
- تصنيف المقال : شؤون فلسطينية
- تاريخ المقال : 2025-08-06
دفع العدد الكبير من الجرحى والمصابين جراء الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على مدار الساعة إلى افتتاح نقاط إسعافية وأقسام للطوارئ في عدة مستشفيات وعيادات ومؤسسات طبية لم تكن مخصصة من قبل لاستقبال مثل هذه الحالات.
وقالت مصادر من وزارة الصحة وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إن وقوع المئات من الإصابات يومياً جعل من الأهمية بمكان افتتاح أقسام للطوارئ في مستشفى الهلال الأحمر الميداني، ومستشفى حمد للتأهيل والأطراف الصناعية، وعيادة الشيخ رضوان، لمحاولة إنقاذ أرواح المصابين بأعيرة نارية وشظايا مدفعية وصاروخية في منطقة "الواحة" شمال بيت لاهيا وهو ما يعرف بموقع "زيكيم".
وأوضحت المصادر لـ"الأيام"، أن ما يجري في موقعي الحصول على مساعدات غذائية في زيكيم ونتساريم شمال وجنوب غزة، أمر مروع من حيث عدد الإصابات ونوعيتها، مشيرة إلى أن نقل هؤلاء إلى مستشفيي الشفاء أو المعمداني بغزة قد يستغرق وقتاً كبيراً في ظل وعورة الطرق والازدحام.
وأكدت أن افتتاح قسم ميداني جديد للطوارئ قبل نحو أسبوع داخل حرم المستشفى الواقع عند طرف المنطقة الحمراء حسب التصنيف الإسرائيلي من الجهة الشمالية هو الأقرب إلى ميدان الموت في زيكيم، قد ساعد إلى حد كبير في تقديم العلاج للمصابين سواء من حيث السرعة أو التخفيف من الضغط الحاد على مستشفيي الشفاء والمعمداني بمدينة غزة.
وقدرت هذه المصادر أن القسم الجديد يستقبل ما بين 400 إلى 500 مصاب يومياً فضلاً عن عشرات الشهداء وجميعهم من موقع "زيكيم".
المستشفيات تغرق بالمصابين
وكانت وزارة الصحة في قطاع غزة أعلنت في بيان صدر قبل عدة أيام أن المستشفيات تغرق في بحر الإصابات وأعداد المرضى والجرحى تفوق القدرة الاستيعابية، موضحة أن هذه المستشفيات تلجأ إلى التعامل مع المصابين والجرحى على أرضية ممرات المستشفيات.
قال المسعف أحمد أبو فول الذي يعمل سائقاً لسيارة تابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إن قسم الطوارئ في مستشفى "حمد" يستوعب نحو 20 سريراً مخصصاً لتلقي المصابين إسعافا سريعا قبل تحويلهم إلى المستشفيات، معتبراً أن ذلك أحدث فارقاً كبيراً في حياة المصابين والجرحى.
وأضاف لـ"الأيام"، إنه يتم أيضا نقل المصابين إلى مستشفى الهلال الأحمر الميداني المقام عند مفترق "السرايا" والذي قد تم تطويره وإنشاء قسم طوارئ بقدرة 200 سرير، للتعامل مع الزيادة الكبيرة في أعداد المصابين والجرحى القادمين من مواقع القصف المختلفة في مدينة غزة والمناطق المجاورة لها فضلاً عن موقعي زيكيم ونتساريم.
وقال، زيادة هؤلاء على مدار الساعة أحدث حالة إرباك كبيرة، مؤكداً أن إخلاء الجرحى إلى نقاط وأقسام إسعافية مستحدثة تمهيداً لتحديد خطة العلاج واستكماله ساهم بشكل كبير في إنقاذ حياة بعض الجرحى.
وأكد أبو فول الذي يعمل في مجال الإسعاف منذ أكثر من 25 عاماً أن الضغط الراهن في أعداد الجرحى دفع أيضا إلى افتتاح نقطة طوارئ في عيادة الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، كما يجري افتتاح نقطة طوارئ أخرى في منطقة "الصحابة".
أقسام آخذة في التوسع
وأكدت مصادر من وزارة الصحة أن هذه النقاط التي بدأت في التوسع لم تكن لتلبية احتياجات الجرحى لاستكمال العلاجات بل وجدت لكي تساعد في إنقاذ حياة الجرحى، وللتخفيف من الضغط الحاصل في أقسام الطوارئ في مستشفيات الشفاء والمعمداني والقدس في حي تل الهوا جنوب مدينة غزة.
وبينت في حديث لـ"الأيام" أن هذه النقاط تقوم بإجراء تقييم لحالة الجرحى وتقديم تدخل "إنقاذ حياة" إلى حين نقل المصاب إلى المستشفى لاستكمال العلاج، رغم أن نسب المبيت وإشغال الأسرة في هذه المستشفيات فاق قدرتها التشغيلية والاستيعابية.
وكان بيان الوزارة رصد نسب إشغال الأسرَة على نحو 240% في مستشفى الشفاء، 300% في المستشفى المعمداني 180% في مستشفى ناصر في خان يونس.