ذكرت مصادر سياسيّة رفيعة في تل أبيب، إنّ الدولة العبريّة كانت قد أعربت عن تقديرها لحقيقة أن مصر قد اختارت دبلوماسيًا كبيرًا مثل حازم خيرت ليتولى منصب السفير في تل ابيب وهو ينتمي إلى أسرة عريقة ومعروفة من الدبلوماسيين وشغل في الماضي منصب ممثّل مصر في الجامعة العربية، ومنصب سفير في دمشق وسفير في تشيلي.
وتابعت إنّ الجميع يعرفون أنّ التحدي المُشترك لمصر وإسرائيل حاليًا هو الاهتمام بمسألة قطاع غزة، التي تُعتبر بالنسبة للجهتين “برميل متفجرات” تضر إسرائيل ومصر معًا.
علاوة على ذلك، أضافت المصادر عينها، أنّ الإسرائيليين يرَوْنَ يرى بالرئيس المصريّ، المُشير عبد الفتاح السيسي الشريك الأول بمسألة محاربة الإرهاب في غزة وكذلك في مسألة الجهود لإعادة إعمار غزة التي تهدف إلى سحب البساط من تحت حركة المُقاومة الإسلاميّة (حماس)، التي تُسيطر على قطاع غزّة منذ العام 2007.
ونشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية، أنّ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد اشترط إعادة السفير إلى تل أبيب بتقدّم المحادثات لإعادة إعمار قطاع غزة.
ووفقًا للتقارير، فقد أرسل السيسي رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ستعين مصر بحسبها سفيرًا جديدًا في تل أبيب، بل وستضعه في السفارة، إذا حدث تقدّم في المحادثات على وقف إطلاق النار طويل الأمد في قطاع غزة.
وتأتي هذه الخطوة الدبلوماسية المهمة تحديدًا، أضافت المصادر السياسيّة الرفيعة في تل أبيب، بعد أنْ تمّ الحديث في الأسابيع الماضية في إسرائيل بتوسع عن التقدّم في محادثات المصالحة بين إسرائيل وتركيا، وهي خطوة تعتبر غير مرغوب فيها بالنسبة للسلطات المصرية، التي لا ترغب بمنح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، موطئ قدم في قطاع غزة.
وخلُصت المصادر إلى القول إنّه يبدو أنّ وراء الكواليس هناك صيغة سترضي القاهرة وأنقرة وتل أبيب على حدِّ سواء، على حدّ تعبيرها.
وركزّ الإعلام العبريّ على أقوال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي أكّد على أنّ المنطقة بأكملها ستحقق مكاسب كثيرة من تطبيع العلاقات مع إسرائيل، لافتًا إلى إمكانية تطبيع تركيا للعلاقات مع إسرائيل.
ونقلت وسائل الإعلام التركية عن أردوغان قوله للصحافيين خلال رحلة عودته من زيارة إلى تركمنستان إنّ تطبيع العلاقات مع إسرائيل أمر ممكن إذا تمكن الطرفان من التوصل لاتفاق لتعويض ضحايا المداهمة وإذا ما رفعت إسرائيل الحصار على الفلسطينيين. وأضاف الرئيس التركي أنّ هناك الكثير من المكاسب يمكن للمنطقة أن تحققها من عملية التطبيع هذه، على حدّ تعبيره.
وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية قد كشفت عن وجود لقاءات ومحادثات سرية بين مستشار وزارة الخارجية التركية فريدون سينيرلي أوغلو والمدير العام للعلاقات الخارجية في وزارة الخارجية الإسرائيلية دوري غولد بالعاصمة الإيطالية روما لبحث سبل تطبيع العلاقات بين البلدين، وبعدها أكد وزير الخارجية التركي مولود شاوش أوغلو صحة تلك الأنباء.
كما كُشف النقاب مؤخرًا عن اجتماع بين رئيس الموساد الجديد، يوسي كوهين، مع سينيرلي أوغلو، حيث صاغ الاثنان بنود اتفاق إعادة العلاقات بين أنقرة وتل أبيب.
يُشار إلى أنّ التوتر شاب العلاقات بين تركيا وإسرائيل في أيّار (مايو) من العام 2010 بعد مداهمة البحرية الإسرائيلية لأسطول الحرية المتجه إلى غزة وقتل تسعة مواطنين أتراك، وباتت تركيا منذ ذلك الحين أقوى منتقدي تصرفات إسرائيل في غزة، وفشلت جهود متكررة للمصالحة بينهما.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف