صعّدت قوات الاحتلال، أمس، عدوانها المتواصل على محافظات شمال الضفة، حيث هدمت وفجّرت المزيد من المنازل، وأجبرت عشرات العائلات على إخلاء مساكنها في مخيمات جنين وطولكرم ومحيطها، وخلّفت دماراً غير مسبوق في مرافق البنية التحتية والممتلكات العامة والخاصة في بلدة قباطية جنوب جنين، وشنت حملة اعتقالات واسعة النطاق طالت أكثر من 100 مواطن من بلدة عرابة جنوباً.
ففي جنين، صعّد جيش الاحتلال عدوانه على المدينة ومخيمها وعلى عدد من القرى والبلدات، حيث أكدت مصادر محلية أن جيش الاحتلال دفع بمزيد من التعزيزات العسكرية بما فيها المدرعات من نوع "إيتان" إلى المدينة والمخيم.
وهدمت جرافات الاحتلال عدة منازل في حارة السمران بعمق المخيم، في إطار شق مزيد من الشوارع العريضة داخل المخيم الذي يشهد عمليات هدم وتفجير وتجريف للمنازل ومرافق البنية التحتية.
ويحرم عدوان الاحتلال المتواصل الطلبة في مدينة جنين ومخيمها من الوصول إلى مدارسهم. وبحسب مديرية تربية جنين، فإن قرابة 15 ألف طالب وطالبة محرومون من الذهاب إلى مدارسهم في المدينة.
واقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال ترافقها عدة جرافات عسكرية بلدة قباطية جنوب جنين، وأحدثت دماراً هائلاً في البنية التحتية وشوارع البلدة، خاصة عند دوار القدس وشارع المقاهي، فيما دهم الاحتلال بناية سكنية وحولها إلى ثكنة عسكرية، ودمر خط المياه الرئيس.
وقال رئيس بلدية قباطية أحمد زكارنة: إن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة بعد منتصف الليلة قبل الماضية، معززة بعدد كبير من الآليات العسكرية والجرافات الثقيلة، وشرعت بعمليات تجريف واسعة طالت الشوارع والبنية التحتية، بالتزامن مع مداهمة عدد من المنازل وتفتيشها، والتحقيق ميدانياً مع سكانها، ما أسفر عن تدمير واسع للبنية التحتية، بما في ذلك شبكات الطرق والمياه والممتلكات العامة والخاصة.
وشن جيش الاحتلال عملية اقتحام واسعة النطاق لبلدة عرابة، حيث نشر فرق المشاة في شوارعها ووسط أحيائها، ودهم ديوان العارضة وسط البلدة، بعد أن فجّر بوابته وحوله إلى ثكنة عسكرية ومركز للتحقيق الميداني، واحتجز عشرات المواطنين بداخله وأخضعهم للتحقيق الميداني، وقطع التيار الكهربائي عن عدة أحياء، فيما أطلق جنود الاحتلال الرصاص الحي بشكل عشوائي في شوارع ووسط أحياء البلدة.
وأكد شهود عيان أن قوات الاحتلال نفذت عشرات عمليات الاعتقال، ونقلت المعتقلين إلى ديوان آل العارضة، حيث خضعوا للتحقيق الميداني، والذي تركز حول ملقي الحجارة والعبوات الناسفة محلية الصنع باتجاه جنود وآليات الاحتلال.
وأفرجت قوات الاحتلال عن عدد من المعتقلين، وقامت بتعليق لافتة على ديوان العارضة كتبت عليها عبارة "هنا مكتب ضابط المخابرات الإسرائيلية للمنطقة".
كما اقتحمت قوات الاحتلال محيط قرية مثلث الشهداء جنوب جنين، حيث أصابت شاباً بالرصاص الحي في يده، بمحيط دوار الشهداء.
وواصلت قوات الاحتلال عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم السادس والأربعين، ولليوم الثالث والثلاثين على مخيم نور شمس شرقاً.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال أجبرت عدة عائلات في حارة جبل النصر بمخيم نور شمس على مغادرة منازلها بالقوة بعد دهمها، وسط إطلاق نار مكثف لترويع السكان، في الوقت الذي حولت فيه منازل أخرى لثكنات عسكرية، ونشرت الدوريات الراجلة في محيط المخيم، في حين قامت جرافاتها بتجريف آخر لشارع نابلس المحاذي لمدخله، وتدمير البنية التحتية وممتلكات المواطنين.
وشهد مخيم طولكرم تواجداً مكثفاً للآليات العسكرية وفرق المشاة التي أقدمت، في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية، على حرق منازل بمنطقة دبة أم جوهر في حارة البلاونة، مع سماع دوي انفجارات، تزامناً مع إطلاق نار كثيف، فيما شرعت جرافات الاحتلال بعمليات تجريف في عدة مناطق، شملت حارتَي الوكالة والحمام واستهدفت المحال والمنازل والبنية التحتية.
وأفاد شهود عيان بأن جنود الاحتلال يقومون بسرقة محال تجارية في مخيم طولكرم، بعد تجريف أبوابها، وتخريب محتوياتها، كما أقدموا على مطاردة المواطنين ممن حاولوا الوصول إلى منازلهم، وإجبارهم على خلع ملابسهم، والتنكيل بهم، تحت تهديد السلاح.
كما انتشرت آليات الاحتلال، بعد منتصف الليلة قبل الماضية، في شوارع وأحياء المدينة، وشملت الحي الجنوبي، وشارع مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي، وشارع نابلس وضواحي ذنابة شويكة وارتاح وإكتابا والعزب.
وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اعتقلت أحمد رأفت علي زايط من شويكة، ومهاب العطار من عزبة الجراد، وعبد الرحمن عودة من ضاحية ذنابة، بعد مداهمة منازلهم وتخريب محتوياتها.
كما اقتحمت آليات الاحتلال ساحة النادي الثقافي الرياضي في الحي الشمالي للمدينة، الذي يؤوي نازحين من مخيمَي طولكرم ونور شمس، وتمركزت على بوابته، ومحيطه، دون أن يبلغ عن اعتقالات.
وشهدت ضاحية إكتابا تفتيشاً للمركبات من قبل جنود الاحتلال، وتحديداً في حي إسكان الموظفين المقابل لمخيم نور شمس، وسط عمليات تنكيل بالركاب، وإخضاعهم للتحقيق الميداني.
وعززت قوات الاحتلال بآلياتها وجرافاتها الثقيلة من وجودها العسكري أمام المنازل التي تستولي عليها في شارع نابلس الذي يربط بين مخيمَي طولكرم ونور شمس، وحولتها لثكنات عسكرية، وأقامت حواجز متنقلة لتقييد حركة تنقل المواطنين.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف