
- تصنيف المقال : شؤون فلسطينية
- تاريخ المقال : 2025-10-31
"بنقدرش نتحرك بحرية وبنخاف نتجه شرقاً نتعرض لإطلاق النار أو تحليق المسيرات الإسرائيلية" هكذا قال المسن أبو كمال، الذي يجتهد كثيراً في تحديد اتجاهات بحثه عن أي مركز طبي قد يقدم له العلاج لمرض ضغط الدم والسكر.
وأضاف أبو كمال لـ"الأيام"، بينما عجز عن إيجاد أية عيادة قد تقدم له الرعاية الصحية خصوصاً أنه تجاوز السبعين من عمره بقليل: "الواحد معدش فيه صحة يمشي هون وهون المفروض يرجعوا خدمة وكالة الغوث عشان نتعالج".
واوضح أن عيادتين رئيسيتين كانتا في المخيم نزح إليهما ناس كتير، مشيراً إلى أن المشكلة انو مفيش حرية حركة داخل المخيم.
ويحسب سكان مخيم جباليا خطواتهم بدقة متناهية أثناء سيرهم في شوارعه المدمرة، تفادياً لوقوعهم ضمن ما يسمى بالخط الاصفر، لا سيما شرق المخيم.
ويحاول هؤلاء التكيف مع ظروف عودتهم للمخيم الذي دمره الاحتلال بالكامل ولم يعد سوى أكوام متراصة من الركام والأنقاض.
ولا يجد أصحاب الأمراض المزمنة ومحتاجو الرعاية الأولية في المخيم أية عيادات أو مراكز طبية لتلقى العلاج واستلام الأدوية الخاصة بهم، ويحاولون بحرص شديد البحث عن مراكز أو نقاط طبية مؤقتة.
واعتاد هؤلاء مراجعة المراكز الطبية التابعة لوكالة الغوث "الأونروا" التي كانت تقدم لهم العلاج والأدوية، إلا أن هذه المراكز تعج بالنازحين الذين فقدوا منازلهم ولجؤوا إلى مباني الأونروا للمكوث فيها إلى حين إيجاد مأوى جديد.
يشار إلى أن وزارة الصحة بغزة كانت قد أشارت إلى وجود نحو 350 ألف مريض بالسكري في القطاع ، بدون أي اهتمام أو رعاية طبية.
مركز طبي تحول لسكن المتضررين
""لم تعد عيادة ولا فيها أي نوع من التطبيب بل تحولت لمركز ايواء لا يصلح أصلاً للإيواء" هكذا قال المسن حيدر الطيبي (67 عاماً) وهو ينظر إلى مركز عيادة "الفاخورة" شمال غرب مخيم جباليا.
ويتكون المركز من خمس طبقات وتعرض للدمار الكبير وكان يقدم العلاج لأصحاب الأمراض المزمنة وخدمة الرعاية الأولية للاجئين، وهو ما افتقدته آلاف الأسر التي كانت مسجلة فيه.
وقال الطيبي لـ"الأيام" لم أتوجه "إلى عيادة المعسكر بعدما حذروني الناس انو ممكن يكون قريب من الخط الأصفر وهناك في نشاط للمسيرات".
وأضاف: "لا أعرف من أين سأتلقى العلاج واجراء الفحوص الطبية الدورية لأمراض القلب والضغط والسكري التي أعاني منها منذ عدة سنين".
نقص الرعاية الأولية
واشتكى لاجئون في أحاديث منفصلة لـ"الأيام" من عدم توفر الخدمة الطبية التي كانت تقدمها الأونروا بسبب اغلاقها وإقامة النازحين فيها.
وعبروا عن امتعاضهم من صعوبة التنقل في شوارع المخيم او الاقتراب من الخط الأصفر الذي يضم كافة الاجزاء الشرقية وبعض مناطق وسط المخيم، وبالتالي يتركز غالبية العائدين إلى مواقع منازلهم وركامها في غربه فقط.
افتتاح مركزين للإغاثة الطبية
من جانبها استجابت جمعية الإغاثة الطبية لحاجة هؤلاء وافتتحت مركزين للرعاية الاولية في مناطق الاكتظاظ غرب المخيم، قبل عدة أيام.
وقال الطبيب محمد أبو شومر المسؤول عن عمل المركزين ان حاجة الناس لخدمات الرعاية الاولية جعلت المركزين يكتظان بالمرضى لتلقي خدمات الرعاية الأولية لا سيما مع تفشي أمراض الأنفلونزا والطفح الجلدي والأمراض الموسمية.
وأوضح أن حركة العائدين تتركز غرب المخيم ولا أحد يستطيع الوصول لوسطه أو الجزء الشرقي من المخيم بسبب التهديدات الإسرائيلية هناك.


