اغتالت قوات إسرائيلية خاصة من وحدات "المستعربين"، فجر أمس، شاباً من مخيم العين غرب نابلس، حيث أعلن جيش الاحتلال وجهاز الأمن العام "الشاباك"، توسيع نطاق عملية "الجدار الحديدي والتي أطلقها الاحتلال في جنين في الواحد والعشرين من كانون الثاني، وشملت مدن ومخيمات جنين وطولكرم وطوباس والفارعة، وصولاً إلى مخيم العين حيث أجبر الاحتلال عشرات العائلات على إخلاء مساكنها بقوة السلاح.
وأبلغت الهيئة العامة للشؤون المدنية، وزارة الصحة باستشهاد الشاب عدي عادل القاطوني "22 عاماً" برصاص جنود الاحتلال، بعد إطلاق وابل من الرصاص على مركبة كانت متوقفة داخل المخيم، ما أدى إلى إصابته واعتقاله، بعد منع طواقم ومركبات الإسعاف من الوصول إليه وتقديم العلاج اللازم له، ليعلن الاحتلال لاحقا عن استشهاده واحتجاز جثمانه.
وأفادت مصادر أمنية، بأن قوات إسرائيلية من وحدات "المستعربين" تسللت إلى مخيم العين بواسطة شاحنة تحمل لوحة التسجيل الفلسطينية، وأطلقت الرصاص الحي صوب مركبة كانت متوقفة داخل المخيم، ما أدى إلى استشهاد القاطوني، والذي كان متواجداً في محيط المركبة المستهدفة.
وأضافت المصادر، إن قوات الاحتلال دفعت بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى المخيم بعد انكشاف عملية تسلل القوات الخاصة، حيث اندلعت مواجهات عنيفة أصيب خلالها ثلاثة مواطنين، أحدهم بالرصاص الحي في البطن واليد وتم اعتقاله وهو فاروق رشيد خالد، وآخر أصيب جراء الاعتداء عليه بالضرب، وثالث جراء سقوطه من مكان مرتفع.
وأشارت، إلى أن قوات الاحتلال اقتحمت عدة منازل، ونشرت فرق القناصة من جنودها فوق أسطحها، قبل أن تشرع بشن عمليات دهم وتفتيش واسعة النطاق اعتقلت خلالها عددا من المواطنين عرف من بينهم جراح عرفات، وأحمد سليم محمود جبريل.
وذكرت المصادر، أن قوات الاحتلال اقتحمت مخيمات بلاطة وعسكر القديم والجديد شرق نابلس حيث دهمت عدة منازل وفتشتها وعبثت بمحتوياتها، واعتقلت كلا من صلاح الجرمي من مخيم بلاطة، وأحمد دعدس عرايشي من مخيم عسكر الجديد، ومن منطقة المساكن الشعبية شرقا المواطنين منتصر العرايشي، وإبراهيم سامر محمد النقيب.
وقال شهود عيان، إن قوات الاحتلال شنت عدوانا عسكريا واسعاً على مخيم العين، وسط عمليات مداهمة واعتقال وتهجير للعائلات، وذلك على غرار ما يجري في مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس.
وقال محافظ نابلس غسان دغلس: "إن العدوان على مخيم العين وتهجير عدد من العائلات، وانتشار القناصة على أسطح البنايات العالية، واعتقال عدد من الشبان، يأتي في إطار الهجمة الشرسة على أبناء شعبنا في أماكن وجوده كافة، واليوم العدوان متركز على مخيم العين، وسبقته اقتحامات موسعة خلال اليومين الماضيين لمخيمات بلاطة وعسكر واعتقال أكثر من ثلاثين مواطنا".
ولفت، إلى أن اقتحام مخيم العين شل العملية التعليمية، خاصة في المنطقة الغربية لمدينة نابلس، لأن المخيم يقع على المدخل الغربي الرئيس لنابلس.
من جهته، قال الناشط عمار خالد من مخيم العين، إن الاحتلال أجبر أكثر من عشر عائلات على مغادرة منازلها، ما دفعها إلى اللجوء إلى منازل الأقارب في المخيم لعدم تمكنها من الخروج منه.
وأشار، نقلاً عن بعض ممن أجبروا على الخروج من منازلهم، إلى أن ضباط الاحتلال أبلغوهم بعدم العودة إلى منازلهم إلا بعد مرور يومين أو ثلاثة أيام.
وألقى جنود الاحتلال منشورات مكتوبة باللغة العربية تحذر سكان المخيم من احتضان المقاومين، جاء فيها: "إلى سكان مخيم العين: مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس دفعت ثمنا باهظا لسماحها للإرهابيين بالعمل داخلها، وأي مكان يحتضن هؤلاء سيدفع ثمنا باهظا، وستأتي قوات الأمن الإسرائيلية لتجتثهم بالقوة وكل الوسائل".
وأبلغ شهود عيان "الأيام"، أن قوات الاحتلال، تعمدت إجبار عدة عائلات على النزوح من منازلها في مخيم العين والذي فرضت حصارا مشددا عليه.
وذكر مدير مركز الإسعاف والطوارئ التابع لجمعية الهلال الأحمر في نابلس عميد أحمد، أن طواقم الإسعاف نقلت حالات مرضية وغسيل كلى، وطفلاً رضيعاً يعاني من التهاب رئوي حاد، وتمكنت من إخلاء عدد من المواطنين من داخل مسجد في مخيم العين بعد ساعات من احتجازهم من قبل جنود الاحتلال.
وأكد المواطن أمير سعيد "32 عاما" من مخيم العين، أن قوات الاحتلال اقتحمت منزل عائلته المكون من ثلاثة طوابق، وأجبرتها على إخلاء منزلها.
وأفاد سعيد، بأن قوات الاحتلال اقتحمت المنزل وطلبت من العائلة المكونة من 20 فردا الخروج منه، ولم تمهل العائلة الوقت اللازم لإخراج ما تحتاجه من داخل المنزل.
من جهته، قال رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم عسكر الجديد محمد أبو كشك، إن حملة الاعتقالات التي شنها جيش الاحتلال خلال اليومين الأخيرين، أسفرت حتى اللحظة عن اعتقال ما لا يقل عن ثلاثين مواطناً وتدمير ثلاثة منازل وتكسير كل محتوياتها.
ولفت أبو كشك، إلى أن الاحتلال يقتحم مخيمي عسكر الجديد والقديم بصورة شبه يومية منذ أكثر من أسبوعين، بادعاء البحث عن مطلوبين.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف