استشهد 5 أشخاص وأُصيب 28 آخرون، جرّاء استهداف الجيش الإسرائيلي، أمس، شقةً سكنية في الشارع العريض بالضاحية الجنوبية لبيروت (موقف الضاحية)، وفق ما أكّدت وزارة الصحة اللبنانية، فيما أعلنت إسرائيل رسمياً "نجاح" اغتيال "رئيس أركان حزب الله" بالهجوم.
واستهدفت الغارة القيادي البارز في "حزب الله" هيثم علي طبطبائي.
بدوره، أعلن نائب رئيس المجلس السياسي في "حزب الله"، محمود قماطي، أن الغارة الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية استهدفت شخصية عسكرية "أساسية"، مشيراً إلى أن قيادة الحزب ستدرس كيفية الرد.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، مساء أمس، بشكل رسميّ، أنه اغتال "رئيس أركان حزب الله"، هيثم علي طبطبائي، في الضربة التي شنّها بالضاحية الجنوبية لبيروت، وقال في بيان: إنه "خلال الحرب، عُيّن قائداً لقسم العمليات في الحزب، وكان مسؤولاً، في إطار دوره، عن مركزية الوضع في الحزب وبناء القوّة".
وزعم الجيش الإسرائيليّ أن "طبطبائي قاد معظم وحدات حزب الله، وبذل جهداً كبيراً لإعادة جهوزيتها للحرب مع إسرائيل".
وقال مسؤول أمني إسرائيلي: إن رئيس الحكومة ووزير الدفاع صادقا على الهجوم قبل دقائق من تنفيذه، بينما قالت رئاسة الحكومة الإسرائيلية، في بيان: إن الجيش نفّذ هجوماً "في قلب بيروت" استهدف القيادي الذي تصفه إسرائيل بـ"رئيس أركان حزب الله" والمسؤول عن "قيادة مسار إعادة بناء القوة والتسلح" في الحزب.
وأضاف البيان: إن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، أصدر أمر الاستهداف "بناءً على توصية وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش". وختمت رئاسة الحكومة بالقول: إن "إسرائيل ماضية في تحقيق أهدافها في أي مكان وزمان".
ووصفت التقارير الإسرائيلية أبو علي طبطبائي بأنه "الرجل الثاني في حزب الله بعد الأمين العام، نعيم قاسم" و"رئيس أركان حزب الله فعلياً" وأحد أبرز المسؤولين العسكريين في الحزب خلال السنوات الأخيرة.
وبحسب تلك التقارير، يُعدّ طبطبائي من الشخصيات العسكرية الأكثر نفوذاً داخل "حزب الله"، وتولّى مسؤوليات مركزية في إدارة الملفات القتالية وإعادة بناء قدرات التنظيم، كما نُسبت إليه أدوار قيادية في عمليات سابقة على الجبهة مع إسرائيل.
وأشارت التقارير الإسرائيلية إلى أن طبطبائي كان يقيم داخل الشقة التي طاولها الاستهداف، وأنه كان يعمل في الآونة الأخيرة على تعزيز القدرات العسكرية لـ"حزب الله" وعلى صياغة خطط ميدانية تعتبرها تل أبيب تهديداً مباشراً لأمنها.
وقال مصدر أمني لإذاعة الجيش الإسرائيلي: "منذ لحظة وصول المعلومة الاستخباراتية وحتى تنفيذ الهجوم في الضاحية الجنوبية مرّت ساعة واحدة فقط"، في إشارة إلى السرعة التي اتُّخذ فيها القرار بتنفيذ الغارة.
وزعم المصدر "‏نحن ما زلنا ضمن منطق الإنفاذ، ولم نغيّر سياستنا تجاه حزب الله"، مشيراً إلى أن إسرائيل "تواصل فرض اتفاق وقف إطلاق النار"، رغم التصعيد الميداني الأخير.
من جهته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، تعليقاً على الهجوم: إن إسرائيل "ستواصل العمل بقوة لمنع أي تهديد يستهدف مواطنيها". وواصل كاتس لهجة التهديد قائلاً: "كل من يرفع يده على إسرائيل، ستُقطع يده"، ومشيراً إلى أن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، يشاركه "الإصرار على مواصلة سياسة فرض الحدّ الأقصى من الردع في لبنان وفي أي مكان آخر". وشدد على أن إسرائيل "لن تسمح بالعودة إلى واقع ما قبل السابع من أكتوبر".
وتزامنت الغارة مع تحليق مكثّف للطيران الإسرائيلي في الأجواء اللبنانية وغارات وهمية في منطقة البقاع. فيما أفادت الوكالة اللبنانية بأن مسيّرة إسرائيلية عادت لتحلّق فوق المبنى المستهدف في منطقة حارة حريك بالضاحية الجنوبية.
وقال مصدر إسرائيلي: إن تل أبيب أبلغت واشنطن مسبقاً بالهجوم، دون الخوض في مستوى الموافقة الأميركية، فيما قال مسؤول أميركي رفيع: إن الولايات المتحدة لم تتلقَّ أي إخطار مسبق من إسرائيل بشأن الهجوم، مضيفاً: إنه "تم إبلاغ واشنطن فور تنفيذ العملية فقط".
وتابع المسؤول الأميركي: إن واشنطن كانت على علم، منذ عدة أيام، بأن إسرائيل تستعد لتصعيد هجماتها في لبنان، لكنها لم تُبلَّغ مسبقاً بموعد الضربة أو بهوية الجهة المستهدفة، بحسب ما نقلته القناة الـ12 الإسرائيلية.
وأكد مسؤول إسرائيلي تحدث للقناة أقوال المسؤول الأميركي، وقال: إن تل أبيب لم تُطلع الإدارة الأميركية مسبقاً على الهجوم في الضاحية الجنوبية لبيروت، موضحاً أن الإبلاغ تم فور تنفيذ الضربة وليس قبلها.

وفي جنوب لبنان، استهدفت مسيّرة إسرائيلية أحد رعاة الماشية، وهو سوريّ الجنسية، عند أطراف بلدة رميش الحدودية في قضاء بنت جبيل، وفق ما أفادت به الوكالة اللبنانية الرسمية للإعلام.
واستشهد مواطن لبناني، ظهر أمس، جراء قصف نفذته مسيّرة إسرائيلية أثناء عمله على ترميم أحد المنازل في بلدة عيتا الشعب بقضاء بنت جبيل، وفق مصادر محلية ووزارة الصحة اللبنانية.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن الضحية هو الأسير المحرر محمد صالح، مشيرة إلى أنه كان يستقل سيارته في حيّ الرجم متجهاً لإحضار معدات يستخدمها في ترميم منزله، عندما استهدفته المسيّرة بصاروخ موجّه.
وأضافت الوكالة: إن الغارة وقعت بالتزامن مع تحليق منخفض لمسيّرة إسرائيلية فوق مدينة الهرمل.
وفي بلدة العديسة، ألقت مسيّرة إسرائيلية قنبلة صوتية، ما أدى إلى حالة هلع بين السكان، من دون تسجيل إصابات. كما شهدت أجواء قرى وبلدات شرق صور تحليقاً مكثفاً للطائرات المسيّرة الإسرائيلية، امتداداً حتى البلدات الجنوبية في القطاع الغربي، وسط مخاوف من توسع دائرة الاستهدافات.

ومساء أمس، أكد "حزب الله" استشهاد طبطبائي في الغارة على الضاحية الجنوبية لبيروت.. وجاء في بيان: "يزف حزب الله إلى أهل المقاومة وشعبنا اللبناني القائد الجهادي الكبير الشهيد هيثم علي طبطبائي (السيد أبو علي)، الذي ارتقى شهيداً فداءً للبنان وشعبه؛ إثر عدوان إسرائيلي غادر على منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت"، كما نعى الحزب أربعة من عناصره قُتلوا مع طبطبائي في الغارة ذاتها، وهم: قاسم حسين برجاوي، مصطفى أسعد برو، رفعت أحمد حسين، وإبراهيم علي حسين.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف