قتلت قوات الاحتلال أربعة مواطنين بينهم امرأة في مدينة جنين، أمس، وسط تصعيد العدوان المتواصل على المدينة ومخيمها لليوم الواحد والخمسين على التوالي، تزامنا مع استمرار عدوان جيش الاحتلال على مدينة طولكرم ومخيميها، والدفع بمزيد من التعزيزات العسكرية وهدم وإحراق المزيد من المنازل.
وأفادت وزارة الصحة في بيان، بأن الهيئة العامة للشؤون المدنية، أبلغتها باستشهاد أربعة مواطنين برصاص الاحتلال، وهم شابان وامرأة في الحي الشرقي من مدينة جنين، وشاب ثالث في حي "خلة الصوحة" الملاصق لمخيم جنين.
وفق مصادر محلية، فإن شهداء الحي الشرقي هم المواطنة فايزة إبراهيم أبو غالي (58 عاما)، والشاب إسماعيل أمجد أبو غالي في العشرينيات من عمره، وشاب ثالث مجهول الهوية، في حين ما زالت هوية الشهيد الرابع في "خلة الصوحة" غير معروفة.
وقالت جمعية الهلال الأحمر، إن طواقمها تسلمت جثمان الشهيدة أبو غالي من قبل قوات الاحتلال على حاجز "الجلمة" العسكري شمال جنين، ونقلت الجثمان إلى مستشفى الشهيد خليل سليمان الحكومي في المدينة، بينما احتجز الاحتلال جثامين الشهداء الثلاثة الآخرين.
وقال شهود عيان لـ"الأيام"، إن قوات إسرائيلية خاصة من وحدات "المستعربين" تسللت إلى الحي الشرقي من المدينة وتمركزت في محيط أحد المنازل، بالتزامن مع محاصرة جنود الاحتلال موقعا وبركسا على شارع جنين - حيفا غرب المدينة، واقتحام حي خلة الصوحة وإخلاء بناية "الأديب" السكنية، بعد إجبار سكانها على الخروج وإبراز بطاقاتهم الشخصية، واحتجازهم وإخضاعهم للتحقيق الميداني، قبل أن تدهم الشقق السكنية وتحطم محتوياتها.
وأفاد شهود العيان، بأن قوات كبيرة من جيش الاحتلال معززة بالآليات العسكرية ترافقها جرافات، بدأت باقتحام الحي الشرقي بعد انكشاف عملية تسلل الوحدات الخاصة، وسط اندلاع اشتباكات مسلحة في عدة مواقع.
وذكر الشهود، أن قوات الاحتلال حاصرت المنزل المستهدف الذي استهدفته بقذيفة "أنيرجا" مع وابل كثيف من الرصاص، ما أدى إلى اشتعال النار فيه وإلحاق أضرار مادية كبيرة فيه، فيما أصيب شاب ومنع جنود الاحتلال طواقم الإسعاف من الوصول إليه لإسعافه.
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، صورا ومقاطع فيديو لجرافة عسكرية تابعة لجيش الاحتلال تضع جثمان شهيد على مقدمتها وتنقله إلى جهة مجهولة، بعد أن أخرجه جنود الاحتلال من داخل المنزل المستهدف والتنكيل به، إلى جانب شهيد آخر مجهول الهوية.
وأكدت مصادر عائلية، أن الجثمان الذي نكلت به قوات الاحتلال ووضعته على مقدمة الجرافة العسكرية يعود للشهيد إسماعيل أمجد أبو غالي من الحي الشرقي، الذي قال والده، إن جنود الاحتلال أطلقوا الرصاص عليه بدون أي مبرر، وتركوه ملقى على الأرض ينزف حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.
وأفادت جمعية الهلال الأحمر، بأن قوات الاحتلال منعت طواقم الإسعاف التابعة لها من الوصول إلى عدد من المصابين في الحي الشرقي أيضا، بعد أن حاصرت منزلا وأطلقت عليه قذائف "أنيرجا"، من بينهم شاب أصيب بشظايا الرصاص.
كما حاصرت قوات الاحتلال بناية سكنية في حي "خلة الصوحة" الملاصق لمخيم جنين في الجهة الشرقية منه، وطالبت السكان فيها عبر مكبرات الصوت بإخلائها، وسط إطلاق كثيف للرصاص.
وقال الشهود، إن جنود الاحتلال أجبروا جميع القاطنين في عمارة "الأديب" المستهدفة، على الخروج منها، واحتجزوهم في الشارع، وأخضعوا الشبان منهم للاستجواب الميداني.
ووثق نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو لجنود الاحتلال وهم ينقلون جثمان شهيد مجهول الهوية إلى إحدى الآليات العسكرية، بعد وضعه داخل كيس أسود اللون.
وفي المنطقة الغربية من المدينة، حاصرت قوات الاحتلال بركسا زراعيا قرب قاعة "لافندر" في شارع جنين - حيفا، وطالبت عددا من الشبان بمغادرته، وأطلقت قذائف الـ "أنيرجا" باتجاهه، ما أدى إلى اشتعال النيران فيه.
كما اقتحمت قوات الاحتلال، بلدة قباطية جنوب جنين معززة بعدد كبير من الآليات العسكرية، وسط إطلاق كثيف للرصاص، وحاصرت منزلا وطالبت سكانه بالخروج منه رافعين أيديهم، وإبراز بطاقاتهم الشخصية.
وفي محافظة طولكرم، واصلت قوات الاحتلال عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الخامس والأربعين، وعلى مخيم نور شمس شرقا لليوم الثاني والثلاثين، وسط تصعيد عسكري كبير.
وقالت مصادر محلية، إن قوات الاحتلال دفعت بتعزيزات عسكرية باتجاه المدينة ومخيميها، ونشرت فرق المشاة في حارات المخيمين ومحيطهما، وسط إطلاق للرصاص الحي والقنابل الصوتية لترويع المواطنين.
وأضافت، إن قوات الاحتلال بآلياتها وجرافاتها الثقيلة، عززت وجودها العسكري أمام المنازل التي تستولي عليها في شارع نابلس الذي يربط بين مخيمي طولكرم ونور شمس، وحولتها إلى ثكنات عسكرية، وأقامت حواجز متنقلة لتقييد حركة المواطنين.
وصعدت قوات الاحتلال عملياتها العسكرية في مخيم طولكرم، حيث كثفت دورياتها الراجلة في حاراته كافة، بما فيها حارتا المربعة والخدمات، وسط مداهمات واسعة للمنازل والمحلات التجارية بعد خلع أبوابها وتفجيرها، وتخريب محتوياتها.
وفي مخيم نور شمس، واصلت قوات الاحتلال حصارها المطبق عليه، مترافقا مع عمليات اقتحام واسعة للمنازل، وتعمدت تخريب محتوياتها بعد تفتيشها، وإخضاع سكانها للاستجواب تحت التهديد.
كما واصلت تلك القوات، تحويل منزل المواطن عدنان الملك في منطقة جبل النصر بمخيم نور شمس إلى ثكنة عسكرية، حيث استولت عليه بالكامل، وأجبرت صاحبه على تزويد الجنود بالمياه.
وأفادت المصادر، بسماع أصوات إطلاق نار كثيف داخل المخيم، فيما أطلقت قوات الاحتلال قنابل ضوئية بكثافة فوق حارة جبل النصر خلال ساعات الليل، وتزامن ذلك مع التدمير الذي ألحقته جرافاتها بالبنية التحتية وهدم المنازل في حارة المنشية بشكل كامل، الذي طال أكثر من 28 منزلا ضمن مخططها لشق طرق وتغيير المعالم الجغرافية للمخيم.
ودهمت قوات الاحتلال عددا من المنازل في حي إسكان الموظفين في ضاحية إكتابا شرق طولكرم، وتحديدا المقابلة لمخيم نور شمس، وفتشتها وخرّبت محتوياتها، وأخضعت سكانها للتحقيق الميداني لساعات، وعرف من أصحابها، المواطنون سامر اللداوي، وتيسير جابر، ومنير ذياب، وعائلتي الحضيري والعسس.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف