وخربت محتوياتها ودققت في هويات سكانها، واستولت على تسجيلات كاميرات مراقبة خاصة بها.
وواصلت حصارها لمستشفى الشهيد الدكتور ثابت ثابت الحكومي في المدينة، وعرقلت حركة مركبات الإسعاف والطواقم الطبية، مع استمرار الاحتلال في الاستيلاء على المباني التجارية المحيطة بالمستشفى.
وفي محافظة جنين، واصلت قوات الاحتلال عدوانها غير المسبوق على المخيم، الذي تمكن عدد من الصحافيين من الدخول إليه مستغلين وقت استبدال المناوبات في صفوف جيش الاحتلال.
وحلّقت طائرات الاحتلال المسيّرة على مدار الساعة في سماء مخيم جنين، وألقى بعضها قنابل في ساحة المخيم، في وقت واصلت فيه آليات الاحتلال حصار المستشفى الحكومي في المدينة.
وقال صحافيون: إنهم فوجئوا من حجم الدمار الهائل والخراب الكبير الذي حل بالمنازل والشوارع في المخيم، مشيرين إلى أن عشرات البيوت سويت بالأرض بشكل كامل، وسط دمار كبير بالشوارع ومرافق البنية التحتية وتغيير تضاريس المخيم ومعالمه.
ورصد صحافيون محاولات بعض أهالي المخيم الوصول إلى منازلهم للحصول على بعض الملابس والمستلزمات الضرورية والأغطية، بعد أن نزحوا من داخل المخيم قسراً بملابسهم، قبل أن يحتجز جنود الاحتلال الصحافيين ويستجوبوهم.
وفي مخيم الفارعة جنوب طوباس، دفعت قوات الاحتلال بمزيد من التعزيزات العسكرية إلى المخيم في اليوم التاسع من العدوان المتواصل عليه، وأجبرت عشرات العائلات على النزوح من مساكنها تحت تهديد السلاح، وواصلت تدمير الشوارع ومرافق البنية التحتية وممتلكات المواطنين.
وفي سياق متصل، اقتحمت قوات الاحتلال مدينة طوباس، ودهمت منزل عائلة الشهيد محمد دراغمة منفذ عملية تياسير الأخيرة، إلى جانب منزل شقيقه كمال، وقامت بأخذ قياسات المنزلين وعبثت بمحتوياتهما، وتعمدت إلحاق أضرار مادية كبيرة فيهما، واعتدت بالضرب على والد الشهيد، ما استدعى نقله إلى المستشفى.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف