
- تصنيف المقال : شؤون فلسطينية
- تاريخ المقال : 2025-08-21
قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، آفي دفرين، مساء أمس، إن الجيش سيعمق الهجوم على "حماس" في مدينة غزة، "وبدأنا العمليات التمهيدية لذلك".
وأضاف دفرين في مؤتمر صحافي: إن الجيش "لا ينتظر" انطلاق العملية الموسعة، وقد بدأ بالفعل عمليات تمهيدية في مدينة غزة، استعداداً للهجوم الهادف إلى الاستيلاء على المدينة.
وتابع: "قوات الجيش تسيطر بالفعل على مشارف مدينة غزة".
وادعى دفرين أن "حماس" أصبحت "منظمة حرب عصابات منهكة ومضروبة"، وذلك في أعقاب الهجوم العسكري الأخير للجيش الإسرائيلي على قطاع غزة.
وتزامنت تصريحات دفرين مع استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط، تمهيداً لعملية عسكرية كبيرة مرتقبة في مدينة غزة.
وبهذا الصدد، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مساء أمس: إنه وجّه الجيش إلى "تقليص الجداول الزمنية للسيطرة على معاقل الإرهاب الأخيرة وحسم المعركة ضد حماس"، وذلك قبيل المصادقة على الخطط المتعلقة بالمناورة العسكرية لاجتياح مدينة غزة.
جاء ذلك في بيان مقتضب صدر عن مكتب نتنياهو. وفي موازاة ذلك، قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، في مؤتمر صحافي: إن قواته "وصلت إلى سيطرة عملياتية على نحو 75% من قطاع غزة"، وشرعت بالمرحلة الثانية من عملية "عربات جدعون" التي تستهدف السيطرة على مدينة غزة.
وأضاف: إن "قواتنا تعمل بالفعل في أطراف المدينة، وقد حددت نفقاً داخلها"، مشدداً على أن حركة حماس "هُزمت كتنظيم في كل منطقة عمل فيها الجيش، وتعمل الآن وفق أسلوب حرب العصابات، وباتت منظمة مُنهكة ومُصابة، سنُعمّق الضرر بها في مدينة غزة".
وفيما شرع الجيش الإسرائيلي باستدعاء قوات الاحتياط، لم ترد حكومة نتنياهو بعد على المقترح الذي قدمه الوسيطان المصري والقطري قبل يومين، والذي وافقت عليه "حماس" وبقية الفصائل الفلسطينية، ويقضي بوقف لإطلاق النار لمدة 60 يوماً وتبادل الأسرى.
ويأتي هذا في وقت تعقد القيادة الإسرائيلية اجتماعات داخلية لمناقشة والمصادقة على الخطط العسكرية لاحتلال مدينة غزة، مع حشد واسع لقوات الاحتياط، وسط تحركات عسكرية داخل القطاع فيما يبدو كأنه محاولة لتطويق مدينة غزة استعداداً لاجتياحها.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، أنه "في إطار الاستعداد للمرحلة التالية من العملية (عربات جدعون) تم، صباح أمس، إصدار نحو 60 ألف أمر استدعاء لجنود الاحتياط. كما سيتم إبلاغ 20 ألفاً من جنود الاحتياط الذين جندوا مسبقاً عن قرار تمديد أوامر خدمتهم الحالية".
وصادق وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، على خطة الهجوم التي أعدها الجيش وتحمل اسم "عربات جدعون 2"، والتي تستهدف احتلال مدينة غزة وتوسيع العمليات، وقال الجيش: إن "القرار بشأن الاحتياط اتُّخذ بعد نقاشات معمّقة حول حجم القوات المطلوبة لمواصلة القتال".
وبحسب التقارير الإسرائيلية، بدأت أوامر الاستدعاء لجنود الاحتياط بالصدور بما يتماشى مع متطلبات العملية، إلى جانب الموافقة على ما وصف بـ"الترتيبات الإنسانية" الخاصة باستيعاب نزوح متوقع للسكان نحو الجنوب، "بهدف عزل عناصر حماس داخل المدينة تمهيداً للقضاء عليهم".
ومن المقرر أن يجتمع "الكابينيت" الإسرائيلي، اليوم، لمناقشة الموقف من رد "حماس".
وتشير التسريبات إلى أن العملية المرتقبة ستستهدف "تدمير البنية التحتية تحت الأرض وفوقها، وملاحقة المقاومين، والسيطرة على ما تبقى من القطاع"، حيث يسيطر الاحتلال حالياً على نحو 75% من مساحته، وفق التقديرات الإسرائيلية.
وذكرت هيئة البث العام الإسرائيلية (كان 11) أن الجيش الإسرائيلي يخطط لإشراك خمس فرق عسكرية، بينها 12 مجموعة قتال لوائية، إضافة إلى لواءَي فرقة غزة (الشمالي والجنوبي) في خطة الهجوم على مدينة غزة، والتي ستحمل اسم "عربات جدعون 2".
ولفت التقرير إلى أن "الخدمة الإلزامية لجنود الجيش النظامي ستمدد ما بين 30 و40 يوماً، كما سيُستدعى نحو 60 ألف جندي احتياط، نصفهم من المقاتلين والنصف الآخر من أقسام الاستخبارات وسلاح الجو واللوجستيات وقيادة المقرات".
وأوضح التقرير أن أوامر الاستدعاء بدأت تُرسل ابتداءً من أمس، على أن يبدأ الالتحاق بعد الثاني من أيلول.
وأضاف: إن الجيش سيستدعي ثلاثة ألوية احتياط قتالية، مشيراً إلى أنه "في ذروة العملية سيبلغ عدد جنود الاحتياط في الخدمة الفعلية نحو 130 ألفاً، موزعين بين جبهات غزة والضفة الغربية والشمال".
ولفت التقرير إلى أن الخطة تشمل "تحذير السكان في مدينة غزة، ثم تنفيذ عملية إخلاء واسعة، يليها تطويق المدينة واجتياحها براً والتوغل فيها". وبحسب التعليمات التي تلقاها الجيش من المستوى السياسي، فإن الهدف المركزي هو "حسم المعركة ضد حماس".
غير أن المصادر العسكرية امتنعت عن توضيح معايير هذا "الحسم"، مكتفية بالقول: إن ما تبقى من القوة العسكرية للحركة هو لواءان من أصل خمسة، وإن رئيس الأركان، إيال زامير، يعتقد بضرورة "هزيمة حماس" دون تحديد المعايير التي بموجبها ستعتبر إسرائيل أنها هزمت "حماس".
وفي الجانب المدني، بدأ منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي المحتلة باتخاذ خطوات تمهيدية لتمكين عمليات إخلاء واسعة، من دون تدقيق، بينها توجيه تعليمات مسبقة للمستشفيات داخل غزة للاستعداد لإجلاء واسع.
ونقلت "كان 11"، عن مصدر أمني، أنه "بدأت محادثات مع منظمات دولية من أجل إنشاء مستشفيات ميدانية إضافية في جنوب القطاع، وهناك استجابة إيجابية لذلك"، موضحاً أن الخطة تشمل أيضاً "توسيع البنية التحتية الطبية القائمة بالتعاون مع منظمات دولية، ودراسة فتح طرق وصول إلى مرافق طبية جديدة".


