تصاعدت ظاهرة انتحال أشخاص لصفة عناصر أجهزة شرطة بغزة للسطو على المواطنين خلال عودتهم من رحلة اعتراض شاحنات المساعدات والحصول على ما تيسر لهم من غذاء وطحين.
واشتكى الكثير من المواطنين خلال أحاديث منفصلة مع "الأيام" من اتساع رقعة هذه الظاهرة وعدم قدرتهم على التمييز بين عناصر الشرطة الحقيقيين والمنتحلين بسبب إخفاء وجوههم وأسلحتهم داخل ملابسهم لتجنب استهداف طائرات الاحتلال لهم.
ويضطر المواطنون للاستسلام وتسليم حمولتهم من المساعدات لهؤلاء المسلحين الذين يشهرون أسلحتهم في وجوههم ويجبرونهم على ترك الحمولة أو على الأقل جزء منها.
ويتأخر الكثير من المواطنين في اكتشاف أمر العصابات التي تنتحل شخصيات أفراد الشرطة وخاصة من وحدة "سهم" التي باتت الجهة الشرطية الوحيدة التي تعمل في قطاع غزة في ظروف غاية في القسوة.
ويستغل المنتحلون تركيز عمل وحدة "سهم" في مناطق اعتراض المواطنين على شاحنات المساعدات من اجل تنظيم عملية الحصول على المساعدات لسهولة التحرك وعدم قدرة المواطنين التعرف عليهم لا سيما أن أفراد وحدة "سهم" لا يرتدون الزي الشرطي الرسمي.
وقال المواطن إبراهيم عبد الله، إن مجموعة من الملثمين المسلحين اعترضته بالقرب من مدخل مخيم الشاطئ وأجبرته على ترك صندوق مساعدات حصل عليه من إحدى الشاحنات وأخذته وغادرت من المكان.
وأوضح عبد الله لـ"الأيام" انه ظن انهم يتبعون لوحدة "سهم" كونهم مسلحين ويخفون وجوهم ولذلك تجاوب معهم قبل أن يعلم انهم عصابة لا تمت للوحدة بأي صلة.
وقال، إن العناصر هددوه على الفور بإطلاق النار عليه إذا لم يترك الصندوق ويغادر المكان، بعد أن اتهموه بسرقتها.
وتعرض للموقف ذاته الفتى محمد هاني أبو رواع الذي اضطر إلى الاستسلام لأوامر مجموعة مسلحة أخرى اعترضت طريقه بالقرب من حي الشيخ رضوان بمدينة غزة بعد أن هددته بالضرب وإطلاق النار.
وقال أبو رواع (17 عاماً)، انه سلمهم كيس طحين زنة 25 كغم حصل عليه بصعوبة بالغة بعد خمس ساعات من انتظار الشاحنات.
وعاد أبو رواع لأسرته التي تسكن جباليا خالي الوفاض وفي حالة حزن شديدة لا سيما بعد نفاد الطحين وعدم قدرته على شرائه.
وأكد انه لم يستطع فعل أي شيء لهذه العصابة التي ادعت زوراً أنها تتبع لوحدة "سهم" التي نفت فيما بعد صلتها بهم بعد أن التقى عناصر منهم بعد ذلك وروى لهم ما حدث معه.
ولا تترد هذه العناصر في إطلاق النار على المواطنين وإصابتهم بإصابات أحياناً قاتلة وأخرى بإصابات بالغة كما حدث مع الشاب محمد احمد روحي نصر الذي أصيب برصاص احد عناصر هذه العصابات ما أدى إلى تهتك الطحال.
وقال والده لـ"الأيام"، إن مجموعة مسلحة مارقة لا تمت للشرطة بأي صلة أطلقت النار على ابنه بعد أن رفض الانصياع لأوامرهم بتسليمهم كيس طحين ما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة لا يزال يرقد في المستشفى على اثرها.
وأوضح انه وبعد تحرِ عن المجموعة تعرف على بعض عناصرها وتأكد انهم من قطاعي الطرق ومن لهم سوابق في السرقة والسطو على منازل المواطنين.
وتجد عناصر الشرطة صعوبات كبيرة في التعامل مع شكاوى كثيرة يتقدم بها مواطنون حول تعرضهم للسطو والضرب وإطلاق النار من عصابات مسلحة تكمن للمواطنين في عشرات الطرق المؤدية إلى محيط منطقة سلوك شاحنات المساعدات.
وتتعرض هذه العناصر لاستهدافات مميتة يومياً عادة ما تؤدي إلى استشهاد العديد منهم وخصوصاً في المناطق المتاخمة لممرات الشاحنات التي تجبرها قوات الاحتلال على التوقف قبل دخولها للمناطق السكنية على مشارف مخيم الشاطئ للاجئين وحي الشيخ رضوان المجاور.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف