- الكاتب/ة : يوسي ملمان
- تصنيف المقال : بالعبري
- تاريخ المقال : 2016-01-20
ليس هناك خطر وجودي على اسرائيل، هذا ما قاله رئيس الموساد التارك تمير بردو، الذي غادر قبل عشرة ايام بعد 35 سنة في الجهاز. خمس سنوات منها كرئيس للموساد. تقديرات بردو التي لا تروق لرئيس الحكومة نتنياهو هي صدى اقوال مشابهة قالها سلفه مئير دغان. "الجميع يعرفون أن اسرائيل هي دولة قوية جدا. لم تعد هذه فترة تضطر فيها اسرائيل كدولة فتية الى مواجهة الخطر الوجودي"، قال بردو في مقابلة خاصة مع "ساحة البيت" لمراسل شؤون الاستخبارات والأمن في مركز الارث الاستخباري في غليلوت، بمناسبة مرور 30 سنة على تأسيسه.
بردو قال في المقابلة "في بداية طريقي كرئيس للموساد التقيت مع شخصية معروفة من المحيط العربي (اذا اعتمدنا الاخبار الاجنبية في هذا الامر، يمكن القول إن بردو قصد السعودية أو دولة من دول الخليج). وسألني اذا اخترنا العيش في الشرق الاوسط، لأنه حسب رأيه أن لا. وحينما سألته لماذا يفكر هكذا سأل: بعض اليهود الذين ولدوا في البلاد يعرفون العربية؟ كم منهم يعرفون الثقافة العربية؟ كم منهم يريد في الأصل معرفتها؟ كيف تريد أن تفهمني حينما تعيش في الشرق الاوسط ولا تعرف اللغة التي يتحدث بها مئات الملايين من حولك؟ كم شخص عندكم فتحوا المصحف؟ ليس من اجل الصلاة بل لمحاولة فهم ما كتب هناك – فهم الثقافة وفهم أننا لسنا جميعنا نفس الشيء وأن هناك فرق بين المصري والاردني والسعودي واللبناني والفلسطيني. أنتم لا تعرفون أي شيء. من السهل عليكم الانتقال الى العيش في كندا. فهناك ستشعرون وكأنكم في البيت أكثر مما تشعرون هنا من الناحية الثقافية. لماذا اذا أنتم هنا؟ لم تختاروا بعد أن تكونوا جزءً من الشرق الاوسط".
رئيس الموساد التارك قال إن: "التحدي الاكبر لكل رئيس منظمة هو ملاءمتها مع الواقع. وهذا الواقع مختلف كثيرا عن الواقع الذي ساد عندما تجندت للجيش في 1971. مواجهة مسألة الردع تختلف تماما لأن التهديدات مختلفة. حزب الله مختلف تماما وايران تغيرت، ايضا تركيا والسعودية لم تعودا مثلما كانتا".
بردو: "مسألة الردع تتغير. يجب أن نأخذ في الحسبان تأثير الاحداث البعيدة عن منطقتنا. نحن نوجد في منطقة الزمن فيها واحد وليس هناك تأثير للمسافات. تحريك جناح فراشة في منطقة في العالم قد يأتي على الفور بالتسونامي الى هنا. لا تكفي السيطرة على المحيط المحاذي لنا، ويجب أن نفهم أننا سنجد صعوبة في ردع كل حادثة تحدث في المكان. لكن علينا معرفة أنه حينما تحدث الامور في الزمن الفعلي يجب علينا معرفة تأثيرها على الملعب الواسع. الاستخبارات أصبحت مختلفة".
بردو يشدد ايضا على الثورة الحاصلة في كل ما يتعلق بالمعلومات وتأثير وسائل الاعلام على الاستخبارات: "نحن نعيش في القرية العالمية في زمن واحد. هذا يعني أن المسافة لم تعد شيئا مهما. مثلا جزء كبير مما مر علينا في حرب يوم الغفران ما زال سريا، لكن الحروب العصرية تتم تغطيتها اعلاميا في الانترنت وبالبث الحي تقريبا. منذ بداية القرن الواحد والعشرين كل شيء أصبح شفافا. الجميع يرى كل شيء طول الوقت".
لقد اعتبر بردو في المقابلة وضع اسرائيل والوضع المتغير في الشرق الاوسط مثابة الدمج بين العدو والصديق. والاقتراح الثاني لصياغة التعبير يمكن أخذه من قاموس سلاح الجو وهو الدمج بين صديق ومفترس. وحسب بردو "نحن نعيش اليوم في عالم كل واحد فيه صديق وعدو في نفس الوقت. للحظة هو عدو وفي اللحظة الثانية هو صديق. مع كل قوة من القوى التي تعمل في الشرق الاوسط أو في العالم بشكل عام، هناك اهداف مشتركة الى جانب العداء والتنافس. منظمة مثل الموساد من المنطقي أن تمر في الطريق الرمادية، وبالنسبة لنا كل واحد هو عدو وصديق ايضا".
بردو لم يذكر اسماء دول أو منظمات تناسب هذا التعريف. لكن يمكن التفكير بتنظيم مثل جبهة النصرة (الذراع السوري للقاعدة) التي تسيطر على معظم المنطقة الحدودية بين سوريا واسرائيل وتحافظ على الهدوء هناك. جبهة النصرة لا تفعل ذلك انطلاقا من صداقتها لاسرائيل بل لأن هناك أعداء آخرين مثل نظام الاسد وداعش. مثال آخر فيه العدو صديق ايضا ويتقاسم المصالح هو السعودية التي، مثل اسرائيل، تعتبر ايران عدوا يهددها.
حسب ما هو متعارف عليه وحسب تقسيم العمل في الاستخبارات، فان المسؤولية عن العلاقات مع الدول التي لا توجد لها علاقات علنية مع اسرائيل ومع وكالات الاستخبارات في العالم، ملقاة على الموساد. نشرت في السابق اخبار كثيرة عن أن رؤساء الموساد وقادة الدولة مثل رئيس الحكومة اهود اولمرت قد التقوا مع رؤساء الاستخبارات في السعودية ومع موظفين رفيعي المستوى في المملكة لتبادل الافكار واجراء التقييمات وتبادل المعلومات الاستخبارية. نأمل أن تستمر هذه الاتصالات خلال ولاية يوسي كوهين الذي استبدل بردو.