- تصنيف المقال : الفلسطينيون في المانيا
- تاريخ المقال : 2025-07-09
في ظل التصعيد المستمر والعدوان الهمجي الذي يتعرّض له أبناء شعبنا في غزة من قِبَل قوات الاحتلال الإسرائيلي، خرجت جموع من أبناء الجالية الفلسطينية ومناصري القضية من مختلف الجنسيات اليوم السبت، 5 تموز/يوليو 2925، في مظاهرة سلمية وسط مدينة برلين، رفضًا للعدوان، وتضامنًا مع الضحايا، وتأكيدا على وحدة المصير الإنساني.
ومع الأسف الشديد، جوبه هذا الحراك السلمي بتصرفات قمعية وغير مفهومة من قبل قوات الشرطة الألمانية، حيث أقدمت على منع المظاهرة من استكمال مسارها المخطّط، وأجبرت المشاركين على تحويلها إلى مجرّد وقفة ثابتة. لم تكتفِ السلطات بذلك، بل قامت بشن حملة من الاعتقالات العشوائية بحق عددٍ من المشاركين، ووجهت لهم تهمًا مفبركة دون أي مسوغ قانوني، في محاولة مكشوفة لكتم الصوت الحرّ والتضامن الإنساني.
كما شهدت الوقفة استخدامًا مفرطًا للعنف من قِبَل عناصر الشرطة، طال عددًا من النشطاء والمتضامنين، بمن فيهم كبار في السن ووجوه معروفة في العمل الحقوقي والمدني. هذه الانتهاكات تُعدّ إساءة مباشرة للحريات الأساسية التي تكفلها القوانين الألمانية والمواثيق الدولية، وعلى رأسها الحق في التظاهر والتعبير عن الرأي.
نحن في اللجنة الوطنية الفلسطينية الموحّدة في برلين، نُدين بأشد العبارات هذا التعاطي البوليسي والعنيف مع مظاهرةٍ سلمية رفعت شعار العدالة، لا الكراهية؛ التضامن، لا التحريض. ونُحمّل السلطات الأمنية مسؤولية هذه الانتهاكات الموثقة، ونطالب بما يلي:
- فتح تحقيق مستقل وعاجل لكشف ملابسات الاعتداءات التي جرت ومحاسبة المسؤولين عنها؛
- ضمان حرية التظاهر ورفض كل محاولات تقييدها أو تشويهها؛
- دعم وسائل الإعلام الحرة والمنظمات الحقوقية في توثيق هذه الوقائع وفضحها للرأي العام المحلي والدولي.
إنّ قمع التضامن لا يقل بشاعةً عن قمع الإنسان في أرضه، وإنّ استخدام العنف والترهيب في مواجهة الكلمة الحرة لن يزيدنا إلا إصرارًا على إيصال صوتنا بكل الوسائل السلمية الممكنة.
ختامًا، نُجدد عهدنا لأبناء شعبنا في غزة ولكل شعوب الأرض المناضلة من أجل العدالة: أن أصواتنا ستبقى عالية، رغم القمع، وأنّ تضامننا لن يُختزل في الشعارات، بل سيبقى فعلًا ميدانيًا وإنسانيًا دائمًا.
اللجنة الوطنية الفلسطينية الموحّدة في برلين
05.07.2925
