- الكاتب/ة : حاييم شاين
- تصنيف المقال : بالعبري
- تاريخ المقال : 2016-01-07
رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، خلال اقواله عن عرب اسرائيل في أعقاب العملية في ديزنغوف قال حقيقة واحدة بسيطة أساسية ومفهومة لكل شخص عاقل. وهي تقول إنه لا يمكن تبني التوجه الفلسطيني وهو اقامة دولة بدل دولة اسرائيل. وفي نفس الوقت التوقع من مواطني الدولة – عن طريق الحكومة – اعطاءهم مليارات الشواقل لصالح الجمهور العربي. الجمهور الذي يشكل منتخبوه مصدر تحريض ضد أمن دولة اسرائيل بما في ذلك التحريض حول الخطر الذي يتعرض له المسجد الاقصى. المنتخبون يجدون صعوبة في التنديد بالارهاب الفلسطيني ومن ينتمون اليه من بين المواطنين العرب.
مطلوب قدر كبير من عدم المصداقية ليتم الرقص على الدم واتهام رئيس الحكومة بالتحريض. هذا من اختصاص جهات معروفة في اليسار الاسرائيلي يئست من تغيير الحكم في صناديق الاقتراع. في مرحلة الصحافة الجديدة التي تستبدل فيها الشبكات الاجتماعية الصحف الجدية والمسؤولة من السهل جدا نشر الشعارات بما في ذلك الذين يرتزقون من ذلك، وانتظار أن يشتري مواطنو اسرائيل مرة تلو الاخرى هذه الاكاذيب البعيدة عن الصحة.
حان الوقت لأن يفهم اليسار الاسرائيلي أنه قد تركز في دولة اسرائيل اشخاص حكماء جدا وغير مستعدين لأن يكونوا اغبياء ويدفعون ثمن السذاجة. حقبة الخداع ولّت ولن يكون تعايش أبدا مع من يحرض على عدم التعايش.
من المهم جدا الاستثمار في الوسط العربي. دولة اسرائيل تحرص على الديمقراطية التي تعتبر المساواة قيمة اساسية. ومع ذلك، مقابل حق الحصول على الحقوق المدنية هناك ايضا الواجبات. منذ سنوات ونحن نسمع هذا الادعاء من اليسار ضد طلاب المعاهد الدينية، لكن عند الحديث عن العرب يعتبر هذا الادعاء تحريضا خطيرا.
قبل سنوات كان التفكير أنه اذا تطور جهاز التعليم في الوسط العربي واذا كان هناك عمل فلن تكون هناك اهتمامات بالارهاب. وتبين في موجة الارهاب الحالية ايضا أن اولئك الفلسطينيين والعرب الاسرائيليين الذين قرروا السير في طريق الارهاب قد جاءوا من عائلات في وضع جيد بما في ذلك الطلاب في الجامعات. ما الجدوى اذا من الاستثمار في جهاز التعليم الذي يُغلب التوجه الفلسطيني؟.
أنا لا أصدق الادعاء الكاذب وكأن اولئك المخربين مختلون عقليا. المختل عقليا هو من يصدق هذه الاقوال.
لا شك أن اغلبية مواطني اسرائيل العرب يريدون العيش بسلام واستقرار، مثلما اؤمن بأن الاغلبية العظمى من المسلمين في العالم لا يتضامنون مع اعمال داعش الفظيعة. لكن ما العمل حيث يكتشف الجمهور الاسرائيلي مواقف عرب اسرائيل كما تعبر عنها القيادة المنتخبة التي بذل كل الجهود لقطع الحبل الدقيق للتعايش بين اليهود والعرب. عندما ينقطع هذا الحبل فلن يستطيع أي ممثل للجمهور العربي التنصل والقول إن النتائج الكارثية ليست بعيدة عن أقواله وأفعاله.
عرب اسرائيل الذين يوجدون في لحظة الحقيقة التاريخية يجب عليهم أن يقرروا اذا كانوا اسرائيليين أو فلسطينيين. مهم جدا معرفة القرار. وحتى يتبين ذلك فان رئيس الحكومة مُحق في قراره أن نقل الاموال للوسط العربي سيتم بشكل مدروس ومسؤول ولن يكون مواطنون في اسرائيل، يهودا وعربا، خاضعين للحيتان التي تذهب الى الشاطيء من اجل الانتحار.