بوتيرة متسارعة عملت طواقم المسعفين والدفاع المدني على إخراج بعض الضحايا من عائلة "عرفات" التي استهدفها قصف جوي إسرائيلي في حي "الزرقا" شمال مدنية غزة، في محاولة لإنقاذ حياة الجرحى منهم.
لكن العمل الدؤوب لهذه الطواقم بالتنسيق مع منظمة "أوتشا" لم ينجح في إخراج الجثامين التي لا تزال عالقة تحت أكوام الركام ومن المتوقع أن تترك إلى حين تيسر آليات كبيرة تتناسب وحجم الردم المتراكم.
وكانت قوات الاحتلال قصف منزلاً يعود للحاج محمد عرفات فوق رؤوس ساكنيه، غالبيتهم أطفال، مساء الاثنين الماضي، ونقل شهود العيان عن وجود نحو 20 فرداً من العائلة بين طبقات الركام بين شهداء وجرحى عالقين.
وقال الشهود لـ"الأيام" إن من بين الناجين الجريحة هالة الشرفا وهي زوجة ابن صاحب المنزل في العشرينات، التي كانت تستجدي في تسجيل فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، طواقم الدفاع المدني لإخراجها من بين الركام الذي يغطي جسدها، مشيرين إلى أن آخرين ردوا على اتصالات من هواتفهم النقالة لكنهم لم يستطيعوا التحدث، ما يشير إلى بقائهم أحياء لكنهم بحالة خطيرة.
ومن المرجح بقاء بعض الجثامين تحت الركام حيث يصعب على طواقم الدفاع المدني انتشالها، وهو ما يُتوقع أن تتحول هذه الجثامين إلى رفات وعظام.
ويعتبر منزل عائلة "عرفات" واحداً من آلاف المنازل التي تم قصفها وبقي اصحابها شهداء تحت الركام منذ عدة شهور، وهو ما يؤكد تحول جثامينهم إلى رفات وعظام فقط.
يقول الأربعيني "أبو يوسف" من حي الزيتون بغزة لـ"الأيام": لا نستطيع التنقل إلا بارتداء كمامة على الأنف من شدة انتشار روائح تحلل الجثامين.
ورجح وجود المئات من الشهداء تحت أنقاض مباني ومنازل حي الزيتون جنوب مدينة غزة، وآخرين دفنوا في الطرق العامة وتحللت جثامينهم على حد قوله.
وأضاف، إن مرور وتوالي الشهور جعل جثامين الشهداء تتحول لرفات ويصعب جمعها، بل واختلطت أجساد الضحايا بتراب الحي الذي يشهد عملية تدمير واسعة منذ بدء العدوان الإسرائيلي.
واوضح المواطن "أبو يوسف" أن عشرات العائلات ابلغت عن ابنائها من ضمنهم اطفال، كمفقودين والترجيحات تصب في خانة وجودهم تحت أنقاض المنازل والمباني التي دمرها الاحتلال.
وتقول مصادر محلية إن الآلاف من الشهداء لا يزالون تحت الأنقاض ويصعب انتشال جثامينهم، لسببين: الأول وجود كميات كبيرة من الركام تحتاج لمعدات ثقيلة، والثاني لعدم قدرة طواقم الدفاع المدني الوصول إلى أماكن تواجدهم، وفي الحالتين كانت قوات الاحتلال قصفت المنازل فورق رؤوس أصحابها.
ويتعرض حي الزيتون منذ عدة شهور إلى غارات عنيفة تتحول بعدها المنازل إلى أكوام من الركام وسط تنفيذ مجازر صامتة ومفقودين تحت الأنقاض، معظمهم من العائلات التي رفضت مغادرة منازلها.
واعتاد ذوو الشهداء العالقة جثامينهم كتابة أسمائهم على ركام منازلهم كما حدث مع الشاب "نور الدين" الذي قال: "نكتب الأسماء لكي يعرف الناس وجود جثامين شهداء ويتجنبوا العبث بالركام"، مشيراً إلى أن روائح تحلل جثامينهم تعبق في المكان بشكل لافت.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف