أثنى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب القاضية بنقل الفلسطينيين من غزة وتولي الولايات المتحدة السيطرة على القطاع المدمر، مؤكداً استعداد إسرائيل لـ"إنجاز المهمة".
وفي مقابلة بثتها شبكة "فوكس نيوز" الأميركية، ليل أول من أمس، فيما كان يختتم زيارته إلى واشنطن، دافع نتنياهو عن مقترح ترامب الذي أثار موجة تنديد واستنكار عبر الشرق الأوسط والعالم.
وقال: "أعتقد أن اقتراح الرئيس ترامب هو أول فكرة جديدة منذ سنوات، وله القدرة على تغيير كل شيء في غزة"، معتبراً أنه يعبر عن "مقاربة صحيحة" لمستقبل القطاع الفلسطيني.
وتابع: "كل ما قاله ترامب هو: أريد أن أفتح الباب وأمنحهم خيار الانتقال إلى موقع آخر مؤقتاً ريثما نعيد بناء المكان عملياً".
وأضاف: إن ترامب "لم يقل إطلاقاً إنه يريد أن تقوم قوات أميركية بالعمل"، مؤكداً: "سننجز نحن المهمة".
احتلت إسرائيل قطاع غزة في العام 1967 وحتى العام 2005، عندما انسحبت منه من جانب واحد، وأجلت منه آلاف المستوطنين، بعضهم بالقوة.
وطرح ترامب الأسبوع الماضي، خلال استقباله نتنياهو في البيت الأبيض، فكرة أن تسيطر الولايات المتحدة على قطاع غزة بهدف إعادة إعماره وتطويره اقتصادياً بعد أن يتم ترحيل سكانه الفلسطينيين إلى مصر والأردن اللتين سارعتا إلى رفض هذه الفكرة، على غرار ما فعل الفلسطينيون أنفسهم ودول عدة حول العالم.
وقال نتنياهو: إن خطة ترامب تشكل قطيعة مع "الوضع المماثل الذي يتكرر على الدوام: نخرج، يحتل هؤلاء الإرهابيون غزة من جديد ويستخدمونها قاعدة لمهاجمة إسرائيل. هذا لا يقود إلى أي شيء".
وتابع: "أعتقد أن علينا متابعة" هذا المقترح، معتبراً أن "المشكلة الحقيقية" تكمن في إيجاد بلد يوافق على استقبال المرحّلين من غزة.
واشترط من أجل السماح للفلسطينيين بالعودة بعد ذلك إلى قطاع غزة أن "ينبذوا الإرهاب".
وحرك مقترح ترامب ذكريات النكبة الفلسطينية التي تلت إعلان دولة إسرائيل العام 1948.
وقال نتنياهو: "الكل يصف قطاع غزة بأنه أكبر سجن في الهواء الطلق في العالم. أتعرفون لماذا؟ لأنه لا يسمح لهم بالرحيل"، ملقياً المسؤولية على "جارتهم مصر".
وأضاف: "أخرجوا السكان واسمحوا لهم بالمغادرة. لا ترحيل قسرياً ولا تطهير عرقياً، فقط أخرجوا الناس مما أجمعت كل البلدان وكل فاعلي الخير على وصفه بسجن في الهواء الطلق. لماذا تبقونهم في السجن؟".
وتابع نتنياهو: إن اتفاق التطبيع مع الرياض "سيكون ممكناً عندما نُنجز التغيير في الشرق الأوسط"، موضحاً أن ذلك يتطلب "ضرب المحور الإيراني أكثر مما فعلنا حتى الآن، والتأكد من أن إيران لن تمتلك سلاحاً نووياً، والقضاء على حماس".
وأضاف: "حينها ستكون الأرضية مهيأة لاتفاق جديد مع السعودية ودول أخرى في العالم الإسلامي".
وعندما سُئل عن أهمية القضية الفلسطينية بالنسبة للسعودية، رد نتنياهو قائلاً: "لقد حققنا 'اتفاقيات أبراهام' لأننا تجاوزنا الفلسطينيين. الفلسطينيون، سواء حماس أو منافسوهم في السلطة الفلسطينية، يريدون رؤية نهاية إسرائيل". واستشهد بتصريح سابق لترامب قال فيه: إن "إسرائيل صغيرة جداً"، مضيفاً: "الرئيس أصاب الهدف تماماً، فهو على حق. لا يمكن أن نصبح أصغر، ولن يكون هنا كيان ملتزم بتدميرنا".
وقال نتنياهو: "بعد 7 أكتوبر، بعد المجزرة، انتهى ذلك. لن نسمح لذلك بأن يتكرر. لن يقول أحد 'فقط أعطوهم دولة فلسطينية'. كانت لديهم واحدة، إنها غزة تحت حكم حماس. كانت دولة فلسطينية. ماذا حدث لها؟ حوّلوها إلى منصة انطلاق لمحاولة تدميرنا".
وفيما يخص مفاوضات تبادل الأسرى، جدد نتنياهو اتهامه لـ"حماس" بأنها الجهة الوحيدة المسؤولة عن تعطيل المفاوضات وتأخير التوصل إلى اتفاق، وزعم أن الحركة "أصرت على شروط لم تكن أي حكومة عاقلة لتقبل بها". كما نفى التقارير التي تحدثت عن أن المبعوث الأميركي للمفاوضات، ستيف ويتكوف، هو من دفعه للموافقة على الصفقة، واصفاً هذه الادعاءات بأنها "أكاذيب".

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف