يواصل الاحتلال خداع العالم بادعائه إدخال مساعدات إنسانية لقطاع غزة الذي يعاني من مجاعة مميتة منذ خمسة شهور.
ورغم مرور أربعة أيام على اعلان قادة الاحتلال عن نيتهم فتح مسارات إنسانية وإدخال كميات كبيرة من المساعدات الغذائية والدوائية للقطاع الا ان ما يتم إدخاله على ارض الواقع لا يتعدى الكمية التي كان يسمح بدخولها قبل ذلك والتي لا تتجاوز بضع عشرات من أطنان الطحين والتي لا تكفي لسد حاجة اقل من 1% من السكان.
وفي صورة تعكس عدم جديته بإدخال المساعدات للمنظمات الدولية والأممية لتوزيعها بشكل كاف على السكان رفض الاحتلال إدخال المساعدات بعد ان أقدم تجمع العشائر والعوائل في القطاع على عملية لتأمين الشاحنات بما يسمح بوصولها لمستودعات المؤسسات ومن ثم توزيعها بشكل كريم وعادل على المواطنين ومنع نهبها والسطو عليها من قبل اللصوص والجماعات الإجرامية الأخرى، واشترط الاحتلال إلغاء التأمين والسماح للمواطنين بالسطو واعتراض الشاحنات على مشارف مدينة غزة وبالقرب من مدخل مخيم الشاطئ للسماح بإدخال الشاحنات.
ولم ينتظر الاحتلال انسحاب شباب التأمين وقام بقصف واستهداف تجمع لهم على دوار السودانية غرب بلدة جباليا، ما أدى الى استشهاد عشرة منهم على الأقل.
وبعد اكثر من 15 ساعة من الانتظار وتأمين المناطق المحيطة بمسار وخط سير الشاحنات من حاجز زيكيم انسحب شباب العشائر والقبائل قبل ان تسمح قوات الاحتلال لعدد محدود جداً من الشاحنات من العبور في ساعة متأخرة من مساء اول من امس، ما سمح للصوص بنهبها والسطو عليها.
ولم يشعر المواطنون بأي تحسن على أوضاعهم المعيشية او انكسار في حدة المجاعة او تراجعها، حيث تعاني الأسواق من شح كبير في جميع السلع الأساسية وخاصة الطحين والسكر والأرز والصلصلة والبقوليات والمعلبات وغيرها من المواد الغذائية الأخرى، بالإضافة الى اختفاء الفواكه واللحوم منذ خمسة شهور.
ودحض مسؤولون محليون ومؤسسات أجنبية ادعاءات قوات الاحتلال بإدخال كميات كبيرة من المساعدات، وقال رئيس شبكة المنظمات الأهلية بغزة امجد الشوا في تصريحات صحافية انه لم يطرأ تحسن يذكر على الواقع الإنساني في قطاع غزة رغم ادعاء الاحتلال بإدخال المساعدات، كما لم يطرأ أي انخفاض على أعداد الشهداء رغم ادعاء الاحتلال عن هدنة إنسانية يومية محدودة في بعض المناطق.
وأكد الشوا ان معظم سكان قطاع غزة وصلوا الى المجاعة الأسوأ في التاريخ والأطفال باتوا يعانون من سوء التغذية.
من جانبه قال برنامج الأغذية العالمي وهو اكبر منظمة اممية عاملة الآن في قطاع غزة في ظل تحييد إسرائيل لدور الاونروا منذ مطلع العام الجاري انه لم يتمكن من إيصال كميات من المساعدات للقطاع حتى اللحظة.
وأشار البرنامج في بيان له الى ارتفاع معدلات سوء التغذية عند الأطفال دون سن الخامسة في القطاع اكثر من اربع مرات.
وأضاف البرنامج انه وفق التصنيف المرحلي للأمن الغذائي هناك أجزاء من قطاع غزة تجاوزت مرحلتين للمجاعة من اصل ثلاث مراحل.
وأوضح ان الوقت ينفد لاطلاق استجابة إنسانية شاملة في قطاع غزة.
ولا يزال جيش الاحتلال يطلق النار بشكل مباشر على منتظري المساعدات الشحيحة ويقتل العشرات منهم بشكل يومي، حيث وصل عدد المواطنين الذين استشهدوا خلال انتظارهم المساعدات منذ بدء توزيعها عبر الآلية الإسرائيلية التي تدعمها الولايات المتحدة اكثر من 1170 شهيداً ونحو ثمانية آلاف مصاب وعشرات المفقودين.
اما فيما يتعلق بعملية الإسقاط الجوي للمساعدات فاقتصر ذلك على عدد محدود جداً من الطائرات القت بضعة أطنان من المساعدات فوق مناطق غير آمنة لم يتمكن المواطنون من الوصول اليها بعد سقوطها في مناطق عمل جيش الاحتلال.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف