قدّمت الولايات المتحدة مقترحاً جديداً لإنهاء ملف مقاتلي حركة حماس الموجودين في أنفاق تحت الأرض بمنطقة رفح، يقوم على نزع سلاحهم ضمن نموذج تفاوضي تشرف عليه أطراف إقليمية، من بينها تركيا، مقابل ضمانات بعدم استهدافهم عسكرياً.
ويأتي العرض في إطار المساعي الأميركية لتثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتنفيذ مراحله التالية.
وبحسب ما أوردته القناة 12 العبرية، عرضت واشنطن على تل أبيب استخدام "أزمة رفح كنموذج لكيفية نزع سلاح حركة حماس بوسائل سلمية".
ونقلت القناة عن مسؤول أميركي قوله إن "الموقف الإسرائيلي المتصلّب لا يسمح بأي تقدم، لكننا نواصل العمل مع شركائنا في مصر وقطر وتركيا للوصول إلى حل واقعي وسلمي".
وبحسب التقرير، فإن واشنطن ترعى مفاوضات بين إسرائيل وحماس بهذا الشأن بوساطة تركية.
أبرز بنود العرض الأميركي لإنهاء "ملف مقاتلي رفح":
- مقاتلو حماس يُسلّمون أسلحتهم لطرف ثالث (دول وسيطة مثل مصر، قطر، أو تركيا).
- إسرائيل ستمنحهم "عفواً مؤقتاً"، أي لن تستهدفهم "ما لم يعودوا إلى النشاط المسلح".
- المقاتلون الذين يسلمون أنفسهم سيُنقلون إلى مناطق داخل القطاع انسحب منها الجيش الإسرائيلي.
- الأنفاق التي استخدمها المقاتلون سيتم تدميرها بالكامل بعد خروجهم وتسليم أسلحتهم.
ويتضمن المقترح، وفق التقرير، سماح إسرائيل بخروج المقاتلين وتسليم أسلحتهم لطرف ثالث، مصر أو قطر أو تركيا، على أن يُمنح الرافضون الاستسلام خيار الاحتجاز أو المحاكمة.
وأوضح المصدر الأميركي أن واشنطن "ترغب في أن يشكّل هذا الإجراء تجربة يمكن توسيعها لاحقاً لتشمل مناطق أخرى في القطاع".
في المقابل، شدد مسؤول إسرائيلي على أن "بعض المقاتلين داخل الأنفاق في رفح هم من القتلة (على حد تعبيره)، ولن يُسمح لهم بالخروج إلا بالموت أو بالاستسلام للجيش الإسرائيلي"، مضيفة إن "أي عفو أو صفقة خروج آمن غير واردة".
ويشير التقرير إلى أن أنقرة تلعب دوراً مباشراً في تنسيق الاتصالات بين حماس والوسطاء الإقليميين، في وقت تتزايد فيه الضغوط الأميركية والدولية على إسرائيل للقبول بمسار يتيح "إنهاء أزمة رفح دون تصعيد عسكري جديد".
وفي السياق ذاته، أكدت مصادر أمنية تركية أن رئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم قالن التقى أمس في إسطنبول رئيس فريق التفاوض في حركة حماس، خليل الحية، حيث بحثا "الخطوات اللازمة لتنفيذ المراحل التالية من خطة وقف إطلاق النار في غزة، وسبل ضمان استمرارها ومعالجة العقبات القائمة".
وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن عشرات المقاتلين، تُقدَّر أعدادهم بنحو 300، ما زالوا عالقين منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار داخل شبكة أنفاق تقع خلف "الخط الأصفر" الخاضع لسيطرة الجيش الإسرائيلي، ما يجعلهم فعلياً "محاصرين هناك".
في المقابل، أكدت حركة حماس أن الاتصال مع عناصرها الموجودين في رفح انقطع قبل بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 11 تشرين الأول الماضي، مطالِبة عبر الوسطاء سلطات الاحتلال بالسماح بمرور آمن للمقاتلين إلى الجانب الآخر من "الخط الأصفر".

وفي ذات الإطار، نقلت القناة 14 العبرية أمس، عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قوله إن أمام مسلحي حركة حماس في الأنفاق خيارين إما الاستسلام أو البقاء تحت الأرض.
وكانت هيئة البث العبرية قد أعلنت الثلاثاء أن إسرائيل تدرس السماح بخروج 200 مسلح من منطقة سيطرتها في غزة مقابل إعادة كل جثث الأسرى.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، أن رئيس أركان الجيش إيال زامير أبدى استعداده لإخراج نحو 200 مسلح فلسطيني من مدينة رفح (جنوب قطاع غزة) مقابل استعادة جثة الجندي هدار غولدين المحتجزة لدى كتائب عز الدين القسام منذ العام 2014.
كما أفادت القناة 12 بأن إسرائيل قد تسمح بممر آمن لمقاتلي حماس إن تخلوا عن أسلحتهم، مشيرة إلى أن الجيش لن يسمح لهم بالمرور إلى مناطق تسيطر عليها حماس، إلا بعد تسليم مزيد من جثث المحتجزين القتلى.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف