"أتنقل بين المستشفى وبيت العزاء، بعدما ودعت بعض أقاربي الشهداء قبل دفنهم"، هكذا قال المواطن "أبو بشير" الذي انتهى للتوّ من المشاركة في تشييع مجموعة من أقربائه الشهداء، وتفرغ لعودة آخرين في مستشفى الشفاء بمدينة غزة.
وأضاف: "من مبارح وأنا بودع أقارب استشهدوا وبزور جرحى وسط أجواء مليئة بالحزن والخوف من القادم".
وتشهد كافة محافظات قطاع غزة حالة غير مسبوقة من الحذر والقلق نتيجة تجدد العدوان الإسرائيلي بوتيرة قوية، أدت إلى وقوع أكثر من 1200 ضحية، بين شهيد وجريح.
وذكر المواطن "أبو بشير" (52 عاماً) أن خمسة من أقربائه أصيبوا في قصف منزل الجيران، منهم اثنان بوضع خطير، فيما غادر ثلاثة نظراً لأن إصاباتهم طفيفة.
وتابع: "هنا الخدمات بسيطة والتدخل العلاجي محدود ومن تكن إصابته بسيطة يغادر فوراً، ومن بلغت جروحه مدى كبيراً يبقَ للمتابعة".
وأعلنت مصادر طبية في غزة، أمس، عن حاجة المستشفيات إلى وحدات دم، موجهة مناشدات للمواطنين للتبرع.
واعتبرت هذه المصادر أن الإمكانات العلاجية في قطاع غزة المحاصر قليلة ومحدودة، فيما نقل عن أحد المسؤولين في وزارة الصحة أن أصحاب الجروح البالغة والخطيرة قد يموتون نتيجة لنقص العلاج.
وشهدت مقابر قطاع غزة حالة اكتظاظ ملحوظة لتشييع مئات الشهداء الذين قضوا خلال اليومين الماضيين.
وقال الشاب سفيان العطل (26 عاماً) من مخيم جباليا، شمال القطاع: إنه شارك في أكثر من مسيرة تشييع جرت في بيت لاهيا وجباليا. وأضاف: "المقبرة كانت مكتظة بالناس وأصلاً بصعوبة بنلاقي مكان للدفن بس مرات بتم توسيع المساحة اللي جنب المقبرة واستخدامها لدفن الشهداء".
وفي دير البلح، وسط القطاع، لوحظ مرور عدد كبير من مسيرات التشييع، لا سيما التي حُملت فيها جثامين أطفال، حسب المواطن حسام ذيب الذي يقطن قبالة المقبرة.
وقال ذيب: "وتيرة القصف الجوي قوية، وطوال الليل كنا نسمع أصوات قصف وفي النهار نشاهد مسيرات تشييع".
"على غير ما جرى في فترة العدوان السابقة التي استمرت عدة شهور قبل توقيع اتفاق وقف إطلاق النار الأخير، فإنه يمكن دفن الشهداء في المقابر"، هكذا قال أبو العبد سويلم (47 عاماً) من جباليا، وهو يشاهد الحشود التي تصل المقابر بين فترة وأخرى.
وأضاف: "القصف الجوي لا يمنع الناس من المشاركة في تشييع ودفن الشهداء، بعكس التوغل البري الذي كان يجبر الأهالي على النزوح وترك الشهداء في الشوارع".
في بيت حانون تتواصل الاعتداءات الإسرائيلية، لا سيما في المناطق الشرقية والشمالية، ومعها يتواصل قتل وإصابة المواطنين من أصحاب الخيام والمنازل المدمرة التي يقيمون فيها.
وتعج مستشفيات الإندونيسي والعودة وكمال عدوان بالجرحى والمرافقين، فيما يتواصل خروج مسيرات مشيعي الشهداء من هذه المستشفيات.
ولم يتوقف مسلسل نزوح العشرات من الأسر في اليوم الثاني لتجدد العدوان، حيث ذكرت مصادر محلية هناك أن الاحتلال أبلغ السكان بضرورة مغادرتهم المناطق القريبة من الحدود حتى مسافة كيلومترين.
وأشار نازحون من بيت حانون إلى أنهم قضوا ليلتهم الثانية في العراء وسط البلدة، وبينما فكروا في العودة إلى خيامهم شرقاً، جاءت التعليمات التي وجهتها طائرات "كواد كابتر" عبر مكبرات الصوت بعدم التواجد في المنطقة، محبطة لهم.
كما أسقطت طائرات إسرائيلية منشورات طالبت فيها سكان منطقتي خزاعة وعبسان بالمغادرة والنزوح إلى منطقة المواصي في خان يونس.
وقالت مصادر محلية: إن غالبية السكان بدؤوا بالنزوح باتجاه الغرب، في مسلسل نزوح متكرر منذ بداية العدوان في السابع من تشرين الأول 2023.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف