
- تصنيف المقال : شؤون فلسطينية
- تاريخ المقال : 2025-03-20
صادق جيش الاحتلال، أمس، على قرار بهدم ونسف عشرات المنازل في مخيم جنين ومحيطه، في إطار عدوانه المستمر على مدينة جنين ومخيمها لليوم التاسع والخمسين على التوالي.
وأصدر قائد جيش الاحتلال في الضفة الغربية آفي بلوط، قرارا بهدم 66 بناية سكنية في مخيم جنين ومحيطه، ونشر خرائط للمنازل المقرر هدمها والتي شرعت جرافات الاحتلال قبل نحو أسبوع بهدم عدد منها، وواصلت عمليات التجريف والتدمير وشق الشوارع داخل المخيم الذي دفع جيش الاحتلال بدبابات ومزيد من الآليات العسكرية والجرافات ومولدات الكهرباء إليه لتسريع عمليات الهدم.
وأمهل جيش الاحتلال، المنازل المشمولة بقرار الهدم مدة 24 ساعة للاعتراض على قرار هدمها، مشيرا إلى أن قرار الهدم جاء لأغراض عسكرية وأمنية، وسيتم تنفيذه خلال 24 ساعة.
ووفقا لأمين سر حركة فتح في إقليم جنين محمود الصالح حواشين، فإن قرار الهدم لا يقتصر على 66 بناية سكنية، وإنما يشمل أكثر من 90 بناية وفقا للخرائط التي نشرها جيش الاحتلال، وعلى أرض الواقع يعني هدم مئات المنازل التي قال حواشين إنها حتما ستتضرر في حال أقدم الاحتلال على نسف المنازل المحددة في الخرائط.
وأكد حواشين، أن قرار الهدم الأخير يعني ارتكاب مجزرة أخرى بحق مساكن أهالي مخيم جنين ممن أجبرهم جيش الاحتلال على النزوح عنه، وجاء بعد هدم أكثر من 180 منزلا بشكل كامل ومئات المنازل بشكل جزئي.
وأشار، إلى أنه خلال العدوان، أجبر الاحتلال الأهالي على إخلاء 3200 بيت في المخيم، بينما ارتفع عدد النازحين إلى 21 ألف نازح، فيما أدى عدوان الاحتلال على جنين ومخيمها إلى استشهاد 36 مواطنا، واعتقال أكثر من 227 شابا، بينما تعرض العشرات للتحقيق الميداني والضرب والتنكيل.
من جهته، قال رئيس بلدية جنين محمد جرار، إن العدوان المتواصل على المدينة ومخيمها منذ نحو شهرين، تسبب بتدمير كامل للبنية التحتية في المخيم المنكوب، حيث ما يزال جيش الاحتلال يدفع بآليات ودبابات وناقلات جند وجرافات للمخيم وعدة أحياء في المدينة.
وتابع جرار: "يمكن القول إن كافة مرافق البنية التحتية في المخيم من شوارع وشبكات صرف صحي ومياه وكهرباء واتصالات تم تدميرها بشكل كامل أي بنسبة 100%، وتم ترحيل أهالي المخيم وعدد من الأحياء المحاذية له قسرا وسط استمرار عمل الآليات الإسرائيلية على هدم منازل ومربعات سكنية وإحراق أخرى".
ونوه، إلى أن العدوان الإسرائيلي لم يقتصر على المخيم، حيث تعمل قوات الاحتلال بين الحين والآخر في عدد من أحياء المدينة كالحي الشرقي، وحي الهدف، ووادي برقين وغيرها، مشيرا إلى أن جيش الاحتلال دمر 65% من البنية التحتية في مدينة جنين.
من جهتها، أكدت حركة "فتح"، أن قرار جيش الاحتلال بهدم عشرات المنازل في مخيم جنين، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن ما يجري في المخيم ومخيميْ طولكرم ونور شمس جريمة تطهير عرقي ممنهجة، مضيفة إن هذا القرار الفاشي جاء بالتوازي مع التهجير القسري للاجئين في مخيمات جنين وطولكرم والعين.
وأضافت "فتح" في بيان صدر عن مفوضية الإعلام والثقافة والتعبئة الفكرية، إن التهجير القسري للاجئين من المخيمات، وهدم المنازل، لن يطمسا الحقائق التاريخية، ولن يبددا حقوق شعبنا الوطنية، وفي مقدمة تلك الحقوق حق العودة والتعويض، مضيفة إن الاستهداف الإبادي لمخيمات اللاجئين بوصفها شاهدا حيا يأتي ضمن مخططات الاحتلال لتصفية حق العودة.
وفي إطار عملية "الجدار الحديدي"، واصل جيش الاحتلال عدوانه على مدينة ومخيم جنين لليوم التاسع والخمسين على التوالي، وسط الاستمرار في عمليات تجريف وحرق منازل، وتحويل أخرى لثكنات عسكرية داخل ومخيط المخيم.
وأكد مواطنون يقطنون بجوار المخيم، أن دبابات الاحتلال أطلقت وابلا كثيفا من الرصاص داخل المخيم في ساعات الصباح الباكر، بالتزامن مع سماع أصوات انفجارات ناجمة عن تفجير مزيد من المنازل داخل المخيم الخالي بالكامل من سكانه ممن أجبروا الاحتلال على النزوح من منازلهم ومغادرة المخيم.
وواصلت جرافات الاحتلال، تنفيذ عمليات التجريف وتوسيع الشوارع وشق طرق جديدة وهدم وإحراق وتجريف المزيد من المنازل داخل المخيم.
وأحرق جنود الاحتلال، عدة منازل لمواطنين في محيط ديوان السعدي داخل المخيم، حيث تصاعدت ألسنة اللهب من المنازل المستهدفة بالحرق.
وواصل جيش الاحتلال، إغلاق جميع مداخل المخيم الرئيسة والفرعية، بما فيها الشارع الرئيس المؤدي إلى مستشفى الشهيد الدكتور خليل سليمان الحكومي بالسواتر الترابية.
وقالت بلدية جنين، إن جيش الاحتلال جرف 100% من شوارع مخيم جنين وقرابة 80% من شوارع المدينة، فيما تم تهجير سكان 3200 منزل من المخيم، في عدوان خلف 34 شهيدا وعشرات المصابين ومئات المعتقلين وتدمير مرافق البنية التحتية وهدم وتجريف وتفجير مئات المنازل.
وفي محافظة طولكرم، واصلت قوات الاحتلال عدوانها على مدينة ومخيم طولكرم لليوم الثالث والخمسين على التوالي، ولليوم الأربعين على مخيم نور شمس شرقا، حيث هدمت وأحرقت المزيد من المنازل، وأجبرت مزيدا من العائلات على مغادرة منازلها بالقوة، وسط حصار خانق وتعزيزات عسكرية متزايدة.
وأفادت مصادر محلية، بأن قوات الاحتلال أبلغت القاطنين في حارتي الحدايدة والمطار بمخيم طولكرم بضرورة إخلاء منازلهم، فيما اقتحمت المنازل في حارة الربايعة وأجرت عمليات تفتيش واسعة داخلها وأخضعت سكانها للاستجواب الميداني.
وأكدت المصادر، أن مخيم طولكرم شهد خلال الأيام القليلة الماضية حركة نزوح كبيرة لما تبقى من سكان حاراته الواقعة على أطرافه ومنها قاقون وأبو الفول ومربعة حنون، ليتبعها القاطنون في الحدايدة والمطار بعد إجبارهم من قبل الاحتلال على مغادرة مساكنهم تحت التهديد، ليصبح المخيم شبه فارغ من سكانه، بعد نزوح أكثر من 12 ألف لاجئ منه.
وقالت، إن جنود الاحتلال ينتشرون بشكل مكثف في كافة حارات المخيم، ويطاردون المواطنين ويداهمون المنازل الفارغة من سكانها، ويحولون بعضها إلى ثكنات عسكرية ومواقع لتمركز وحدات القناصة، إضافة الى مداهمة المحال التجارية والمؤسسات والمساجد وتخريب وسرقة مقتنياتها.
وفي مخيم نور شمس، واصلت جرافات الاحتلال هدم المنازل وتدمير البنية التحتية وتحديدا في حارة المنشية، وسط حصار مطبق عليه ومنع الدخول إليه بأي شكل من الأشكال.
وواصلت قوات الاحتلال الاستيلاء على مزيد من المنازل في حارة جبل النصر بالمخيم الذي أجبرت عددا من السكان في الأطراف الغربية منه على إخلاء منازلهم، وسط مؤشرات على نية الاحتلال تحويل المنطقة إلى ثكنة عسكرية.
وأكد شهود عيان، أن المخيم يتعرض لعمليات تجريف وهدم يومية تستهدف المنازل والأزقة والبنية التحتية، ما أدى إلى تدمير معالمه بالكامل وتهجير سكانه قسرا، في محاولة لطمس هويته وتغيير جغرافيته.
ودفعت قوات الاحتلال بمزيد من التعزيزات العسكرية والجرافات الثقيلة إلى المدينة ومخيميها، في الوقت الذي نشرت فرق المشاة في الشوارع الرئيسة، فيما أغلقت جرافة عسكرية الطريق الرابط بين شارع السكة وشارع نابلس في المدينة بسواتر ترابية.
واقتحمت قوات الاحتلال عمارة الهدى على شارع نابلس، وقامت بتفتيش الشقق السكنية، ودققت في البطاقات الشخصية للسكان وهواتفهم النقالة، في الوقت الذي تواصل الاستيلاء على عدة منازل في الشارع ذاته تحديدا في المنطقة الملاصقة لمخيم طولكرم، حيث تتمركز آلياتها في محيطها، وسط اجراءات مشددة تحد من حركة المركبات والمواطنين.