يعيش قطاع غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه الحديث، مع استمرار إسرائيل في إغلاق المعابر، ومنع دخول المساعدات لليوم السابع على التوالي، ما يهدد بمجاعة حقيقية، وانهيار كامل للقطاع الصحي.
ويواجه نحو 4ر2 مليون مواطن في قطاع غزة أوضاعاً كارثية، وسط نقص حاد في الغذاء والماء والدواء، فيما يعاني 5ر1 مليون نازح من البرد والجوع في ظروف معيشية قاسية، بسبب عدم توفر أدنى مقومات الحياة الإنسانية.
يأتي ذلك نتيجة لإغلاق الاحتلال معبر كرم أبو سالم، المنفذ الوحيد لدخول المساعدات الإنسانية في الثاني من آذار الجاري، وذلك عقب انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.
وحذرت منظمات الإغاثة والأمم المتحدة من أن استمرار منع دخول المساعدات سيؤدي إلى تفاقم الجوع وانتشار الأمراض، ما قد يدفع غزة إلى حافة الكارثة الإنسانية.
وشهد قطاع غزة خلال فترة التهدئة التي دخلت حيز التنفيذ في الـ19 من كانون الثاني الماضي، وانتهت مطلع آذار الجاري، زيادة ملحوظة في تدفق المساعدات، حيث دخلت إلى قطاع غزة آلاف الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية.
وأفادت مصادر محلية بأن العدد الإجمالي للشاحنات التي دخلت قطاع غزة منذ بداية التهدئة بلغ 7926 شاحنة حتى أواخر شباط الماضي. ومع ذلك لم تكفِ الكميات التي دخلت إلى القطاع احتياجات السكان، حسب تقديرات صادرة عن منظمات وهيئات إغاثة عربية وأممية عاملة في القطاع.
وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن استمرار إغلاق المعابر قد يؤدي إلى توقف المستشفيات والمرافق الصحية عن العمل بسبب نفاد الوقود، ما يعرض حياة آلاف المرضى والجرحى للخطر.
في الوقت ذاته، تعجز طواقم الإنقاذ عن انتشال أكثر من 10 آلاف جثمان لا تزال تحت الأنقاض بسبب القيود المفروضة على دخول المعدات اللازمة.
ودعا المكتب الإعلامي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإنهاء هذا الحصار القاتل.
في ظل هذا الوضع المأساوي، تتجلى أهمية استمرار حشد كل الطاقات من المانحين ومواصلة حملات الإغاثة الإنسانية، خاصة تلك التي كان لها دور ذات تأثير كبير في تخفيف معاناة السكان، مثل عملية "الفارس الشهم 3"، التي بدأت في تشرين الثاني 2023، وهي الحملة التي تولتها الإمارات ولا تزال مستمرة، ويحذر المسؤولون على هذه الحملة وغيرها من صعوبة إدخال المساعدات بسبب إغلاق المعابر.
كانت هذه الحملة "الفارس الشهم" نجحت في إرسال سبع سفن إغاثية، تحمل كل منها 5000 طن من المساعدات، شملت طروداً غذائية، وأدوية، وخياماً، واحتياجات للأطفال والنساء.
ودعمت 40 "تكية" في غزة، وأسهمت في إعادة تأهيل شبكات المياه ومعالجة الصرف الصحي، ووفق المؤشرات فإن لدى القائمين على الحملة خططاً مستقبلية لإدخال كميات أكبر من الخيام و"الكرفانات"، إلى جانب قوافل ضخمة من المساعدات بمجرد فتح المعابر أو إتمام اتفاق وقف إطلاق النار.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف