"لا تمهل بحرية الاحتلال، الصيادين الذين يمارسون أعمال صيد بدائية في بحر غزة، أي وقت قبل أن تقوم باستهدافهم بشكل مباشر بإطلاق النار"، هكذا قال الصياد معاذ أبور ريالة (30 عاماً) وهو يتحدث عن أشكال المعاناة التي يواجهها الصيادون في قطاع غزة.
ويقوم عدد قليل ممن عملوا بمهنة الصيد قبل العدوان، بأعمال صيد بدائية على مسافة لا تتعدى 300 متر من اليابسة، بحثاً عن أي كمية ولو قليلة من الأسماك، في ظل الحصار المفروض على قطاع غزة.
وقال "أبو ريالة" من مخيم الشاطئ، إنه يتوجه إلى البحر عندما يراقب حركة زوارق الاحتلال الحربية ويتأكد أنها بعيدة نسبياً، لكنه قد يتراجع عن ذلك فور قيام هذه الزوارق بإطلاق نار باتجاهه أو باتجاه بعض الصيادين في المساحة البحرية المقابلة.
وغالباً تمتنع بحرية الاحتلال عن إطلاق تحذيرات للصيادين فتقوم باستهدافهم بأعيرة نارية ثقيلة.
وأعلنت مصادر طبية عن استشهاد أحد هؤلاء الصيادين في المساحة البحرية المقابلة لمدينة دير البلح وسط القطاع، كما أصابت آخرين في محيط ميناء غزة أول من أمس.
وسبق ذلك إصابة الصيادين مصطفى وموفق النحال، وهما يقومان بالصيد عند مسافة عشرات الأمتار من اليابسة في منطقة "السودانية" في بيت لاهيا، شمال القطاع.
ونوه "أبو ريالة" إلى أن الصياد ماهر خليل وهو أحد أقربائه (50 عاماً) قد استشهد قبل شهرين تقريباً وأصيب آخر جراء استهدافه بقصف من أحد الزوارق أثناء مزاولة عمله في البحر.
وأشارت مصادر نقابية إلى أن عدد الشهداء من الصيادين بلغ منذ بداية العدوان على قطاع غزة نحو 150، بينهم 40 فقط استهدفوا أثناء مزاولة عملهم.
وأوضحت المصادر أن من بين خمسة آلاف صياد كانوا على رأس عملهم قبل العدوان في السابع من تشرين الأول 2023، لا يمارس تلك المهنة سوى مئتين فقط، لافتة إلى أن خسائر قطاع الصيد قدرت بنحو 60 مليون دولار.
"مرات بيكون شبان من هواة الصيد الذين يتجمعون عند اليابسة ثم يدخلون بأدواتهم البسيطة عشرات الأمتار، فتقوم الزوارق بإطلاق النار عليهم"، قال الشاب فهد (35 عاماً) المقيم في شقة عند ميناء غزة.
وأضاف: "كل يوم نستيقظ على صوت إطلاق نار وقصف مدفعي صادر من الزوارق الحربية ونتفاجأ بأن الاحتلال يستهدف بضعة شبان يحاولون النزول إلى البحر لممارسة هوايتهم بالصيد".
من جهته، قال المواطن فضل أبو سويرح (46 عاماً) المقيم عند شاطئ البحر في منطقة الزوايدة: "لم تعد حتى أعمال الصيد البسيطة والمتواضعة على شاطئ بحر قطاع غزة آمنة، وباتت تشكل خطراً ليس على حياة الصيادين بل على القاطنين بالقرب من الشاطئ، لاسيما في ساعات الصباح والمساء".
وأضاف: "يومياً نشاهد الزوارق وهي تطلق النار بأسلحة ثقيلة على تجمعات المواطنين والصيادين الذين يحاولون صيد كميات قليلة جداً من الأسماك، وبأدوات متواضعة، ودون الولوج إلى البحر إلا قليلاً".
يذكر أن قوات الاحتلال تمنع بتاتاً أعمال الصيد في البحر منذ بداية العدوان، ما تسبب بحرمان آلاف الصيادين من كسب قوتهم، بعدما دمرت غالبية مراكبهم، وأدوات وغرف الصيد الخاصة بهم، والتي كانت متواجدة على طول شاطئ قطاع غزة.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف