وسّع جيش الاحتلال من عدوانه على مخيمات شمال الضفة، بعد أن اقتحمت قوات كبيرة منه مخيم بلاطة شرق نابلس، وأجبرت العديد من العائلات على إخلاء منازلها تمهيداً لتحويلها إلى ثكنات عسكرية وسط عمليات إطلاق نار ودهم وتفتيش واسعة، في وقت هدمت فيه جرافاته منازل في حي الدمج بمخيم جنين، ونسفت منزلاً في مخيم نور شمس شرق طولكرم.
ففي مخيم بلاطة، أوقعت قوات الاحتلال عدداً من الإصابات في صفوف المواطنين أحدهم طفل خلال عدوان واسع النطاق شنته فجراً.
وشنت قوات الاحتلال عمليات دهم وتفتيش واسعة طالت عشرات المنازل، واعتقلت خلالها عدداً من الشبان، واعتدت على عدد منهم بالضرب المبرح بعد تكبيلهم وعصب أعينهم.
وقال شهود عيان: إن قوات الاحتلال احتلت منازل وحوّلتها إلى ثكنات عسكرية ونقاط مراقبة ومواقع لفرق القناصة، بعد أن أجبرت القاطنين فيها على إخلائها في الساعات الأولى من العدوان.
وركزت قوات الاحتلال عمليات الدهم والتفتيش في حارات الجماسين ومغدوشة والبادود، واعتقلت عدداً من المواطنين عرف منهم: محمود أبو سيريس، إياد أبو حمدان، وائل حنون، محمود يوسف أبو مريم، جابر أبو حمادة، أيمن مرشود، ووالدة الشهيد محمود أبو حمادة.
واشتكى صحافيون من تعمد قوات الاحتلال استهداف الصحافيين لدى قيامهم بمهامهم في تغطية العدوان على مخيم بلاطة، ما أدى إلى إصابة أحدهم في قدمه.
وقال عماد زكي، رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم بلاطة: "كنا نتوقع العدوان منذ أشهر، وتحديداً بعد ما جرى في مخيمات جنين وطولكرم، حيث كان الاحتلال يحرض بشكل دائم على مخيم بلاطة، ويقتحمه ويعلق منشورات على جدرانه تحذر سكانه من إيواء مقاومين، وإلا سيواجهون مصيراً مشابهاً لمخيمات جنين وطولكرم".
من جهتها، أفادت جمعية الهلال الأحمر بأن طواقم الإسعاف تعاملت مع إصابات في المخيم بينها طفل.
وأكدت أن طواقم الإسعاف واجهت صعوبات كبيرة في الوصول إلى الحالات المرضية داخل المخيم، جراء إقدام جيش الاحتلال على منعها من الحركة.
وأشارت إلى أن قوات الاحتلال منعت طواقم الإسعاف من التحرك داخل المخيم، بما في ذلك سيراً على الأقدام.
في المقابل، قالت إذاعة جيش الاحتلال: إن وحدتين خاصتين ونحو ثلاث كتائب بدأت عملية عسكرية في مخيم بلاطة ضمن عملية "الجدار الحديدي" في شمال الضفة الغربية.
وأوضحت: الهدف الأكبر هو تنفيذ غارة شاملة على مخيم بلاطة، كما حدث قبل أسابيع في جنين، واستعداداً للعيد، ترفع القوات جاهزيتها، وتدخل إلى نابلس وبلاطة بهدف السيطرة عليها.
وفي إطار العدوان المتواصل على مخيم جنين، شرعت قوات الاحتلال، بعملية هدم منازل جديدة في حي الدمج، وفق ما أكدت اللجنة الإعلامية في المخيم التي قالت: إن قوات الاحتلال كثفت عمليات إطلاق النار وتفجير وتدمير وإحراق المنازل، في إطار العدوان المتواصل لليوم الثمانين على التوالي.
وأشارت اللجنة الإعلامية إلى أن جنود الاحتلال أطلقوا الرصاص بكثافة منذ ساعات الصباح الباكر داخل المخيم، رغم خلوّه من ساكنيه.
وفي طولكرم، نسفت قوات الاحتلال منزلاً في مخيم نور شمس شرق المدينة، بالتزامن مع استمرار العدوان المتواصل عليه لليوم الواحد والستين على التوالي.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال نسفت منزلاً في حارة المنشية بالمخيم.
وقالت: إن قوات الاحتلال المعززة بمدرعات، اقتحمت المدينة من مدخلها الجنوبي، وجابت شوارعها الرئيسة، مروراً من شارع العليمي غرباً، ودوار اليونس في الحي الشمالي، وصولاً إلى ضاحيتَي شويكة وارتاح، ودهمت منزل عائلة الهشهش في ضاحية شويكة.
وتمركزت قوات الاحتلال في محيط مستشفى الشهيد الدكتور ثابت ثابت الحكومي، تحديداً في المنطقة القريبة من مخيم طولكرم وديوان عائلة عواد، وأوقفت عدداً من الشبان وأخضعتهم للتحقيق الميداني.
في الإطار، دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية إلى مخيم طولكرم، ونشرت فرق مشاة داخل حاراته، وسط سماع دوي انفجارات بين الفينة والأخرى.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف