لم تدم فرحة نساء محافظتي غزة والشمال بالتخلص من استخدام مواقد النار والحطب في الطهي طويلاً، إذ عادت النساء للاعتماد عليها بعد وقف الاحتلال إمداد قطاع غزة بغاز الطهي، منذ عشرة أيام.
وحظيت محافظتا غزة والشمال بدخول كميات قليلة من غاز الطهي بعد سريان التهدئة، ولمدة شهر فقط، قبل أن تقدم قوات الاحتلال على إغلاق جميع معابر القطاع، ووقف إدخال كافة المساعدات والمواد المختلفة.
وحصلت معظم أسر المحافظتين على حصة غاز بلغت ثمانية كيلو غرامات للمرة الأولى منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، في السابع من تشرين الأول 2023، ما دفع هذه الأسر إلى التخلص من مواقد الحطب التي أدت إلى انتشار الأمراض التنفسية، وأمراض العيون والجيوب الأنفية بين النساء والسكان، ولكن سرعان ما عادت هذه الأسر إلى هذه المواقد والطريقة البدائية بعد نفاد الغاز.
وأبدى العديد من النساء خلال أحاديث منفصلة مع "الأيام" استياءهن الشديد من توقف إمدادات الغاز، والعودة مرة أخرى إلى الطرق البدائية في الاستخدام المنزلي.
وقالت المواطنة لينا السمرة إنها لم تحظَ بفترة راحة طويلة من الطهي على مواقد الحطب، التي أتعبت صحتها، وتسببت لها بمرض مزمن في الصدر والجيوب الأنفية.
وأضافت السمرة إنها سرعان ما عادت إلى هذه المواقد بعد نفاد كمية الغاز التي استلمتها منذ شهر تقريباً، والتي لم تتجاوز ثمانية كيلو غرامات تحددها الجهات المسؤولة في غزة.
وأوضحت السمرة، في أواخر الثلاثينيات من عمرها، أن العودة للطبخ من خلال مواقد الحطب والبلاستيك صعبة جداً في شهر رمضان.
وسرعان ما ارتفعت أسعار الحطب والبلاستيك بشكل كبير جداً خلال الأيام الأخيرة، بعد تصاعد الطلب على شرائها.
أما المواطنة سمية شحادة فاتهمت الاحتلال بتعمد إلحاق الضرر بنساء غزة من خلال منعه إدخال الغاز للقطاع.
وقالت إن حرمان شمال القطاع من الغاز منذ اليوم الأول للعدوان يعتبر أكبر عقاب يمارسه الاحتلال بحق النساء بسبب الأضرار الصحية الجسيمة التي تعرضن لها.
وأوضحت أنها على صعيدها الشخصي تعاني العديد من الأمراض، خاصة في عينيها والجهاز التنفسي، مؤكدة أنها أصيبت بحالة إحباط شديدة بعد إغلاق الاحتلال للمعابر وتوقف إمدادات الغاز.
ويجد المواطنون صعوبات بالغة في العثور على الحطب الملائم للطبخ، ما دفعهم إلى استخدام البلاستيك المضر جداً بالصحة والبيئة، كما هو الحال مع المواطن محمد فاروق الذي اضطر لشراء عشرين كغم من البلاستيك كبديل عن الحطب المفقود.
وذكر فاروق أنه منذ عدة أيام وقبل نفاد الغاز من منزله حاول شراء كمية من الحطب والخشب، لكنه فشل في ذلك بسبب ارتفاع أسعاره بشكل كبير، وصل إلى ثلاثة أضعاف ما كان عليه قبل إغلاق المعابر.
وأشار إلى أن زوجته لم تفرح كثيراً لتوفر الغاز، الذي جنبها عناء تبعات تواجدها بالقرب من النار لفترات طويلة يومياً.
ولم يخف فاروق قلقه الشديد على صحة زوجته التي تعاني من حساسية مزمنة في الصدر والجهاز التنفسي.
وتعمّد الاحتلال طوال فترة العدوان وحتى الأيام الأولى من التهدئة التي دخلت حيز التنفيذ قبل أكثر من خمسين يوماً، منع إدخال الغاز إلى محافظتي غزة والشمال.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف