
- تصنيف المقال : شؤون فلسطينية
- تاريخ المقال : 2025-09-25
في خطوة وُصفت بأنها الأكثر جدية منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة قبل أكثر من 700 يوم، طرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى جانب مبعوثه الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، خطة أولية لإنهاء الحرب على غزة، ووضع آلية لحكم القطاع في مرحلة ما بعد "حماس".
وبحسب ما كشفته مصادر دبلوماسية لموقع "أكسيوس" الأميركي، فإن الاجتماع، الذي عُقد على هامش أعمال الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، ضم قادة وزعماء من السعودية والإمارات وقطر ومصر والأردن وتركيا وإندونيسيا وباكستان، حيث جرى استعراض ملامح الخطة الأميركية ومناقشة آليات دعمها.
وقالت مصادر عربية مطلعة: إن الاجتماع أفضى إلى صياغة بنود أولية تُشكّل إطاراً لخارطة طريق تخص الحرب الدائرة على قطاع غزة، ومستقبل إدارته.
وبحسب هذه المصادر، فإن أبرز البنود التي جرى التوصل إليها تضمنت:
- وقف إطلاق النار في قطاع غزة لمدة عشرين يوماً بما يتيح تهيئة الأجواء لمفاوضات سياسية موسّعة.
- إعادة المختطفين من الطرفين، في إطار صفقة إنسانية عاجلة.
- الانسحاب الإسرائيلي التدريجي من مناطق القطاع، وفق جدول زمني يتم التوافق عليه لاحقاً.
- تولي الدول العربية والإسلامية إدارة القطاع بشكل مؤقت ولمدة ثلاث سنوات، عبر قوة متعددة الجنسيات أو هيئة تنسيقية، بهدف حفظ الأمن وتسيير شؤون السكان.
- تسليم إدارة غزة إلى حكومة فلسطينية بعد انتهاء الفترة الانتقالية بما يعيد للفلسطينيين زمام الأمور داخل القطاع.
- منع ضم الضفة الغربية أو اتخاذ خطوات أحادية تغيّر من وضعها القانوني والسياسي، كجزء من الضمانات المطلوبة لاستمرار العملية السياسية.
المصادر أكدت أن هذه البنود لا تزال في إطار التفاهمات الأولية، وأن إعلانها الرسمي مرهون بجولة محادثات لاحقة مع الجانب الإسرائيلي، إلى جانب مشاورات إضافية بين الأطراف العربية والإسلامية المشاركة.
وأكد ترامب خلال الاجتماع أن استمرار الحرب يفاقم عزلة إسرائيل دولياً، مشدداً على ضرورة إنهائها بشكل عاجل لفتح الطريق أمام حل سياسي دائم.
شروط عربية لدعم الخطة
في المقابل، وضع القادة العرب والمسلمون مجموعة من الشروط لدعم التصور الأميركي، أبرزها:
- تعهد إسرائيلي بعدم ضم أي أجزاء من الضفة الغربية أو غزة.
- رفض بناء مستوطنات داخل غزة.
- التزام بوقف انتهاك الوضع القائم في المسجد الأقصى.
- زيادة فورية في إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
ونقلت مصادر دبلوماسية أن ترامب أكد التزامه بمنع إسرائيل من تنفيذ أي مخططات لضم أجزاء من الضفة الغربية، وهو ما كانت قد كشفته صحيفة "بوليتيكو" في وقت سابق.
بيانات دعم رسمية
وأصدر قادة سبع دول عربية وإسلامية، ممن حضروا الاجتماع، بياناً مشتركاً أكدوا فيه: "نجدّد التزامنا بالتعاون مع الرئيس ترامب، ونؤكد أهمية قيادته من أجل إنهاء الحرب وفتح آفاق نحو سلام عادل ودائم".
من جهته، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في بيان منفصل، أصدره أمس: "أقدّر جهود الرئيس ترامب لوقف الحرب على غزة وسعيه لتحقيق السلام في الشرق الأوسط. ما طرحه خلال اجتماعه في نيويورك يمثل أساساً يمكن البناء عليه خلال الفترة المقبلة".
أجواء الاجتماع: تفاؤل وحذر
وأوضح مسؤول عربي، شارك في اللقاء، أن الاجتماع كان "جيداً للغاية"، مضيفاً: "للمرة الأولى شعرنا بوجود خطة جادة على الطاولة، وخرجنا بأمل أن هذا الفصل الدموي قد يقترب من نهايته".
وقال مسؤول عربي آخر: إن ترامب بدا "مُصمّماً على إنهاء الحرب"، مؤكداً أن القادة تركوا الاجتماع بحالة من التفاؤل الحذر.
خطوات لاحقة وتحركات دبلوماسية
عقب الاجتماع، عقد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، والمبعوث ويتكوف، اجتماعاً إضافياً مع وزراء خارجية السعودية وقطر والإمارات ومصر والأردن، لمناقشة تحويل المبادئ إلى خطة تنفيذية تفصيلية.
وفي الجانب الإسرائيلي، أشارت مصادر إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على علم بالمبادئ الأميركية، وأن مستشاره رون ديرمر أجرى مباحثات مع جاريد كوشنر ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير حول الموضوع.
ومن المتوقع أن يلتقي ترامب بنتنياهو في البيت الأبيض، الإثنين المقبل، لمناقشة تفاصيل الخطة وتأمين موافقته عليها.