"لسه يادوب نمنا بالخيمة بعد سهرة رمضانية عائلية، وفجأة صارت الدنيا مولعة نار وشظايا وأصوات قصف مخيفة جداً".
هكذا وصف المواطن "أبو محمد" في الأربعينيات من عمره من بيت حانون، شمال قطاع غزة، التفاصيل الأولى لاستئناف الحرب على القطاع، بعد مرور شهرين على توقف إطلاق النار.
وقال: "مكنش أمامنا إلا نرحل بسرعة البرق تركنا الخيمة وأواعينا وهربنا مع جموع الناس اللي كانت تنزح من شرق البلدة باتجاه وسطها".
وبدأت من جديد أعمال النزوح والبحث عن مأوى آمن، لمئات الأسر بعدما قررت حكومة الاحتلال استئناف عدوانها على المواطنين في قطاع غزة منتصف الليلة قبل الماضية.
وأشار "أبو محمد" إلى أنه سيقيم خيمة جديدة في الشارع العام وسط البلدة، وسيمنح أطفاله وعائلته قسطاً من النوم والراحة فيها بعد عناء ساعات من الجري والخوف.
وقضت عشرات الأسر النازحة من مناطق "القطبانية" وشارعي بنات وقرمان، اليوم الأول من النزوح في خيام جديدة، وتحت بنايات مقصوفة.
من جهته، قضى المواطن أبو أسعد الأسطل (46 عاماً) ليلته قبل الماضية يقظاً في حراسة أطفاله الذين افترشوا رمال الشاطئ والتحفوا السماء، عقب فرارهم من هول القصف الذي استهدف بعض الخيام في منطقة شرق القرارة جنوب قطاع غزة.
لم يجد أفراد هذه الأسرة مكاناً يؤويهم سوى مساحة صغيرة على رمال شاطئ "القرارة" وسط قطاع غزة، ولم يسعفهم الوقت لإنشاء خيمة جديدة بدل التي تركوها خلفهم وهربوا تحت نيران القصف.
وقال الأسطل: "أكيد الخيمة والملابس انحرقت أو أتلفت بفعل القصف ويبدو أننا سنقضي هنا عدة أيام إلى حين نجد مكاناً أكثر أماناً واستقراراً، وطبعاً سنقيم خيمة ونبدأ الفصل التالي من نزوح جديد".
وسادت حالة من الهلع والخوف أوساط قاطني الخيام الذين عانوا من البرد خلال الليل، وبقوا عند شاطئ البحر حتى بزوغ النهار.
في السياق، شوهدت منذ ساعات الصباح الباكر قوافل النازحين وهي تغادر منطقتي المغراقة والزهراء والتوجه شمال مدينة غزة بحثاً عن الأمان.
قالت مواطنة كانت تمسك بيدها طفلين، إنها هربت من القصف الذي وقع في مكان قريب من مكان سكنها في المغراقة.
وأضافت: "طلعنا قبل السحور من الدار اللي كنا قاعدين فيها وكنا بدنا ننزح باتجاه النصيرات بس هناك كمان كان قصف شديد ومقدرناش نمر وإجينا إلى هنا"، وأكدت أنها لن تعود للمغراقة مرة أخرى، وستبقى في مدينة غزة إلى حين الانتهاء من الحرب نهائياً.
وبدت عوائل أخرى خائفة وهي تسير على قدميها على طريق الرشيد في كلا الاتجاهين. وقال الشاب عماد الدين (28 عاماً) إنه بمجرد سماع صوت القصف قرر العودة إلى مدينة غزة، وعدم المبيت لدى الأصدقاء في دير البلح.
وأضاف: "الغارات الجوية كانت عنيفة جداً على دير البلح، وتوقعت أن الحرب ستبدأ من جديد هناك، لذا قررت العودة إلى مكان سكني في شمال القطاع".
ورغم حالة القلق والتوجس التي ساورت الجميع على الطريق الساحلي، إلا أن الحركة كانت نشطة خوفاً من قيام الاحتلال بتقسيم قطاع غزة.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف